أطلقت منظمة الصحة العالمية اليوم موقعيها على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، بهدف استيعاب احتياجات الناس الصحية، ونشر أنماط السلوك الصحي السليم.
ويشير د. علي المضواحي، المتحدث الرسمي بمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، في حواره لـ«المصري اليوم»، إلى أن المنظمة تسعى إلى تحقيق أمرين من خلال هذه الصفحات، الأمر الأول هو الوصول إلى الناس عبر الوسيلة الأكثر قبولا لهم، واستيعاب احتياجاتهم الصحية، والأمر الآخر نشر المعرفة المرتبطة بأنماط السلوك الصحي السليم.
وجاء إطلاق منظمة الصحة العالمية لمواقعها على فيسبوك وتويتر، في الوقت الذي نشرت فيه مؤسسة البحوث الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية، نتائج الاستبيان الذي أجرته وشارك فيه نحو 23 ألف شخص، والذي كشف عن أن المزيد من المرضى يتجهون إلى الشبكات الاجتماعية، بهدف الحصول على معلومات تتعلق بالصحة.
حيث أشارت نتائج الاستبيان إلى أن 41 % يلجأون للإعلام الاجتماعي كمصدر لمعلومات تتعلق بالرعاية الصحية. وأجمع معظمهم، 94 %، أن الموقع الاجتماعي الشهير، فيسبوك، هو الوجهة أو الخيار الأفضل للحصول على مثل هذه المعلومات، وبفارق شاسع تلاه موقع يوتيوب لعرض أفلام الفيديو.
وتعليقا على هذه النتيجة يشير د.علي، إلى الدور القوي الذي تلعبه شبكات التواصل الاجتماعي في نقل وتوصيل المعلومات الصحية، «ولكن لابد أن نفرق بين الوسيلة والرسالة التي تبث عبر هذه الوسائل، فليس هناك مشكلة في الوسيلة ولكن المشكلة فيما يتعلق بمضمون رسالتها، ومن هن فإننا نحرص على أن لا تؤخذ المعلومة الصحية إلا من مصدر محدد وموثوق، كما أن المعلومات الصحية التي تبث عبر هذه الشبكات لابد أن تراجع وفق معايير علمية».
وتعد صفحتي المنظمة على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، أحد المنابر لمعلومات صحية سليمة، والمطلوب هو أن يتواصل الناس ويتحدثوا حديث الصحة، ولكن دون الاعتماد على آرائهم الشخصية، فلابد أن يكون هناك مرجعية علمية.
ويحذر المضواحي من الممارسات الخاطئة التي تحدث عبر هذه الشبكات، وهو تناقل خبرات العلاج للأمراض المتشابهة، بسؤال مريض ما حول مرضه ومحاكاة تجربته في العلاج دون الرجوع لمتخصص، «فالعمل بمنطق اسأل مجرب ولا تسأل طبيب» أمر لا يجوز».
بينما لا حرج في تشكيل مجموعات دعم لأصحاب الأمراض المزمنة وتناقل الخبرات من خلالها.
مجموعات الدعم للمرض المزمن
في السياق ذاته أشارت دراسة استقصائية أخرى هذا الأسبوع، إلى أن واحدا من كل أربعة من مستخدمي الإنترنت ممن يعانون من مرض مزمن، يلجأ إلى الإنترنت بحثاً عن حالات صحية مماثلة.
ويقول المضواحي: «إن تلك الثقافة منتشرة في الغرب»، وهو تكوين مجموعات الدعم لأصحاب الأمراض المزمنة، ومن خلال هذه المجموعات يتم تناقل الخبرات، «كما أن حديث هؤلاء المرضى مع بعضهم يعطيهم ثقة في النفس، ويشعر المريض بأنه ليس وحده على الطريق، وهو أمر يحقق راحة نفسية كبيرة».
ولكن مع التأكيد على عدم تجاوز ما يدور داخل هذه المجموعات إلى وصف علاجات من أشخاص غير متخصصين، وألا يصبح التواصل عبر هذه المجموعات سمة تؤدي بصاحبها إلى الجلوس فترات طويلة للتواصل عبرها.
حياة القعداء
وحذر المضواحي من الوصول إلى حالة أطلق عليها «حياة القعداء»، وذلك من خلال الإفراط في الجلوس للتواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، قائلاً: «ليست المشكلة في التواصل عبر هذه الشبكات، ولكن ما يصحبها من الجلوس والركود لفترات طويلة، تمنع الجسم من الحركة والنشاط الذي يعد من أنماط السلوك الصحي السليم».
وأشار المضواحي إلى البدائل المتاحة حاليا لمتابعة تلك الشبكات دون الاضطرار للجلوس فترات طويلة، وهي الهواتف النقالة التي تتيح تصفح الإنترنت بسهولة ويسر أثناء الحركة والتنقل من مكان لآخر.