x

محمد عمر المختار: ليبيا توحدت ضد «القذافى».. والشباب لن يتركوه فى الحكم

الخميس 10-03-2011 15:20 | كتب: أسامة خالد |

 

فى منزل فاخر بوسط بنغازى يعيش محمد عمر المختار، الإبن الوحيد للمجاهد الليبى عمر المختار، الذى أمضى حياته محارباً الاحتلال الإيطالى لبلاده.

«المصرى اليوم» التقت «الختيار»، البالغ من العمر 88 عاماً، وحاورته حول ما يحدث الآن فى ليبيا:

ما موقفك من الثورة الليبية؟

- أنا وقفت فى ساحة المحكمة أهنئ الشباب الليبى وأشد من أزره، ورغم ظروفى الصحية الصعبة، فإننى أصررت على أن أتوجه إليهم لأشد من أزرهم، وذهبت إليهم يوم 17 فبراير، وكنت سعيداً جدا بهم، وهم أيضا كانوا فرحين بى جدا.

وهل هناك شباب من الأسرة يشاركون فى الثورة، وفى المعارك الحربية؟

- نعم هناك شباب من الأسرة يشاركون فى الثورة، وهم معتصمون أمام المحكمة لكن لايوجد أحد منهم يشارك فى القتال.

ما تعليقك على اتهام القذافى للثوار بأنهم يريدون تقسيم ليبيا؟

- هذا كلام غير حقيقى، فلا توجد أفكار للانفصال ولا لتقسيم ليبيا، ليبيا موحدة وستظل بلدا واحدا، والشعب الليبى كله يد واحدة.

هل كنت تتوقع أن يستخدم القذافى مرتزقة ضد شعبه؟

- هذه كانت مفاجأة بالنسبة لى، وسمعت أنه جلب مرتزقة دفع لهم الكثير من الدولارات ليقتلوا الشعب الليبى. ولم أتوقع من القذافى أبدا أن يفعل ذلك بشعبه.

أنت تعرفة جيدا.. هل كنتم أصدقاء؟

- لا أبدا لم نكن أصدقاء، كنت أعرفة مثل كل الليبيين، والتقيته أكثر من مرة وكان يبدو جيدا فى لقاءاتى معه ولم ألحظ منه أى شىء غريب.

لك مكانة كبيرة عند كل الليبيين، ألم تحاول أن تتوسط معه لإنهاء العنف؟

- لم أحاول أن أكلمه شخصيا، لكننى وجهت له نداء بأن يتنحى، وقلت له إن التنحى أفضل لك وللشعب الليبى، لكنه متمسك برأيه بشدة ولا يريد غير سفك الدماء.

ألم يتصل بك أحد من المقربين منه؟

- لا لم يحدث.

الآن وبعد كل تلك التطورات كيف ترى الحل والمخرج من تلك الأزمة؟

- إن شاء الله خير وسينتصر الشباب، أنا متأكد من الشباب الليبى، وواثق أن معمر سيترك الحكم، لأن الشباب لن يتركه. نحن وصلنا لمرحلة اللاعودة، ولابد أن يرحل معمر.

القذافى قال إن ما يحدث مجرد مشاجرات قبلية، وليست ثورة.. ما رأيك؟

- لم يحدث خلاف بين أى من القبائل، وما حدث فعلا أن الجميع توحد ضده وليبيا توحدت تماماً، وقبائل الشرق مثلها مثل قبائل الغرب لن تجد أى فرق بينها.

المجلس الوطنى الانتقالى طالب بتوجيه ضربة إلى «باب العزيزى» مقر اقامة القذافى، هل توافق على ذلك؟

- لم أسمع بذلك، ولا أعرف إن كان هذا قرار كل الشباب أم لا، وطالما لم أسمع بهذا الكلام فلن أعلق عليه.

لكن هناك بيان رسمى صدر عن المجلس يطالب القوى الدولية بضرب مقر القذافى؟

- لم أسمع به، ولا تعليق عندى حول هذا الأمر حتى أتأكد من رأى كل الشباب الليبى حوله.

ماذا تقول للشباب الثوار؟

- أقول لهم هذه بلادكم، اتحدوا من أجلها، وحاربوا من أجلها وسوف ينصركم الله، وابتعدوا عن التخريب وامنعوا أى عمليات تخريبية.

كم سنه عشت فى مصر؟

- 18 سنة. أبى، عمر المختار، أصر على سفرنا إلى مصر فى أواخر عام 1927. كان يخاف علينا من الإيطاليين، ويريد أن يتفرغ للقتال والحرب.

كم ابنا لعمر المختار؟

- واحد. أنا فقط.

ومن سافر معك إلى مصر؟

- أنا ووالدتى وزوجة عمى محمد، وأسرته.

أين كنت تعيش فى مصر؟

- تنقلنا بين أكثر من مكان. فى البداية عشنا فى «الحمام» ثم انتقلنا إلى مطروح، ثم إلى «أبوحمص»، وذهبنا إلى كفر الدوار، وعشنا فترة فى الإسكندرية، وتحديدا فى منطقة سان استيفانو. وكنت طالباً فى مدرسة الشاطبى، وكانت وقتها، مدرسة داخلية لليبيين الذين لا يجدون من يعولهم.

ما سر كل هذا التنقل؟

- كان التنقل دائما خلف العمل وبحثا عنه.

من كان يتولى نفقاتكم؟

- كان معنا عمى محمد المختار، وكان هناك أيضا السيد المختار وهما من كانا قائمين بالإنفاق على الأسرة.

هل كانت لك علاقة بملك ليبيا السابق، إدريس السنوسى؟

- نعم. عندما جاء إلى مصر كنت فى استقباله. هو جاء فى قطار من السلوم وأنا استقبلته فى الإسكندرية، واصطحبته لمدة 7 أيام ضمن الوفد الرسمى. مثلما كنت مع القذافى فى زيارته الرسمية إلى إيطاليا.

متى عدت إلى ليبيا؟

- عدت فى أواخر عام 1943.

كيف كانت علاقتك بالملك إدريس السنوسى؟

- كانت علاقة طويلة وممتدة منذ أيام عمر المختار.

ماذا كان رأيك فى الثورة التى قام بها القذافى عام 1969؟

- هو قفز على الحكم وسيطر على البلد.

هل وافقتم على قرار القذافى نقل ضريح وجثمان عمر المختار من بنغازى؟

- أول خطاب للقذافى كان أمام ضريح عمر المختار، بدا وقتها وكأنه يستمد منه شرعيته، وحضرنا نحن هذا الخطاب ثم طلب نقله من بنغازى كلها. كانت المشكلة بالنسبة له أن الزوار من كل دول العالم يأتون إلى بنغازى ليزوروا ضريح المختار، وكانوا يكتبون كلمات رائعة فى حب أبى.

هل كنت موافقا على نقل جثمان أبيك؟

- لا أبدا. لم أكن موافقا، وعارضت هذا القرار وعارضته أسرتى لكن القذافى تمسك برأيه ولم يكن هناك أحد يستطيع معارضته.

أنت كنت تفضل إذن أن يبقى هنا فى بنغازى؟

- طبعا!. هنا العاصمة الثانية، كان مزارا للجميع، وهم أخذوه ووضعوه هناك فى الصحراء.

هل تعتقد أن القذافى كان يغار من عمر المختار ونقل جثمانه حتى لا يتذكرة أحد؟

- أعتقد ذلك، وإلا لماذا نقله؟. كان الزوار يأتون لقبر عمر المختار من كل مكان فى العالم، والآن هو فى الصحراء لا يأتيه أحد.

هل ستطالب بعودة ضريح عمر المختار إلى بنغازى؟

- طبعا لابد أن يكون الضريح هنا فى العاصمة الثانية.

هل أعجبك فيلم «عمر المختار»، وهل شعرت أنه نقل صورة والدك بواقعية؟

- نعم بشدة! كان فيلما رائعا.

هل جلست مع مخرجه مصطفى العقاد وبطله أنتونى كوين عندما أتيا إلى ليبيا؟

- لا لكنهما تقابلا مع المجاهدين الذين شاركوا أبى القتال والحرب.

ما رأيك فى الثورتين التونسية والمصرية؟

- تابعتهما وكنت معجباً بهما، وأرى أن هناك نهضة عربية كبرى تحدث الآن.

لكن القذافى اعتبر أن التونسيين أخطأوا عندما أزاحوا بن على؟

- هو يقول ذلك بمنطق العلاقات بين الرؤساء، لكننا هنا نبارك تماما الثورتين التونسية والمصرية، ونحن بصفة عامة نحب مصر جداً، وستجد كل الليبيين يعشقون مصر. وكان لى أصدقاء كثيرون فى مصر، مثل مصطفى النحاس باشا، فقد عشت فى مصر لسنوات طويلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية