استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، الإثنين، الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء جاء في إطار استعراض الجهود المستمرة التي يقوم بها الأزهر الشريف لتجديد الخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة، حيث عرض فضيلة الإمام الأكبر الخطوات والجهود التي يقوم بها رجال ومبعوثو الأزهر الشريف لنشر صحيح الدين والتصدي للفكر المتطرف، لاسيما من خلال ترسيخ قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، وتصويب الأفكار التي تتنافي مع تعاليم الإسلام الصحيحة ومبادئه السمحة.
كما عرض أحمد الطيب في هذا الإطار مختلف الأنشطة التي يقوم بها الأزهر الشريف في المجالات العلمية والدينية والثقافية، مؤكداً حرص الأزهر الشريف على المساهمة بفعّالية في إثراء النقاش العام حول القضايا المجتمعية المختلفة، مع تأكيد أهمية إعلاء قيم المواطنة والحرية والتنوع الاجتماعي والثقافي.
وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء أيضاً مناقشة سبل تعزيز الدور الحيوي الذي يقوم به مبعوثو الأزهر الشريف في مختلف الدول الأجنبية، ومواصلة العمل على تطوير قدراتهم وإمكاناتهم بهدف تعظيم الاستفادة مما يقومون به من أنشطة بهذه الدول.
وأكد الإمام الأكبر حرصه على تقديم كل الدعم لمبعوثي الأزهر الشريف الذين يحملون على عاتقهم مهام الدعوة إلى التعايش المشترك والاحترام المتبادل ويسعون برسالة السلام بين الناس في الشرق والغرب، مشيراً إلى أن رسالة الأزهر ستظل تتميز بالوسطية والعقلانية والمنطق لتعكس صحيح الدين الإسلامي الحنيف.
كما تمت أيضاً مناقشة سبل زيادة أعداد المنح الدراسية التي يقدمها الأزهر الشريف للدارسين الأجانب من مختلف دول العالم، وذلك في إطار الجهود المستمرة التي يقوم بها الأزهر الشريف للتطوير المؤسسي لأنشطته التعليمية والبحثية والدعوية.
وذكر السفير علاء يوسف أن اللقاء تطرق كذلك إلى الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في تعزيز الحوار بين الأديان على الصعيد الدولي، حيث أشار الإمام الأكبر إلى الاتصالات التي يقوم بها الأزهر الشريف مع مختلف المؤسسات الفكرية والدينية الدولية من أجل الدفع قدماً بجهود التصدي للتعصب والعنف والتطرف، وتأكيد أهمية احترام التعددية الدينية والمذهبية والفكرية، لاسيما في الوقت الراهن الذي يشهد تزايداً في وتيرة أعمال العنف والإرهاب على الصعيد الدولي، وهو ما يتطلب بذل جهود مضاعفة من أجل توضيح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي السمح، والدعوة إلى أن الاختلاف في العقيدة أو المذهب أو الفكر لا يجب أن يضر بالتعايش السلمي بين البشر.
وأكد الرئيس خلال اللقاء الدور المحوري الذي يقوم به الأزهر الشريف باعتباره منارةً للفكر الإسلامي المعتدل، مشيراً إلى ما لمسه خلال زياراته الخارجية، وآخرها إلى عدد من الدول الأفريقية، من إشادة بما يقوم به الأزهر من جهود في سبيل نشر التعاليم الصحيحة للدين وتفنيد ما علق به من أفكار مغلوطة.
كما أكد أهمية الاستمرار في جهود تطوير القدرات المؤسسية والعلمية للأزهر الشريف وأبنائه حتى يتمكن من الاضطلاع بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه في تقديم النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام في مواجهة دعوات التطرف والإرهاب.