عاشت منطقة منشأة ناصر بالقاهرة، الثلاثاء، ليلة دامية بعد وقوع اشتباكات بين مواطنين مسيحيين ومسلمين، أسفرت عن مقتل 13 وإصابة 140 من الجانبين، حسبما أعلنت وزارة الصحة الأربعاء. كانت أعداد من المسيحيين قد خرجت، مساء الثلاثاء، للتعبير عن غضبها مما حدث لكنيسة الشهيدين بأطفيح، فقطعوا طريق صلاح سالم، وأوقفوا حركة المرور، وحطموا عدداً من السيارات، وهو ما أغضب المسلمين الذين خرجوا للتصدى لهم، فوقعت الاشتباكات التى استمرت 6 ساعات، واستخدم خلالها الطرفان الأسلحة النارية والبيضاء وزجاجات المولوتوف والحجارة، قبل أن يتمكن الجيش من السيطرة على الموقف.
وبدأت نيابة جنوب القاهرة الكلية تحقيقاتها فى الاشتباكات، وانتقل فريق منها إلى الموقع لحصر التلفيات، وأفادت المعاينة المبدئية بوجود كميات كبيرة من الزجاج المحطم، وعدد كبير من السيارات الملاكى المحترقة فى مدخل منطقة الزرايب، واحتراق 7 محال تجارية فى السيدة عائشة.
من ناحية أخرى، دعا «ائتلاف شباب الثورة» إلى تنظيم مظاهرة مليونية غداً تحت شعار «فى حب مصر»، لرفض الفتنة الطائفية وأحداث العنف التى تشهدها البلاد حالياً. وقال الائتلاف فى بيان له: «إن الجميع يعرف من هو المحرض على الأحداث»، مؤكداً أن فلول النظام السابق وضباط أمن الدولة يعبثون بأمن الوطن والمواطن. وقالت مصادر مطلعة لـ«المصرى اليوم» إن الأحداث الطائفية الأخيرة يقف وراءها عدد من قيادات أمن الدولة، الذين يتبعون المنهج القديم لفرض السيطرة عبر إثارة الفوضى والفتنة، ويتفق مع كلام هذه المصادر معتصمو ميدان التحرير الذين أرسلوا مذكرة إلى الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، قالوا فيها إن ضباط أمن دولة وقياديين فى الحزب الوطنى أشعلوا الفتنة ليشغلوا الرأى العام ويفلتوا من المساءلة.
وفى إطار مبادرات التهدئة، توجه عدد من ممثلى القوى السياسية إلى قرية «صول» بأطفيح الأربعاء، للتأكيد على الوحدة الوطنية ونبذ الفتنة، ومنهم محمد حسان، الداعية الإسلامى، والدكتور عمرو حمزاوى، وجورج إسحق، والمخرج خالد يوسف، ورامى لكح، وسكينة فؤاد.
من جانبهم، واصل آلاف المسيحيين، الأربعاء، اعتصامهم أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، وأصدروا بياناً أكدوا فيه عدم انصرافهم قبل تحقيق 6 مطالب هى: الشروع فى بناء كنيسة «الشهيدين»، والقبض على المتورطين فى حرقها، وعودة المهجَّرين إلى بيوتهم، وإقالة محافظى حلوان والمنيا، وفتح الكنائس المغلقة، والإفراج عن المعتقلين الأقباط.