بدأ عدد من المغامرين ومحبى السياحة البيئية، تبنى فكرة إعادة تأهيل وترميم البيوت النوبية القديمة التى هجرها أصحابها، وتركوها بحثا عن العمل فى المدن كأسوان والإسكندرية، وبعض المدن الأخرى، وتحويلها إلى فنادق للسياح راغبى هذا النمط السياحى البيئى، خاصة المنازل الموجودة فى جزر النيل وهى هيسا، والبيجا، الموجودة فى المسافة الواقعة بين السد العالى وخزان أسوان.
أخبار متعلقة
وقال أحمد يحيى أحد المغامرين والمنفذين للمشروع: «لاحظنا عقب قيام ثورة يناير 2011 وجود طلب سياحى على هذه النوعية من السياحة، التى يعشقها عدد كبير حول العالم، بأن تكون رحلتهم فى الأماكن البيئية، فذهبنا إلى مدينة أسوان، وعرضنا على أهالى النوبة أن يستضيفوا بعض المجموعات السياحية سواء من المصريين أو الأجانب فى منازلهم الموجودة فى هذه الجزر والتى تركوها منذ فترة بحثا عن الرزق، وبالفعل بدأنا فى عام 2012 بمنزل واحد، بجزيرة «هيسا» وصل العدد فى الوقت الحاضر إلى 12 منزلا، استقبلت نحو 36 مجموعة سياحية مصرية وأجنبية».
وأضاف أن الأهالى من أبناء النوبة، هم من يقومون بتأمين المجموعات السياحية وأيضا يعدون البرامج السياحية ويشرفون عليها، بل إنهم يقدمون كافة الخدمات للسياح، وهو الأمر الذى أحدث هجرة عكسية لأهل النوبة من المدينة إلى قراهم الأصلية، بعدما وجدوا أن الحالة الاقتصادية للعاملين فى هذا النمط قد تغيرت للأفضل. وتابع أنه أمام هذا النجاح وارتفاع المستوى المعيشى لأهل جزيرة «هيسا» طلب أهالى جزيرة «البيجا» وهى ثانى أكبر جزيرة فى النيل بأسوان، تطبيق الفكرة عندهم، لكن عند ذهابنا للجزيرة وجدناها بلا خدمات، لا يوجد بها كهرباء أو صرف صحى أو شبكة مياه، مثل جزيرة هيسا التى بها كافة المرافق.
وقال: «بعد معاينة المنازل بجزيرة البيجا عرضنا عليهم تطوير المنازل على طرازها القديم، لكنهم أكدوا أن أحوالهم المالية لن تساعدهم فعرضنا عليهم أن نقوم نحن باستئجار هذه المنازل وتطويرها على نفقتنا وأن نمد لها الكهرباء من الطاقة الشمسية وشبكة المياه والصرف الصحى، وتشغيلهم فى المشروع، فارتضوا بذلك ووفقا للعقد فإنه بعد انقضاء مدته سيتم تسليم المنازل لأصحابها لتشغيلها بمعرفتهم، أو أن يستمروا معنا فى المستقبل».
وأضاف: «لكى يتم تطوير الجزيرة بالشكل البيئى، الذى كانت عليه قمنا بتنظيم مسابقة دولية للحصول على أفضل تصميم لإعادة إحياء منازل جزيرة هيسا، وهو نفس الشىء الذى سنقوم بتنفيذه فى جزيرة البيجا، باستخدام المواد الطبيعية كالحجر والطين والطمى وسعف النخيل، وسيكون بها مطعم نوبى وشاطئ على النيل وجمعية نوبية وعدد من المحال لبيع الهدايا والعاديات السياحية، وهذا الموقع يطل بأكمله على معبد فيلة».
