أطلق الزعيم الليبى العقيد معمر القذافى «حرب الأرض المحروقة» بعد أن استخدم الزوارق البحرية للمرة الأولى فى المعارك مع الثوار وقصف آبار النفط، فيما استعاد الثوار الليبيون السيطرة على مدينتى الزاوية وبن جواد قبل أن ينسحبوا من الأخيرة بعد استعادتها إثر قصفها برا وبحرا.
وأطلق الثوار صواريخ باتجاه البحر المتوسط بعد أن هاجمت زوارق حربية ليبية مواقع للثوار على الخط الأمامى فى الشرق المنتج للنفط. وأوقف الهجوم تقدم الثوار على الساحل الشرقى الليبى إذ اضطروا للانسحاب من بلدة بن جواد الاستراتيجية بعد تعرضهم لإطلاق نيران كثيف. وقال مقاتل يدعى عادل يحيى: «جئنا إلى بن جواد لكن الزوارق الحربية أطلقت النيران علينا فانسحبنا». وقال الثوار إنهم الآن متمركزون على مشارف بن جواد وقرب مجمع السدرة النفطى الذى تعرض لضربة مباشرة خلال القتال الأربعاء مما أدى لتصاعد الدخان الأسود وألسنة اللهب. ولم يتمكن الثوار الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من الشرق، والذين باتوا أكثر تنظيما، من الاستيلاء على الطريق الساحلى غربى سرت مسقط رأس القذافى اذ منعت الدبابات والمقاتلات تقدمهم.
كان الناشط السياسى الليبى أحمد الجازوى أكد فى وقت سابق أن الثوار باتوا يسيطرون على كامل بلدة بن جواد بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب الأمنية الموالية للقذافى، لافتا إلى أن هذه الكتائب استخدمت لأول مرة زورقا حربيا لقصف البلدة.
وأشار الموقع الإلكترونى لصحيفة «برنيق» الليبية الموالية لائتلاف «ثورة 17 فبراير» إلى أن كتائب القذافى استخدمت فى قصفها لبلدة بن جواد صواريخ روسية الصنع من طراز جراد وقنابل عنقودية.
وفى راس لانوف تجددت المعارك بين الثوّار وقوات القذافى التى تحاول منذ بضعة أيام استعادة السيطرة على هذه المنطقة النفطية، كما قصفت مقاتلات تابعة للقذافى خزانات النفط القريبة من ميناء السدرة النفطى.
وأكد عبدالحفيظ غوقة، الناطق باسم المجلس الوطنى الانتقالى الليبى، قصف آبار النفط، حيث قال إن قوات معمر القذافى ركزت قصفها الخميس على «الآبار والمنشآت النفطية فى راس لانوف».
وقال مسؤول بالصناعة فى ليبيا إن مخزونات النفط الخام فى مرسى البريقة نفدت بسبب الاضطرابات المستمرة منذ أسابيع وهو ما أجبر ناقلات النفط على مغادرة الميناء دون شحنات.
جاء ذلك فيما أعلن القذافى عن مكافأة مالية ضخمة، تتجاوز قيمتها 575 ألف دولار، مقابل اعتقال أو أى معلومات تقود للقبض على المعارض السياسى مصطفى محمد عبدالجليل، رئيس «المجلس الوطنى الانتقالى»، الذى شكله الثوار فى مدينة «بنغازى» شرق البلاد.
وعرض التليفزيون الرسمى، التابع لحكومة القذافى، أن إدارة التحقيقات الجنائية تعرض مكافأة قدرها 500 ألف دينار ليبى، أى حوالى 411 ألف دولار، لأى شخص يعتقل عبدالجيل، بالإضافة إلى مكافأة أخرى قيمتها 200 ألف دينار، حوالى 164 ألف دولار، لأى شخص يقدم معلومات تقود لاعتقاله.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الوطنى الانتقالى مصطفى عبدالجليل أن الثوار لن يعودوا لحكم القذافى حتى لو تمت إبادتهم جميعا.
وأقر عبدالجليل بتفاوت القوة بين كتائب القذافى وقوات المعارضة، ولكنه قال إن الشعب «أعلن موقفه، وهو لن يعود إلى حكم القذافى ولو اقتضى الأمر موت الجميع».
وحذر فى مقابلة مع شبكة «سى. إن. إن» الأمريكية من أن أى تأخير سيؤدى إلى المزيد من الخسائر البشرية، واعتبر أن عرضه للعقيد معمر للقذافى ترك السلطة مقابل عدم ملاحقته هو شكل من أشكال التضحية المقبولة لإنقاذ الأوضاع.
وأضاف عبدالجليل أن المدفعية والدبابات والأسلحة الثقيلة لدى قوات القذافى «تبيد المدنيين» فى المناطق المعارضة له، وكذلك تفعل الطائرات التى تطالب المعارضة منذ اليوم الأول للأحداث بحظر عملها.
وطلب رئيس المجلس الانتقالى مساعدة المجتمع الدولى مؤكدا أنه إن لم يحصل ذلك فإن «القذافى سيدمر بلادنا». وكشف عن اتصالات أجراها مع واشنطن ولكنه لم يتلق إلا أجوبة تشير إلى أن واشنطن تعمل على صدور قرار فى مجلس الأمن.
من جهة أخرى، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» أن 3 من صحفييها الموجودين فى ليبيا «اعتقلوا وضربوا» وتم تعذيبهم وأوهموا بأنه سيتم إعدامهم.