شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، السبت، أعمال عنف دامية أوقعت ما لا يقل عن 22 قتيلاً خلال تفريق مئات آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام وفي معارك ضارية بين قبيلتين مناهضة ومناصرة للرئيس علي عبد الله صالح.
وفي جنوب اليمن، أدت غارة جوية جديدة، يعتقد أنها أمريكية إلى مقتل تسعة أشخاص يشتبه بأنهم من عناصر القاعدة وبينهم المصري إبراهيم البنا، مسؤول الفرع الدعائي حسب مسؤولين محليين.
وفي المنطقة نفسها توقف تصدير الغاز في ميناء بلحاف المطل على خليج عدن بعد هجوم استهدف خط أنابيب ينقل الغاز إلى الميناء، نسبه مسؤولون لتنظيم القاعدة.
وفي صنعاء قتل 12 متظاهراً برصاص قوات الأمن اليمنية لدى تفريق تظاهرة مطالبة برحيل صالح، بحسب مصادر طبية.
وانطلق المتظاهرون من ساحة التغيير، مركز الاحتجاجات، والتي تحميها وحدات منشقة عن الجيش، وساروا نحو المنطقة، التي يسيطر عليها أنصار علي عبد الله صالح، وكتبوا على إحدى اللافتات «ندعو مجلس الأمن الدولي إلى إرغام علي عبد الله صالح على الاستقالة».
ولدى وصولهم قرب مقر وزارة الخارجية قوبلوا بالغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي، وسقط نحو 100 جريح نقل معظمهم على دراجات نارية إلى المستشفى الميداني في ساحة التغيير.
وتفرق المتظاهرون بعد الظهر في حين قام مدنيون مسلحون من أنصار النظام بتوقيف عشرات المتظاهرين، حسبما أفاد أعضاء لجنة تنسيق التظاهرة.
وقد لبى المتظاهرون دعوة لجنة تنظيم الشبان المحتجين للقيام بمسيرة إلى شارع الزبيري، الذي يشكل خط التماس بين قطاع العاصمة، الذي تسيطر عليه قوات اللواء المنشق علي محسن الأحمر وبين القطاع الذي تسيطر عليه القوات الموالية للرئيس اليمني.
وبموازاة قمع المتظاهرين، دارت معارك عنيفة بالأسلحة الرشاشة والقذائف بين مقاتلي قبيلتين متنازعتين إحداها موالية لصالح والثانية معارضة له في شمال صنعاء، أوقعت عشرة قتلى، حسبما أفادت الشهود.
وقتل عشرة مسلحين من قبيلة حاشد، التي يتزعمها الشيخ صادق الأحمر، الذي انضم إلى الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس، حين قام مقاتلون تابعون للشيخ صغير بن عزيز الزعيم القبلي الموالي للرئيس بقصف مواقعهم قرب حي الحصبة شمال صنعاء.
ولا يزال «صالح»، الذي يحكم البلاد منذ 33 عامًا متمسكًا بالسلطة، ويرفض الرحيل، رغم الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ أشهر.