شارك المئات من المواطنين وأعضاء القوى السياسية فى مسيرة «الوحدة الوطنية» التى انطلقت من جامع الأزهر، بعد صلاة الجمعة، إلى مقر الكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية.
وعقب وصول المسيرة إلى الكاتدرائية، انضمت لها مسيرة جاءت من دوران شبرا، ثم أدى المشاركون فى المسيرتين صلاة العصر أمام الكاتدرائية، تأكيدا للوحدة الوطنية، وارتدى بعضهم «تيشرتات سوداء» عليها صورة الشهيد مينا دانيال، ومكتوباً عليها «جيفارا المصرى».
واشتبكت أعداد من المصلين فى جامع الأزهر، مع مسيرة «الوحدة الوطنية»، بسبب ترديد المشاركين فى المسيرة هتافات ضد المجلس العسكرى، منها: «يسقط يسقط حكم العسكر»، فرد المصلون بهتاف: «الجيش والشعب إيد واحدة»، ثم وصل الأمر إلى التراشق بالحجارة بين الطرفين، وطارد عدد من المصلين المتظاهرين حتى مستشفى الحسين الجامعى، حيث عاد المتظاهرون للتجمع مرة أخرى استعدادا للتحرك بمسيرتهم، وساروا فى شارع المنصورية وصولا للعباسية، وسط امتناع تام عن ترديد أى شعارات ضد المجلس العسكرى، والاكتفاء بشعارات تؤكد الوحدة الوطنية، فى ظل تواجد أمنى ملحوظ من جانب عدد من ضباط الشرطة والمباحث.
ونظم المئات وقفة احتجاجية أمام جامعى الأزهر والحسين للتأكيد على دعمهم المجلس العسكرى، وقال عدد من المصلين إن النشطاء السياسيين استفزوهم عندما دعوهم إلى التظاهر معهم للتأكيد على الوحدة الوطنية، ثم فوجئوا بهم يرددون شعارات ضد المجلس العسكرى.
وأكد المشاركون فى الوقفة رفضهم سعى بعض الدول إلى استخدام الأحداث فى مصر ذريعة للتدخل فى شؤونها الداخلية، ومحاولاتها إرسال قوات لحماية دور العبادة، مشددين على رفضهم التدخل فى شؤون مصر الداخلية، قائلين إن الجيش المصرى هو الدرع الحامية للوطن من أى اعتداء، وأنه قادر على فرض الأمن، وفض أى عدوان داخلى وخارجى.
فيما خرج العشرات من الشباب عقب خطبة الجمعة بمسجد الفتح برمسيس، متجهين إلى ميدان التحرير، للتأكيد على دعمهم موقف الجيش المصرى، رافضين أى تدخلات أجنبية فى شؤون مصر الداخلية، مرددين هتافات: «مسلم ومسيحى إيد واحدة»، و«الهلال ويا الصليب».
ورفعوا لافتات مكتوباً عليها «الجيش والشعب إيد واحدة» و«إيد فى إيد مسلم ومسيحى»، وأكد المتظاهرون رفضهم ما يحدث فى مصر من فتنة طائفية، لافتين إلى أن مصر طوال عمرها مسلم ومسيحى يد واحدة، مطالبين أقباط المهجر، بعدم إشعال الأزمة، وعدم استخدامها لتضخيم الأحداث. وانطلقت مسيرة من عشرات الأفراد والناشطين السياسيين من أعضاء حركة «لا للمحاكمات العسكرية» وحركة «شباب 6 أبريل» جبهة أحمد ماهر، من مدينة نصر إلى ميدان التحرير، إعلاناً عن رفضهم استمرار المجلس العسكرى فى تولى أمور الحكم فى مصر، رافعين الأعلام البيضاء ومرتدين الملابس السوداء.
وساد الهدوء ميدان التحرير، الجمعة ، وانتظمت حركة المرور بداخله، فى ظل تواجد أفراد من الشرطة، واقتصر التظاهر فى الميدان، على مسيرة نظمها العشرات عقب انتهاء خطبة عمر مكرم، طافوا بها الميدان للتنديد بأحداث «ماسبيرو».
وواصلت القوى السياسية والشبابية بالمحافظات تنظيم الفعاليات الرافضة لأحداث ماسبيرو الأخيرة، ففى الإسكندرية، نظم نحو 50 ناشطاً من حركات «كفاية» و«عهد» و«حشد» و«ائتلاف شباب الثورة»، وقفة صامتة، أمس الأول، أمام منزل «خالد سعيد»، احتجاجاً على أحداث «ماسبيرو» ومقتل الناشط «مينا دانيال».
وحمل المحتجون لافتات مكتوباً عليها: «لا لإهدار دماء المصريين»، و«لا للفتنة الطائفية»، و«قوم يا محمد قوم يا مينا اللى ماتوا دول أهالينا»، و«كلنا مينا دانيال»، مطالبين بتطبيق قانون دور العبادة الموحد، وإلغاء قانون الطوارئ.
قال محمد نبيل، ناشط سياسى، إن النشطاء أعلنوا تبنى قضية «دانيال» حتى يحصل على حقه مثل خالد سعيد، وسيلجأون فى الفترة المقبلة إلى «الضغط الشعبى» بالوقفات الاحتجاجية والتواصل عبر «فيس بوك» وبيانات الإدانة والملاحقات القانونية لمن تسبب فى قتله، فيما دشن نشطاء صفحة على «فيس بوك» باسم «كلنا مينا دانيال» جذبت 4 آلاف شخص فى الساعة الأولى لتدشينها.
وفى بورسعيد، أقام شباب الجبهة الثورية التى تضم الحركة السلمية والحملة الشعبية لدعم البرادعى رئيساً والحزب المصرى الديمقراطى وحركتى فدائى و6 أبريل الجبهة الديمقراطية والاشتراكيين الثوريين، وقفة حداد على أرواح شهداء «ماسبيرو» مساء أمس الأول، بالاشتراك مع شباب الكنيسة أمام كنيستى كاتدرائية العذراء مريم والملاك ميخائيل.