في مشهد أقرب إلى حرب الشوارع، تحولت شوارع أحد المدن الهندية إلى مسرح لتظاهرات تحولت إلى اشتباكات دامية أدت حتى الآن إلى مقتل 32 شخصا، وأما عن السبب فهو اتهام زعيم روحي هندي شهير له الملايين من الأتباع بالاغتصاب.
هذا الزعيم الروحي هو جورميت رام رحيم سينج، زعيم طائفة ديرا ساشا سودا والذي يقدر أتباعه بـ6 ملايين حول العالم، والذي حكمت عليه محكمة هندية بالسجن بتهمة اغتصاب سيدتين من أتباعه، وهذه ليس الجريمة الوحيدة التي وجهت له، فقد اتهمته السلطات بصلته بجريمة اغتصاب وقتل في 2002، وكذلك اتهم بإجبار 400 من أتباعه على خصي أنفسهم، من أجل أن يتقربوا إلى الله، وقال حينها لصحيفة تايمز أوف إنديا إن هذه التهمة عارية عن الصحة.
وقد تجمع أتباعه، الجمعة، على امتداد «البنجاب يبكون»، مهددين بارتكاب أحداث عنف وإيذاء أنفسهم لو صدر حكم بسجنه، حيث أثار الحكم غضب أتباعه الذين يعتبرونه زعيم روحاني ومُعلم ديني وتجمع ما يقرب من 100 ألف منهم بالقرب من المحكمة في بانشكولا دعمًا لزعيمهم المحبوب.
يلقب بـ«روك ستار بابا» ويرتدي ملابس ملونة مبهرجة لامعة، وأصبح سينج البالغ من العمر 50 عاما، زعيما للطائفة التي تقول إنها منظمة روحية غير ربحية للرخاء الاجتماعي، عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، وتدير الطائفة 46 مركزا على امتداد الهند وفي أنحاء العالم.
وأثار «سينج» حفيظة بعض الطوائف الدينية وانتقاداتها في الماضي، ففي عام 2007 أثار استياء طائفة السيخ بعد ظهوره في إعلان مرتديا ثياب زعيم ديني للطائفة، وفي عام 2015 اشتكته طائفة هندوسية لأنه ظهر في فيديو على هيئة الإله فيشنو، وقد قدم نفسه على مر السنين كمصلح اجتماعي.
وفي عام 2010 نظمت الطائفة عملية زواج جماعي لألف من أتباعها تطوعوا للزواج من بائعات هوى، ويصفه موقعه الرسمي بأنه «قديس روحي، فاعل خير ومغن ورياضي».
وفي السنوات الأخيرة، شارك في أفلام لتعزيز صورته كمحب للحياة، حيث أنتج 3 أفلام صدرت بعدة لغات هندية بعد أسابيع مثيرة للجدل.
وفي المقدمة التشويقية لأحد الأفلام، وهو فيلم “رسول الله”، يظهر سينج وهو يقوم بعرض جنوني ويحارب الكائنات الفضائية والأشباح والفيلة ويهزم الأشرار.
صنفته صحيفة أنديا أكسبريس من ضمن أقوي الشخصيات تأثيرا في الهند في 2015، وعن لقبه قالت صحيفة «دبلومت» الهندية أنه اختار لقبه بحيث أن كل اسم فيه يعبر عن ديانة من ديانات الهند الكبرى فاسم جورميت للسيخ، ورام للهندي ورحيم للمسلمين.