x

وزير خارجية المقاومة الإيرانية لـ«المصري اليوم»: انهيار «الأسد» أكبر ضربة لإيران

السبت 15-10-2011 18:21 | كتب: شارل فؤاد المصري |
تصوير : اخبار

التقيت محمد محدثين مرتين.. المرة الأولى فى باريس، على هامش أحد المؤتمرات التى نظمها مجلس المقاومة الإيرانية، وكان اللقاء لعدة دقائق مع عدد من الصحفيين العرب والأجانب لمعرفة التطورات فى معسكر «أشرف» فى العراق بعد الهجوم الأخير، الذى أسفر عن قتل وجرح أكثر من 100 فرد من اللاجئين الإيرانيين العزل من السلاح.

والمرة الثانية فى باريس أيضا ولكن بترتيب مسبق لإجراء حوار مع الرجل الذى يتحدث العربية بطلاقة وأيضا الفارسية.. وفى المرة الثانية قبل أن يجرى الحوار بيننا كان يتحدث «محدثين» على مائدة مستديرة لعدد من البرلمانيين العرب من الكويت والأردن وفلسطين وكذلك أفغانستان وعدد من العاملين فى منظمات حقوقية لشرح أبعاد المشكلة فى معسكر «أشرف»، وفور أن بدأ الرجل فى شرح أبعاد التحالف «السورى - الإيرانى وحزب الله» استشاط غضبا أحد النواب الأردنيين وقرر الدفاع عن «النظام» السورى ومقاطعة الرجل على طريقة البرلمانات العربية التى تعتمد سياسة الصوت العالى كبديل لسياسة الحوار وقبول الرأى والرأى الآخر وتطور الهجوم بدخول بعض الإخوة الفلسطينيين والأردنيين المناوئين لنظام بشار الأسد فى المعركة الكلامية سبا وشتما، والتى تم إنهاؤها بصعوبة، ومن منطلق تلك «المعركة» التى كنت شاهد عيان عليها كان السؤال الأول فى الحوار الذى تطرقنا فيه إلى الكثير من القضايا، بدءا من سياسات المالكى فى العراق وانتهاء بسياسات الأمريكيين تجاه اللاجئين الإيرانيين فى معسكر «أشرف» وإلى الحوار:

النظام السورى يحتضر الآن هل ذلك سيؤثر على النظام الإيرانى؟

- نعم بصورة دقيقة إن انهيار ديكتاتورية بشار الأسد فى سوريا يعد أكبر ضربة تلحق بالنظام الإيرانى طيلة عمره وعلى أقل تقدير هى تعتبر أكبر ضربة إقليمية تلحق به لأن النظام الإيرانى شكل تحالفا إقليميا لنواياه المشؤومة لمدة ثلاثة عقود، حيث كان الركن الرئيسى لهذا التحالف هو سوريا ودون سوريا - سوريا حافظ الأسد وسوريا بشار الأسد- لم يكن بإمكان مثل هذا التحالف أن يتم تشكيله ولم يكن بإمكانه أن يبقى دون سوريا.

فى الحقيقة إن سقوط بشار الأسد سوف يغير المعادلة فى المنطقةعلى حساب النظام الإيرانى ولهذا السبب فإن النظام الإيرانى يحاول أن يستخدم جميع إمكانياته السياسية والاقتصادية والعسكرية والإرهابية إقليميا ودوليا للحيلولة دون سقوط الأسد، فى الوقت الذى تؤدى فيه هذه المحاولات إلى تداعيات سلبية داخل النظام وعلى المستويين الإقليمى والدولى أيضا.

ومع ذلك فإن خامنئى يحاول الاحتفاظ ببقاء بشار الأسد والدفاع عنه رغم أن معطيات الأرض والساحة الواقعية لا يسيطر عليها لا بشار الأسد ولا خامنئى بل إن الشعب السورى البطل هو الذى يرسم المسار ويقرر المصير وهم يتقدمون نحو الأمام، إضافة إلى أن ممارسات خامنئى ونظامه ستؤدى إلى مزيد من القتلى والضحايا على حساب الشعب السورى.

إن هذا التحالف الذى تحدثت عنه هو ما يطلق عليه البعض «الهلال الشيعى» ولكن فى الحقيقة إن التسمية الصحيحة هى «هلال التطرف» لأن بالنسبة لهم فلا يفرق السنة عن الشيعة وما يهمهم هو كيان الديكتاتورية الدينية فبالتالى إذا سقط بشار الأسد وإذا تحررت سوريا من وطأة هيمنة الملالى الحاكمين فى إيران ستكون هناك تطورات مهمة.

ما هذه التطورات؟

- هناك عدة تطورات.. أولها أن موقف النظام الإيرانى سوف يختلف فى العراق لأن سيطرة النظام الإيرانى فى العراق تعتمد على الدعم السورى فلهذا السبب نرى أن نورى المالكى رئيس الوزراء الصنيع من قبل النظام الإيرانى أصبح يطلق أكثر العبارات فجاجة ليقول إن الربيع العربى - وهو يشير إلى الانتفاضة السورية- يأتى لصالح إسرائيل، فى الوقت الذى يعرف فيه الجميع أن إسرائيل تعد الجهة الأخيرة المطالبة بتغيير نظام الأسد كما يقوله أصدقاؤنا العرب طيلة أربعين عامًا، خاصة أن النظام السورى لم يلق حجراً واحداً تجاه إسرائيل.

هل تعتقد أن حزب الله سيتفكك إذا تفكك النظام السورى؟

- حزب الله الذى يعد وليدًا غير شرعى لنظام الخومينى لا يمكن له أن يستمر بالبقاء دون الدعم السورى، وهذا يعنى أن المعادلة اللبنانية بعد سقوط بشار الأسد سوف تتغير بصورة نوعية لصالح القوى الديمقراطية والوطنية اللبنانية التى تبحث عن المصالح اللبنانية وتريد إقامة نظام ديمقراطى بعيد عن الطائفية.

فبعد رحيل نظام بشار الأسد، أرادوا أم رفضوا، فإن حزب الله سوف يميل باتجاه التفكيك والتضعيف وتقلص التأثير وانعدام التأثير والزوال، كما أن النظام الإيرانى، وبدعم من نظام الأسد، لم يوجد حزب الله فحسب بل إنه من خلال التمويل والتسليح والإرهاب وإيواء بعض المنظمات فى سوريا حاول تجنيد وتوظيف هذه الحركات والمنظمات، وبعد سقوط هذا النظام ستعود هذه المنظمات والحركات إلى حالتها الطبيعية، والتيارات المتطرفة ستضطر إلى الانسحاب لصالح التيارات الوطنية الديمقراطية.

ما مدى صحة المعلومات التى تقول إن الحرس الثورى الإيرانى هو الذى يقود العمليات فى سوريا ضد السوريين؟

- قوات الحرس التابعة لنظام الملالى تقوم بدور واسع فى أحداث سوريا وذلك من خلال نقل التجارب القمعية إلى قوات الأمن السورية، ومستشارو «خامنئى» يعملون ليل نهار مع نظام بشار الأسد وتشير المعلومات الواردة إلينا إلى أنه فى بعض الحالات التى كان بشار الأسد ومن أجل إنقاذ نفسه يميل إلى إجراء بعض المرونة، كان النظام الإيرانى وقوات «الحرس الثورى» و«قوة القدس»، هى التى تمنعه من ذلك، وتؤكد له بأن الحل الوحيد هو القتل والقتل ثم القتل وفى كثير من الحالات فإن قوات الحرس الثورى وبصورة ميدانية تقوم بقتل المتظاهرين، خاصة فى المناطق التى يكون فيها إقبال جماهيرى على المشاركة فى المظاهرات وهذه القوات لها دور مباشر فى قتل المتظاهرين.

لما ذا تدعم الحكومة الأمريكية نظام «المالكى» فى العراق وتقف ضد حل مشكلة معسكر «أشرف» للاجئين الإيرانيين رغم أنه قضية حقوقية؟

- ارتكبت الولايات المتحدة الأمريكية أخطاءً فادحة، فهذه الحالة أصبحت اليوم حقيقة معروفة للجميع وليست خافية على أحد لكننا إذا أردنا ان ننظر إلى الامر بعد الغزو الأمريكى للعراق وبعد احتلال البلاد فإن اكبر خطأ ارتكبته أمريكا بعد الغزو هو دفع العراق إلى هاوية الزوال ودفعت بالآلاف من جنودها إلى الهلاك وهذا الخطأ يتجسد فى فتح أبواب العراق أمام النظام الإيرانى.. وهذه هى الحقيقة التى لا تقبل النقاش، فكل من لديه الحد الأدنى من المعرفة بالمشهد الإقليمى يدركها جيدا ويفهمه بصورة جيدة.

هل نبهتم الجانب الأمريكى بذلك؟

- نعم نبهنا الجانب الأمريكى منذ اليوم الأول خلال لقاءاتنا الخاصة والمعلنة وفى بياناتنا وفى مقابلاتنا قلنا وأكدنا عليها، لكن الجانب الأمريكى وكما هو المعتاد منه. لم تكن له آذان صاغية فهم كانوا يتصورون أننا عندما نؤكد على هذه الحقائق ننطلق من مصالحنا.

وهل كان لكم مصلحة فى ذلك؟

- طبعا كانت هى مصلحتنا فعلا.. لكن مصلحتنا تنطبق على الحقائق التى هى موجودة فى ساحة العراق الواقعية. إن الدعم الأمريكى للمالكى هو استمرار هذه السياسة الخاطئة التى أشرنا إليها وهى امتداد لسياسة فتح الأبواب أمام النظام الإيرانى.

إن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت الآن فى نهاية المطاف لمسار سياسى خاطئ وهى تتصور أنها تستطيع أن تتعايش وتتعامل مع حكومة ورئيس وزراء يتفق عليه النظام الإيرانى وأمريكا بدلاً عن رئيس وزراء وطنى وديمقراطى يضع مصالح العراق والديمقراطية فى العراق فوق أى اعتبار آخر.

وفى الحقيقة بالنسبة للولايات المتحدة فإن المالكى يجسد توافق «أمريكى- الملالى» سواء أكان هذا الاتفاق مكتوباً أو غير مكتوب فإننى لا أدرى ذلك، ولكنه اتفاق غير شرعى حول العراق. إن الأمر، بقدر تعلقه بمصالح الشعب العراقى، فإنه واضح تماما وهذا يعنى التفريط بمصالح الشعب العراقى لأن «المالكى» يعد مجرما ويملك معتقلات التعذيب وسجناً خاصاً كما يقول الأمريكان أنفسهم وارتكب أبشع الجرائم بحق الشعب الأمريكى ولقد نشرت وثائق هذه الجرائم وهى الوثائق التى كانت أمريكا تحاول إخفاءها من أمام أنظار الرأى العام وأصبح الجميع الآن فى الصورة، خاصة أمام سفراء أمريكا الذين كانوا فى العراق خلال السنوات الماضية وكذلك بالنسبة لموظفى السفارة الأمريكية فى بغداد.

وأما الخطأ الأمريكى الثانى فهى تعتقد، وبشكل حقيقى، أن المالكى يمثل النظام وكذلك يمثل أمريكا.. غير أن هذه الرؤية غير واقعية وكاذبة تماما وهى فرية كبرى خططها نطام الملالى والمالكى وجعلها مرغوبة ومقنعة للأمريكان.

إن المالكى والنظام الإيرانى يقدمان لأمريكا صورة عن الواقع وكأن المالكى يقف بين النظام الإيرانى وأمريكا، وهذه الصورة هى صورة مضللة وخاطئة على الإطلاق.. وفى الحقيقة إن المالكى هو الذى يقف إلى جانب النظام الإيرانى عرضا وطولا وبصورة كاملة، وميدانيا يتجه نحو اكتمال الاحتلال الإيرانى للعراق مقابل الاحتلال الأمريكى لهذا البلاد.

ما هى الاتجاهات فى العراق.. كيف ترى خريطة القوى السياسية؟

- فى الحقيقة هناك ثلاثة اتجاهات اليوم فى العراق وهى: التيار الوطنى الذى يتطلع إلى نظام وطنى وديمقراطى غير طائفى.

الثانى: التيار الأمريكى وهو تكريس الاحتلال الأمريكى وإنهاء حالة أوشكت على النهاية، وانتهت فرصته الزمينة والولايات المتحدة هى نفسها لا تطالب بمثل هذا التوجه.

والثالث هو مسار الاحتلال الإيرانى الذى يمثله نورى المالكى ويقوم بهذا الدور تحت لافتة «أمريكية - ملالية» مشتركة وذلك بإمكانكم مشاهدته فى جميع السياسات التى يمررها المالكى اليوم فى قتل وقمع المواطنين العراقيين وفى قتل وقمع مخيم «أشرف» وفى عمليات القتل الجماعى لـ«أهل السنة» وفى حملة الاغتيالات للخبراء والعلماء والكوادر الفنية البارزة، وهم الوطنيون العراقيون حيث يقوم المالكى وبأمر صادر إليه من النظام الإيرانى بالقضاء على الفعاليات الموجودة فى المجتمع العراقى ليتسنى للنظام الإيرانى السيطرة على العراق وهذا ما فعله وأنجزه المالكى حتى الآن.

كيف ترى موقف المالكى تجاه سوريا؟

- موقفه تجاه سوريا لا يمثل الموقف العراقى ولكنه يمثل موقف النظام الإيرانى الخالص ويعبر عنه المالكى بالنيابة عن النظام الإيرانى الذى يطلب منه اتخاذ مثل هذا الموقف والمالكى ينفذه فورا وكذلك الأمر فيما يتعلق بترك الأبواب مفتوحة أمام الإرهاب فى المجتمع العراقى، وما شابه ذلك فى كثير من الأمثلة.

فى الحقيقة ما يجرى الآن فى العراق هو استمرار لسياسة أمريكا الخاطئة وكان الاتجاه الصحيح والسبيل الوحيد للتعويض عن أخطائها السابقة يكمن فى أن تدافع بكل القوة من التيار الوطنى ولا تسمح للنظام الإيرانى أن يتدخل فى شأن العراق الداخلى وهو ما لم تقم به الولايات المتحدة الأمريكية مع الأسف.

لماذا لا تضغطون على الحكومة الأمريكية فى موضوع معسكر «أشرف» وهل تفاوضتم مع الأمريكان وما هى نتيجة المفاوضات؟

- بالطبع نحن أطلقنا حملة واسعة فى الولايات المتحدة وعملنا كثيرا فى هذا المجال وقد قلنا لأمريكا أيضا إن هذا الأمر لافت للنظر من أكثر من اعتبار.

الاعتبار الأول هو أن الواجب القانونى والأخلاقى والسياسى للولايات المتحدة الأمريكية يحتم عليها حماية مخيم «أشرف» لأنها كانت القوة المحتلة.

والاعتبار الثانى هو أن أمريكا هى التى وقعت مع سكان «أشرف» فردا فردا على الاتفاقية الخاصة بالحماية وذلك مقابل تجريدهم من السلاح، والاعتبار الثالث هو أن جرائم القتل هذه ارتكبت أمام أنظارها وهى مسؤولة عنها وبصورة مباشرة أيضا عما حدث وما سيحدث بعد حين فى «أشرف» ولا يوجد أدنى شك فيما ورد أعلاه لأن الحقوقيين والمشرعين فى الكونجرس الأمريكى هم الذين يقتنعون به ويؤيدونه وهنا يجب أن أشير وأستند إلى كلام عدد منهم وعلى رأسهم هوارد دين، رئيس الحزب الديمقراطى الأمريكى السابق، الذى قال: أين هى حكومتنا الآن كى تحمى حقوق الإنسان للذين عهدناهم بمثل هذه الحماية؟ أين المسؤولون الحكوميون؟

وكذلك السفير ميتشل ريس، الذى قال: إننا نؤكد أن الإدارة الأمريكية تخون الآن عهدها الرسمى لحماية سكان «أشرف»، بل إنها خيانة لمصالحنا للأمن القومى المتعلقة بمطلب تغيير النظام فى إيران.

أما رودى جوليانى، عمدة مدينة نيويورك، مرشح الرئاسة الأمريكية فى الفترة من 1994- 2002 فقال: كان بالإمكان ألا يقتل 35 من سكان «أشرف» - فى إشارة إلى الاقتحام الأخير للمعسكر من قبل قوات المالكى - لوكانت الخارجية الأمريكية قد قامت بما هو كان ضروريًا جدا.

أما توم ريدج، وزير الأمن الداخلى فى الفترة من 2003-2005، فأكد أنه حتى إن لم تكن مصداقية الولايات المتحدة الخاصة مطروحة فإن العهد بالحماية والدفاع عن أمن رجال ونساء سكان «أشرف» باعتباره قضية إنسانية يقتضى مثل هذه الحماية.

فلذلك هذه هى الحملة التى أطلقناها ولسنا فى ذلك الوحيدين بل هناك أصدقاؤنا فى الولايات المتحدة وعلى سبيل المثال عقد روهرا باكر، رئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وآسيا الجنوبية فى الكونجرس جلسة استماع فى 27 يوليو الماضى وصرح فيها بمايلى:

«وأما إذا اتخذ شخص ما قراراً بعدم شطب اسم مجاهدى خلق من قائمة الإرهاب - مهما كان منصبه - فإنه يريد أن يظهر التفاتة لدكتاتورية الملالى وهو بذلك يلعب على حياة وأرواح المدنيين العزل الذين تعرضوا للمجزرة فى وقت سابق وأننى آمل عندما تعودون إلى الخارجية أن تخبروا هؤلاء بأنه إذا حدثت مجزرة جماعية مرة أخرى فأنتم المسؤولون ولا غيركم، أنتم تتحملون مسؤولية موت هؤلاء المدنيين العزل، لأنكم لا تقومون بإجراء بسيط وهو إلغاء تسميتهم من قائمة المنظمات الإرهابية أن هذا الإجراء هو عملية بسيطة وأبسط من تجميد الأموال السورية فى الولايات المتحدة الأمريكية فلذلك إنه إجراء أنتم تستطيعون القيام به وإنجازه».

ما هى آمالكم فى الفترة المقبلة؟

- نأمل أن تتجاوب الولايات المتحدة مع هذه الحملة الدولية والأمريكية الخاصة بـ«أشرف» والتى تذكر الجانب الأمريكى بواجباته وأن تقوم بما هو واجبه وأن تتقبل على عاتقها مسؤولية حماية معسكر «أشرف» وكذلك يجب أن نذكر بأنه استنادا إلى المادة 45 من معاهدة جنيف الرابعة عندما تقوم دولة بتسليم أشخاص محميين إلى دولة أخرى وبعد عملية الانتقال إن لم تحترم الدولة الثانية حقوق هؤلاء الأشخاص فمن واجب الدولة الأولى أن تستعيد الحماية من الثانية وهى تتولى الحماية من جديد، فلذلك فإن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتولى هذه المسؤولية وتضمن حماية سكان مخيم «أشرف» للاجئين.

وفيما يتعلق بالمفاوضات أقول إن الأمريكيين ينوون، دون دفع ثمن ودون القيام بواجبهم، أن يعالجوا هذه المسألة وبالطبع إنهم يعرفون جيدا أن تكرار مجزرة أخرى ستكون على حسابهم وتضرهم كثيرا داخليا أيضا.

فلذلك هم يبحثون عن حل يتطلب منهم دفع أقل ثمن ولهذا السبب حاولوا من خلال السفير باتلر أن يفرضوا نقل سكان «أشرف» فى داخل العراق كحل لهذه المسألة، لكن الحقيقة أن هذا الطرح الذى يطرحونه كحل هو خطير جدا ولاقى رفضا جماعيا من قبل سكان «أشرف» ومن قبل الأمريكان أنفسهم ومن قبل العراقيين ومنهم السيد أسامة النجيفى، رئيس مجلس النواب العراقى، الذى قال (فى 13 يوليو 2011): «إن البرلمان العراقى لا يقبل باستخدام القوة ضد اللاجئين على الأرض العراقية.. نعتقد أننا نؤيد نقلهم إلى خارج العراق لبلد ثالث إذا كان هناك خطر على حياتهم فى حال عودتهم لبلدهم الأصلى، وأود أن أؤكد أن الخطة التى قدمها الأمريكان لنقل سكان «أشرف» داخل العراق لاقت رفضا من قبل جميع الجهات ومن وجهة نظرنا هى غير مقبولة أيضا وأننا نساند نقلهم إلى بلد ثالث. ونأمل أن تحترم الحقوق الإنسانية لهؤلاء اللاجئين السياسيين ونأسف على ما حدث لهم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية