اعتبر الدكتور طارق سيد توفيق، المشرف العام على المتحف المصرى الكبير، أن اختيار موقع المتحف فى عام 2002 كان اختيارا عبقريا، موضحا أن فكرة بناء المتحف قامت على أن تكون قاعات العرض بإطلالة مباشرة على الأهرامات بنفس الارتفاع، وهذا سيكون له تأثير قوى جدا على الزائر، خاصة الأجنبى.
وقال توفيق، فى حوار لـ«المصرى اليوم»: إنه خلال 3 سنوات تم نقل ما يزيد على 30 ألف أثر بأمان إلى المتحف المصرى الكبير بأيد مصرية خالصة، بتكلفة تقل ما يزيد عن 60% من التكلفة العالمية وهذا يعد إنجازا يفخر به كل مصرى.
وفيما يلى نص الحوار:
■ متى تسلمت مهامك فى هذا المشروع الضخم، وكم كانت نسبة الإنجاز فيه؟
- توليت مهام عملى كمشرف عام على المتحف المصرى الكبير فى أغسطس 2014، وكانت هناك جهود طيبة قد تمت من قبل، ولكن عند استلامى للمشروع كان ما تم إنجازه منه لا يتعدى 25%، ولكن- بحمد الله- استطعنا وضع المشروع على الطريق الصحيح لينطلق بسرعة أكبر وإثبات جديته على المستوى المحلى أو العالمى، وفى 2016 أيضا دخل دعم من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التى أضافت للمشروع خاصة فى ترشيد الإنفاق من الناحية الهندسية.
■ كم عدد المشاركين فى تنفيذ المشروع؟
- العدد يتباين على حسب الأعمال التى يتم إنجازها، فإذا تحدثنا عن العمالة المشتركة فى المشروع، وفى الإنشاءات نفسها، فيتراوح العدد ما بين 3 إلى 6 آلاف عامل يوميا، أما فيما يخص نقل الآثار والترميم والجانب الأثرى والإدارة يكون العدد حوالى 370 شخصا منهم 100 مرمم، 100 متخصص فى الآثار و170 ما بين إدارى وأمن.
■ إذا عدنا بالذاكرة للماضى قليلا كيف تم اختيار هذا الموقع؟
- اختيار موقع المتحف المصرى الكبير عبقرى، وكان عام 2002، بنيت فكرته على أن تكون قاعات العرض بإطلالة مباشرة على الأهرامات بنفس الارتفاع، وهذا سيكون له تأثير قوى جدا على الزائر، خاصة الأجنبى، عندما يقف فى قاعات العرض، وكأنه فى نفس مستوى الأهرامات التى تكون على مرمى بصره.
■ ما هو أكبر إنجاز تحقق من هذا المشروع؟
- من الأشياء التى أفخر بها هى أنه خلال 3 سنوات تم نقل ما يزيد على 30 ألف أثر بأمان إلى المتحف المصرى الكبير بأيد مصرية خالصة، بتكلفة تقل ما يزيد على 60% من التكلفة العالمية، وهذا إنجاز يفخر به كل مصرى.
■ ما الذى سيميز المتحف الكبير عن غيره من المتاحف الأثرية؟
- أعتقد أن المتحف يعد مؤسسة متكاملة، بمعنى أنه يضم متحفا للطفل، الذى يضم منطقة للتربية المتحفية، فى نفس الوقت هناك مركز مؤتمرات يسع حتى ألف مشارك، وهناك سينما ثلاثية الأبعاد، وهناك منطقة خدمية بها 28 محلا تجاريا و8 مطاعم، فبالطبع كل ذلك سيجعل زيارة الزائر المصرى قبل الأجنبى بمثابة حدث متكامل، فهو سيستطيع التمتع بآثار المتحف المعروضة بطريقة جديدة ومشوقة، ويستطيع تناول وجبة، إلى جانب وجود حدائق ومتنزهات يستطيع التمتع بها، وبالتالى تستطيع الأسرة المصرية أن تقضى يوما متكاملا داخل المتحف وملحقاته وبالنسبة للسائح سيقدم المتحف له وجبة دسمة بشكل حديث وعصرى عن مصر القديمة فى موقع عبقرى يبعد فقط 2 كيلومتر عن أهرامات الجيزة، فبالتالى، لأول مرة، فى التاريخ يكون الأثران الأبرز بالنسبة للعالم أجمع عن مصر، أهرامات الجيزة.
■ ما نسبة الانتهاء من المشروع؟
- تم الانتهاء بنسبة تزيد على 65% من المشروع، ولكن هذه النسبة كانت تمثل أجزاء تعد بالنسبة لنا تحديات مثل الأسقف، لأن أسقف المتحف تعتبر فى حد ذاتها أشياء مميزة جدا فى العمارة، لأنها تغطى مساحات كبيرة دون وجود أى دواعم حاملة، فبالتالى تصميم الأسقف نفسها بالغ التعقيد والإبداع، لذا نتوقع أن بعض زوار المتحف، خاصة فى السنة الأولى لن يأتوا للزيارة من أجل آثار المتحف فحسب، بل من أجل العمارة وإبداعها أيضا.
■ كيف تجنبتم عدم تكرار المشاكل الموجودة فى المتحف المصرى بالتحرير؟
- أولا المتحف يتم تجهيزه ليكون متحف القرن الـ21، فسيناريو العرض وضعه أساتذة آثار مصريون، التصميم طرح، وفازت به شركة ألمانية، وهى التى تنفذ هذا السيناريو بالشكل العصرى الحديث، فبالتالى مصر هنا تنشئ معلما جديدا إلى جوار الأهرامات ليكون الهرم الرابع أو هرم مصر الحديثة فى العصر الحديث، بجانب أن السائح الأجنبى دائما ما كان ينتقد تكدس متحف التحرير، ولكن المتحف الكبير خلال الافتتاح الجزئى المقرر فى منتصف 2018 أو قبلها تبلغ مساحته 20 ألف متر مسطح، أى ضعف مساحة العرض بمتحف التحرير.
■ ألا تعتقد أن المتحف المصرى الكبير سيمثل ضررا على المتحف المصرى بالتحرير؟
- على العكس، سيكون هناك تكامل جميل بينهما، وجود توقيتات مسائية سيساعد الزائر على استكمال يومه بمتحف التحرير بعد قضاء نهاره فى المتحف الكبير، خاصة بعد فتح متحف التحرير مساء، بجانب أن القطع الرائعة المرتبطة فى ذهن الزائر بمتحف التحرير ستظل فيه، عدا مجموعتى الملك توت عنخ آمون والملكة حتب حرس التى أصررت على أن تأتى إلى المتحف الكبير لأنها ستطل مباشرة على مكان اكتشافها وعلى هرم ابنها الملك خوفو، فإذن سيكون هناك علاقة مكانية جميلة مع مكان الاكتشاف.
■ كم عدد الآثار التى وصلت المتحف حتى الآن؟
- وصل المتحف لما يزيد على 40 ألف أثر من أصل 100 ألف، و50 ألف أثر فى العرض الدائم و50 ألف أثر للدراسة والمعارض المتغيرة.
■ كم عدد القطع التى سيتم عرضها أثناء الافتتاح الجزئى؟
- الافتتاح الجزئى سيضم ما يزيد على 5 آلاف قطعة من آثار الملك توت عنخ آمون، ولأول مرة سيتم عرض آثاره كاملة، فمنذ اكتشاف المقبرة عام 1922 كان يعرض حوالى ثلث ما تم اكتشافه داخل المقبرة، وكانت بصفة أساسية الآثار الذهبية والمذهبة، ولكن هناك جوانب أخرى كثيرة للمقبرة لم تكن معروضة من قبل، وبالتالى سيتم عرض «الملك» بطريقة جديدة ومشوقة تماما، وذلك سيكون بمشيئة الله عنصر جذب كبيرا للسياحة العالمية، لأننا سنعرض «الملك» كما لم تشاهدوه من قبل، وإلى جانب آثار الملك سيكون هناك 90 أثرا ضخما.
■ هل سيتم فعلا إزالة نادى الرماية؟
- نعم، وتم البت فعليا فى إزالة نادى الرماية وسيتم ربط المكانين بممشى يربط المتحف الكبير بهضبة الأهرامات، وبالتالى هذه المنطقة سيكون من الممكن استغلالها أيضا فى بعض الجوانب الخدمية بالنسبة للسائحين دون أن تكون هناك أبنية تعوق طريق الرؤية بين المتحف والأهرامات، وهناك تفكير لتوفير عربات كهربائية تنقل الزائر إلى هذا المكان إذا شاء، وسيكون هناك أيضا أكثر من إمكانية للتحرك سواء عن طريق الأتوبيسات أو السيارات الخاصة، فهذه الفكرة ستظل أيضا متاحة، لأننا نتوقع أن تكون أعداد الزائرين كبيرة فبالتالى لابد- حتى نتجنب وجود أى اختناقات- أن يكون هناك أكثر من طريق للتحرك، أيضا وجود هذه المساحة الكبيرة لتحرك السياحة توفر فرصا خدمية جديدة وإيجاد فرص عمل جديدة تخدم هذه المنطقة السياحية الضخمة.
■ متى سيتم تطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع؟
- سيتم تطبيق هذه الفكرة مع الافتتاح الكلى للمتحف، لكن افتتاح المرحلة الأولى سيتزامن معه توسيع الطرق المحيطة بالمتحف، وهذا ما يحدث حاليا، بالإضافة إلى أن نادى الرماية تم وقف الرماية أو إطلاق النار فيه، بمعنى أن هناك خطوات عملية لإزالته، كما أن منطقة تطوير الأهرامات تعمل على قدم وساق، وقاربت على الافتتاح، إذن المقومات والاستعدادات موجودة ولكن الانتهاء من إعداد الـ2 كيلومتر بعد إزالة نادى الرماية تماما وعمل ممشى، قد يستغرق بعض الوقت حتى الافتتاح الكلى للمتحف المقرر حتى الآن عام 2022.