ازدادت الانشقاقات فى التحالف الديمقراطى، برئاسة حزب الحرية والعدالة «إخوان»، وبدأ التحالف فى الانهيار بانسحاب آخر القوى الإسلامية منه، «حزب البناء والتنمية»، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، لينضم إلى تحالف حزب النور والأصالة السلفيين، ومن المنتظر أن يعلن التحالف، اليوم، أسماء مرشحيه فى القوائم ويتقدم بها إلى اللجنة العليا للانتخابات.
كان التحالف الديمقراطى انسحب منه خلال الفترة الماضية أحزاب «النور والوفد والأصالة والفضيلة والناصرى والوسط والعمل» وانتهت بـ«البناء والتنمية»، احتجاجاً على استحواذ «حزب الإخوان» على رؤوس القوائم ورفع نسبته إلى أكثر من 60%، ولم يتبق فى التحالف سوى 10 أحزاب أبرزها «الحرية والعدالة وغد الثورة والعدالة والتنمية والإصلاح والنهضة».
واعتبر حزب الأصالة دخول الإسلاميين فى تحالفات ضد «الإخوان» سيؤدى إلى تفتيت أصواتهم فى الانتخابات المقبلة، فيما يسعى حزب الريادة مع حزب الوسط لحسم القوائم النهائية لمرشحيهما خلال ساعات.
وأعلنت الجماعة الإسلامية، رسمياً، انسحاب حزبها «البناء والتنمية» من التحالف، بعد مفاوضات شاقة وقاسية، رفض فيها التحالف وضع أسماء مرشحى الحزب على رأس القوائم وقالت الجماعة الإسلامية إنها فوجئت بأن التحالف خصص لها 20 مرشحاً، جميعهم وضعوا فى ذيل القوائم.
وقال الدكتور طارق الزمر، المتحدث الإعلامى باسم الجماعة الإسلامية: «إن «البناء والتنمية» يسعى إلى تجاوز الأزمة، من خلال تحالف كبير يضم كل الأحزاب السلفية، بدءاً من «النور والأصالة» وربما «الفضيلة» ومعها حزبا العمل والوسط، لمنافسة التحالف الديمقراطى الذى لم يتبق معه غير الأحزاب الكارتونية الصغيرة».
وأضاف: «هناك اتصالات بهذه الأحزاب لإعلان تحالف إسلامى يضمها جميعاً ومعها «البناء والتنمية».
من جانبه، قال محمد حسان، سكرتير مجلس شورى الجماعة الإسلامية: «سبب الخلاف مع التحالف، العدد الذى حدده لحزب البناء والتنمية وهو 20 مرشحاً، إضافة إلى إدراجهم فى ذيل القوائم الانتخابية بالتحالف».
وأضاف: «انسحابنا يمثل خسارة للتحالف، لأننا كنا نمثل أكبر كتلة بعد خروج حزبى الوفد والنور».
وانتقد الدكتور صفوت عبدالغنى، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أحد المفاوضين مع حزب الحرية والعدالة، طريقة تعامل التحالف وحزب الإخوان، مع الجماعة الإسلامية والأرضية التى تتمتع بها على الساحة.
وقال خلال حواره على قناة «مودرن حرية»، الجمعة: «لم نشعر أثناء تفاوضنا مع «الحرية والعدالة» بأى حرية وأى عدالة أُثناء التفاوض فى إعداد مرشحى البناء والتنمية وترتيبهم ضمن القوائم».
من جانبه، قال نادر بكار، المتحدث باسم حزب النور السلفى: «النور سيتقدم بأوراقه، الإثنين المقبل، بسبب انتهاء المفاوضات مع أحزاب العمل والأصالة والبناء والتنمية، للدخول ضمن قائمة موحدة فى الانتخابات».
وأوضح أن «النور» سيعقد اجتماعاً مع الجماعة الإسلامية، لتحديد عدد مرشحى الجماعة على قائمة «النور» ومناقشة خطة الحملة الانتخابية خلال الفترة المقبلة.
وقال ممدوح إسماعيل، نائب رئيس حزب الأصالة: «الحزب اتفق مع (النور) وسننتهى من القوائم خلال ساعات، وسنتقدم بها غدا أو بعد غد، على أقصى تقدير»، وأوضح أن مرشحى الحزب وعددهم 30 مرشحا يتركزون فى «القاهرة» وبعض المحافظات، ولفت إلى أن الحزب لن يقدم مرشحين فى الإسكندرية وتركها لـ(النور)».
وتوقع بكار انضمام حزب العمل للتحالف، وأكد أن ترشح الأحزاب الإسلامية فى تحالفات مشتركة تواجه بعضها البعض سيؤدى إلى تفتيت أصوات الإسلاميين، وأرجع تفتت التحالف الديمقراطى إلى أن «الحرية والعدالة» لديه حسابات فى الانتخابات تسعى لتحقيق نسبة مؤثرة فى البرلمان المقبل.
من جانبه، قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، رئيس لجنة التنسيق الانتخابى للتحالف الديمقراطى: «مشاكل التحالف أوشكت على الانتهاء وسنعلن اليوم قائمة التحالف».
وقال «عبدالمجيد» إن اعتلاء «حزب الإخوان» رؤوس معظم قوائم التحالف يرجع إلى أنه أكبر أحزاب التحالف شعبية ولأن مرشحى الإخوان قادرون على التنافس وجذب الناخبين للتصويت على قائمة التحالف.
وأوضح أن أسباب ارتفاع عدد مرشحى «الحرية والعدالة» لأكثر من 60%، لأن معظم المرشحين الذين قدمتهم أحزاب التحالف «فئات» ما جعل لجنة التحالف تدفع بعدد من مرشحى حزب «الإخوان» لامتلاكه عدداً كبيراً من مرشحى العمال والفلاحين، إضافة إلى رفض أحزاب التحالف الدفع بمرشحيها على المقاعد الفردية، ما جعلنا ندفع بمرشحى «الحرية والعدالة» حتى لا نتركها دون التنافس عليها.
وانتقد «عبدالمجيد»، اللجنة العليا للانتخابات بسبب عدم اعترافها بنقابات (العمال والفلاحين) وقال: «اللجنة مازلت تعتمد على تقارير جهاز أمن الدولة المنحل.
وأوضح أن: «التحالف سيعلن عن برنامجه الانتخابى بعد الانتهاء من القوائم وأن هناك شعارات مركزية للتحالف سنستخدمها فى حملتنا الانتخابية وأنه يحق للأحزاب استخدام الشعارات التى تعبر عنها».
وقال هشام مصطفى، رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» الإسلامى إنه مجبر على الاستمرار فى التحالف، رغم اعتراضه على ممارسات لجنة التنسيق الانتخابى.
وأضاف: «تم وضع شروط للانضمام للتحالف لا تتناسب سوى مع (الإخوان) وقال عزب مصطفى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة: «إنهم سيتقدمون اليوم بقوائم التحالف عن طريق وكلاء إلى اللجنة العليا للانتخابات».
وقال هيثم أبوخليل، أحد مؤسسى حزب الريادة: «هناك اجتماع سيعقد خلال ساعات بين مرشحى حزبى الريادة والوسط لإعداد القوائم النهائية لحزب الوسط».