نجح فريق مانشستر سيتي في تفادي فخ الخسارة على ملعبه أمام ضيفه فريق إيفرتون، بعدما نجح أصحاب الأرض من إدراك التعادل قبل النهاية بأقل من 10 دقائق، لتنتهي المباراة بنتيجة التعادل «1-1»، الإثنين، ضمن منافسات الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز.
مانشستر سيتي عانى خلال هذه المباراة، سواء على صعيد إنهاء الفرص، أو على المستوى العددي، بعدما تعرض الظهير الأيمن كايل ووكر، أغلى مدافع إنجليزي في التاريخ، للطرد، بعد حصوله على إنذارين في مسافة زمنية أقل من دقيقتين مع نهاية الشوط الأول «ما بين الدقيقة 42 والدقيقة 44»، ليترك فريقه منقوصًا من لاعب، في الوقت الذي كان فيه إيفرتون متقدمًا بهدف نظيف من توقيع الفتى الذهبي، واين روني.
المباراة كانت من المتوقع أن تكون مثيرة وحماسية، وهذا ما قدمته للجميع بالفعل، فمانشستر سيتي لعب بنفس تشكيل الجولة الماضية «ضد برايتون»، لكن بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، أجرى تعديل وحيد في التشكيل، بإقحام الجناح الهجومي الألماني ليروي ساني بدلًا من البرازيلي دانيلو في مركز الجناح الأيسر، وانتظم بطريقة لعب «3-5-2»، تتحول إلى «3-1-4-2»، مع استمرار محاولة «جوارديولا» لإيجاد شراكة هجومية ناجحة من جانب الثنائي سيرجيو أجويرو وجابرييل جيسوس، في وجود دعم من وسط الملعب بتواجد الثنائي المُبدع، دافيد سيلفا وكيفين دي بروين.
أما رونالد كومان، فدخل المباراة مغيرًا تمامًا من طريقة اللعب التي بدأ بها الفريق الموسم، سواء في البريميرليج أو تصفيات الدوري الأوروبي، حيث لجأ الهولندي لنفس أسلوب اللعب الذي انتهجه أنطونيو كونتي، مدرب تشيلسي، في مباراة ديربي لندن ضد توتنهام، في الجولة الثانية من «البريميرليج»، من اللعب بطريقة «3-5-2» وحشد أكبر عدد من اللاعبين أصحاب القدرات الدفاعية في الملعب، وهو الأمر الذي تجلى في وجود 5 مدافعين، بالإضافة للاعبي ارتكاز في التشكيلة الأساسية لإيفرتون.
وترك المدرب الهولندي اللاعب الشاب دومينيك كالفيرت لوين في مركز المهاجم ودعمه المخضرم «روني»، في حين كان اللاعب توم دافيز هو همزة الوصل بين الوسط والهجوم، بتقدمه لدعم الثنائي الهجومي وبالأخص في الهجمات المرتدة.
تفوق مانشستر سيتي ظهر منذ اللحظات الأولى، وسط حيازة كبيرة للكرة في أغلب فترات الشوط الأول، وصلت إلى 62%، كما حاول لاعبو مان سيتي التسديد في 9 محاولات خلال الشوط الأول، 4 منهم ذهبوا تجاه حارس المرمى الإنجليزي الشاب جوردان بيكفورد، الذي تصدى لهم جميعًا، وعاند القائم صانع الألعاب الإسباني «سيلفا» في كرة هدف محقق لأصحاب الأرض، لترتد الكرة عن طريق الرواق الأيمن لإيفرتون، والذي من خلاله خلق الفريق أكبر قدر ممكن من الخطورة نتيجة تقدم ليروي ساني المتواصل.
ونجح إيفرتون في مباغتة أصحاب الأرض بهدف عكس سير اللعب، من توقيع «روني»، في الدقيقة 35، واحتفل «روني» بهدفه رقم 200 في «البريميرليج»، حيث أصبح ثاني لاعب فقط في عهد المسابقة يصل إلى هذا الحاجز التهديفي، بعد الهداف التاريخي للمسابقة ألان شيرر «260 هدف»، وهو أيضًا هدفه رقم 10 ضد مانشستر سيتي في مسيرته في «البريميرليج» «9 مع مانشستر يونايتد وهدف مع إيفرتون».
دقائق قليلة بعد الهدف المباغت وازدادت الأمور سوءًا لأصحاب الأرض، بعدما تعرض «ووكر» للطرد، ليخرج أغلى مدافع إنجليزي في التاريخ مطرودًا لأول مرة في مسيرته في «البريميرليج»، وفي توقيت صعب جدًا لمانشستر سيتي و«جوارديولا»، الذي اعترض كثيرًا على الإنذار الثاني لـ«ووكر».
في الشوط الثاني، عدل «جوارديولا» من انتظام فريقه بإقحام الجناح الإنجليزي رحيم سترلينج بدلًا من المهاجم البرازيلي جابرييل جيسوس، وتحول «سترلينج» للعمل من الرواق الأيمن في مكان «ووكر»، لكن بواجبات هجومية فقط، والأمر ذاته للجناح ليروي ساني من الرواق الأيسر، وانتظم فريق مانشستر سيتي في الشوط الثاني بطريقة «3-3-3»، بوجود «أجويرو» في الهجوم مدعومًا بجناحين هجوميين.
أما «كومان»، فلم يقم بأي تعديل في طريقة لعب إيفرتون، إلى أن وصل وقت المباراة إلى الدقيقة 60، ووقتها قرر «كومان» تحرير الفريق من الواجبات الدفاعية وتحويل طريقة اللعب من «3-5-2» إلى «4-3-3»، بعدما قام بتغيير المدافع أشلي ويليامز ولاعب الوسط توم دافيز لحساب لاعب الوسط صاحب الواجبات الهجومية دافي كلاسين، بالإضافة لصفقة الفريق القياسية، صانع الألعاب الأيسلندي جيلفي سيجوردسون.
تغييرات «كومان» لم تأتي بثمارها على الإطلاق، بل أعطت مانشستر سيتي مزيد من الخطورة وتحكم أكثر في اللعب أمام تحرر الضيوف بعض الشيء من الواجبات الدفاعية، وعلى الرغم أن أصحاب الأرض لعبوا الشوط الثاني كاملًا منقوصين من لاعب، إلا أن حيازتهم على الكرة في الشوط الثاني بلغت «67%»، وتجاوزت ما حققه الفريق في الشوط الأول «62%»، كما خلق لاعبوا مانشستر سيتي محاولات للتسديد أكثر في الشوط الثاني «10، مقارنة بـ9 في الشوط الأول»، لكنهم فشلوا في التسديد على مرمى «بيكفورد» سوى في مناسبتين، بالمقارنة بأربعة في الشوط الأول، لكن واحدة من التسديدتين سكنت شباك «بيكفورد»، من تسديدة قوية من البديل «سترلينج» من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 82، ليعدل أصحاب الأرض النتيجة في وقت هام وينتفض الفريق نحو محاولة خطف هدف الفوز بالرغم من النقص العددي.
وتشتعل المباراة أكثر في نهايتها، مع خروج متوسط ميدان إيفرتون، الفرنسي مورجان شنايدرلين، بالبطاقة الصفراء الثانية، ليُكمل إيفرتون اللحظات الأخيرة من المباراة منقوصًا من لاعب هو الأخر، لكن الفريق ينتظم دفاعيًا ويحافظ على نتيجة المباراة المُرضية تمامًا للجانب الأزرق الليفربولي.
كلا المدربين بعد المباراة خرجا راضيين تمامًا عن النتيجة، فـ«جوارديولا» سعيد بروح لاعبيه القتالية والعودة في النتيجة على الرغم من اللعب بـ10 لاعبين، أما «كومان» فكان سعيدًا هو الأخر من انتزاع نقطة من معقل وعرين مرشح بارز للقب «البريميرليج».
- ابرز ارقام واحصائيات المباراة:
1- واين روني سجل هدفه رقم 200 في «البريميرليج»، واللافت في الأمر ـن اهدافه رقم 50، 150، و200 سجلهم في شباك مانشستر سيتي.
2- كايل ووكر تعرض للطرد في أقل من دقيقتين «دقيقة و57 ثانية»، ليخرج مطرودًا لأول مرة في «البريميرليج»، وفي مباراته رقم 200 في المسابقة.
3- رحيم سترلينج سجل لأول مرة في شباك إيفرتون بعد 10 مواجهات لعبها ضد «التوفيز».
4- إيفرتون هو أول خصم يفشل أمامه بيب جوارديولا في الفوز عليه في 3 مواجهات متتالية، لأول مرة في مسيرته كمدرب يحظى بمثل هذه السلسلة ضد فريق منافس.
5- هدف رحيم سترلينج في شباك إيفرتون أنهى سلسلة من 441 دقيقة لعبها «التوفيز» هذا الموسم في مختلف البطولات «الدوري والدوري الأوروبي» بدون استقبال أهداف.
6- سيرجيو اجويرو فشل في التسجيل ضد إيفرتون للمباراة السابعة على التوالي في «البريميرليج»، وهو رقم سلبي غير مسبوق للهداف الأرجنتيني أمام خصم في «البريميرليج».