قال الداعية الإسلامي، عمرو خالد، إن ثاني مبادئ خطبة الوداع- بعد أن حرّم النبي الكريم، «ص»، الدماء وغلَّظ حرمتها- هو «التسامح والعفو»، فقد خطب في الناس قائلاً: «أيها الناس إن دم الجاهلية موضوع»، أي مُتسامَح فيه، فلا مزيد من الدماء، وأول دم عفا فيه هو دم ابن عمه، عامر بن ربيعة بن عبدالمطلب.
وأضاف «خالد»، في الحلقة الثانية من برنامج «حجة الوداع»، الخميس، أن مبدأ العفو شمل مَن له مال عند أحد، فرِبَا الجاهلية موضوع، أي مُتسامَح فيه، وأول ربا بدأ به هو ربا عمه، العباس بن عبدالمطلب، ومآثر الجاهلية موضوعة، أي التفاخر بالأنساب والأعراف إلا السدانة والسقاية، أي سقاية الحجيج ومفتاح الكعبة.
وأشار إلى أن النبي الكريم، «ص»، رسخ للتسامح العالمي، وقبل أن يبدأ بتطبيق المبدأ على الناس طبقه على نفسه، فقد عفا عن دم ابن عمه وعفا في أموال تخص عائلته.
واستعرض «خالد» الخطوات التي قام بها النبي، «ص»، خلال أداء الحج، فكانت أول خطوة بدأها في حجة الوداع هي الاغتسال قبل الشروع في مناسك الحج، وهو «غسل الإحرام»، بهدف تطهير الباطن للنفس وتطهيرها أيضًا من الغِلّ والحقد.
وذكر: «النبي، (ص)، والصحابة التحفوا بلبس الإحرام، وتطيَّبوا، ثم خرج النبي الكريم، (ص)، برفقة الصحابة، وأوصى أهل المدينة ممن لم يستطع الحج معه، قائلاً: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحَبّ إلى الله من العشر الأوائل من ذي الحجة)، وطَيَّب بخاطر أهل المدينة قائلاً: (ألا تعلمون أن عمرة في رمضان كحجة معي؟!)».
وتابع: «النبي، (ص)، بدأ رحلة الحج بالتلبية، وكان أول مرة يسمعها الصحابة، فقال لهم النبي، «ص»: (ارفعوا أصواتكم بالتلبية.. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، فأتاه جبريل قائلاً: (يا محمد اجعل أصحابك يرفعون أصواتهم بالتلبية)».
وأردف «خالد»: «النبي، صلى الله عليه وسلم، تعمد في حجته التواضع والرحمة، مرددًا: (اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة)، ومن رحمته أنه أخذ معه زوجاته التسع كلهن، فضرب أروع نموذج مثالي في التعامل برحمة مع المرأة وصون حقوقها».