«أنا متفائل.. عقارب الساعة لن تعود للوراء وسنمضي للأمام، ومصر التي ظهرت عجوزاً ستكون مصر الشابة القوية»، هكذا افتتح عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، كلمته خلال اللقاء الجماهيري الذي عقده بساقية الصاوي مساء الثلاثاء، الذي تعرض فيه إلى هجوم حاد من أغلب الحضور خاصة عند إجابته عن سؤال خاص بموقفه من دولة إسرائيل، فأجاب أن إسرائيل دولة معترف بها دوليا ومن يعتقد بغير ذلك «بيضحك على نفسه»، ولكننا نعترض على سياساتها ضد الفلسطينيين وممارستها القتل ضدهم.
ورحب موسى بإجراء مناظرة علانية تجمع بينه وبين الدكتور محمد البرادعي، مؤسس الجمعية الوطنية للتغيير، والدكتور أحمد زويل، على اعتبار أنهما المرشحان الأبرز لرئاسة مصر فى المرحلة القادمة، قائلاً: «أوافق تماماً أن نعقد مناظرة تجمع بيننا ويعرض كل منا خططه وأهدافه للمرحلة المقبلة واستراتيجياته للنهوض بالبلاد».
وحول اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل، قال موسى إنها ستكون موضع بحث، مشيراً إلى أن الاتفاقية تم إبرامها في وضع اقتصادي معين، مؤكداً أن مصر لن تقبل بأن تكون «ساذجة»، وأن مصر لن تقبل بأي «تطبيع مجاني»، وأن ذلك كان موقف الجامعة العربية ولا يزال.
بدأ اللقاء بدقيقة حداد على شهداء ثورة 25 يناير، أعقبتها كلمته الافتتاحية التي شكر فيها دعوة الدكتور محمد عبد المنعم الصاوي للحضور ولقاء الجماهير، وأنه لم يأت كحملة انتخابية إنما كمواطن يريد أن يتحدث لمواطنيه ويستمع لآرائهم ويعرض عليهم خلاصة فكره وما يعتقده من خير لمصر في حاضرها ومستقبلها.
وأعلن موسى رفضه التام لإلغاء جهاز أمن الدولة، قائلاً إنه: «ليس أمراً مخترعاً في مصر» وأنه كل دولة لديها جهاز يحمى أمنها، ولكن ما حدث في مصر هو «انحراف» في المؤسسة.
وأشار إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة مثل محاربة الفساد على مختلف درجاته الذي أعاق المجتمع المصري على الأداء الجيد، وإلغاء قانون الطوارئ واستقلال القضاء ليحل مشاكل المجتمع عن طريق تنفيذ الأحكام القضائية وليس الجلوس على المنصة فقط.
وأكد موسى على حاجة مصر إلى دستور جديد يعكس رؤية الشعب وتوجهات العصر، مؤيداً ضرورة مشاركة كافة أطياف الشعب في اللجنة التي تكتب مشروع الدستور لكي تضم الأطباء والمهندسين والمحامين وشيوخ وأقباط والمرأة والشباب لمراجعة الدستور بالكامل.
واعتبر أنه من الأفضل إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات البرلمانية، كي تعطي الفرصة للأحزاب القائمة بأن تعيد بناء نفسها وأن تقوم أحزاب جديدة تنطلق من ميدان التحرير أو غيره لتستعد خوض الانتخابات وتقديم المرشحين المناسبين وتقديم البرامج المناسبة للشعب، مقترحاً إضافة إعلان دستوري جديد يحدد سلطات الرئيس، «لأنه لا يجب أن يكون مطلق السلطات ولا يجب أن تتداخل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية حتى لا يحدث التباس».
وأوضح أن الرئيس القادم يجب أن تكون مدته محددة ولا يقول إنه سيبقى إلى آخر نبضة في قلبه ولكنه سيبقى إلى التاريخ المحدد له، وعليه أن يعلم أنه بعد أربع سنوات فقط سيرجع مواطناً عادياً وأنه سيعود للتصويت في صناديق الانتخابات.
وقال إن العصر الحالي يحتم علينا الاتجاه إلى الاقتصاد الحر بجانب العدالة الاجتماعية قدمان لجسد واحد وهو المجتمع، مؤكداً على ضرورة إصلاح التعليم والصحة والبيئة والتنمية البشرية من ذوي الخبراء والمتخصصين وعلينا أن نعلم أن الوضع ليس سهلاً ولكن بالعزيمة نستطيع أن نتقدم.
وأكد موسى أنه لن يكون «مبارك جديد«، موضحاً موقفه الذي أعلن عنه منذ شهور في أحد البرامج التليفزيونية، عندما قال إنه سينتخب الرئيس مبارك إذا ترشح للرئاسة، حيث فسر موسى الأمر، قائلاً إنه عندما سُئل وقتها هل ينتوى الترشح للرئاسة؟ قال لا، لأنه كان يعلم جيداً أن المادة 76 وقتها لا تسمح بذلك، وعُندما سُئل مرة أخرى إذا ترشح مبارك ونجله فأيهما سيختار، فأجاب موسى أنه يختار الأب "مبارك"، لأنه أفضل كثيراً من ابنه.
وعلق الأمين العام على هجوم أحد الحاضرين عليه بسبب موقفه من ثورة 25 يناير، قائلاً: «لم أذهب لميدان التحرير لأطلب من الناس التهدئة أو فض الاعتصام، واندهشت مما تداولته الصحف بأنني طلبت من الشباب الذهاب إلى منازلهم، بل على العكس أنا انضممت إلى الشباب فى الميدان مرتين، ورددت معهم «تحيا مصر»، ورفضت أن نسًّخر شعاراتنا للهجوم على شخص بعينه، ولا شك أن الثورة حدث تاريخي وعظيم.
وعند سؤاله عن موقف جامعة الدول العربية من ليبيا وما يرتكب فيها من مذابح تجاه الشعب الليبي، قال إن جامعة الدول العربية قامت بتجميد عضوية ليبيا، مضيفاً أن هذه هى المرة الأولى التى تقوم فيها الجامعة بتجميد عضوية دول عربية بسبب ما ترتكبه من جرائم فى حق شعبها.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأمريكية، قال موسى: «علاقتنا بأمريكا مستقرة ويجب علينا أن نحافظ على ذلك لأنها القوة الأولى في العالم وعلينا ألا ندفع العلاقة لمزيد من التوتر والاضطراب، لأن هذا لن يكون فى صالحنا».
وأكد الأمين العام على أنه من حق جماعة الإخوان المسلمين الترشح للرئاسة، رافضاً أن يتم تهمشيهم أو استبعادهم من الحياة السياسة كما كان يحدث فى الفترة الماضية، كما أبدى ترحيبه بإنشاء أحزاب سياسية قبطية وأحزاب ممثلة للمرأة وكافة الشرائح المجتمعية.