وسط حالة من النحيب مما يطلق عليهم الأصوليين، بشأن وصول لايبزج للدوري الألماني «بوندزليجا»، بدعم من شركة مشروبات الطاقة «ريد بول»، فإن البعض تناسى أن الفريق حقق ذلك بدون وجود لاعبين من أصحاب الأسماء الرنانة.
فاللاعبون الصغار الذين ساعدوا في صعود الفريق تم منحهم الفرصة وتم التعاقد مع لاعبين لم يثبتوا قدراتهم.
وبات لاعبون مثل تيمو فيرنر ونابي كيتا أسماء معروفة لدى مشجعي كرة القدم في أوروبا، بعد نجاح لايبزج في إنهاء الموسم الماضي في المركز الثاني.
تكرار الخدعة سيكون صعبًا للغاية هذا الموسم، بعدما باتت أندية «بوندزليجا» تعلم قوتهم، وبدأوا يضعون العراقيل أمامهم لإحباط محاولاتهم بدلًا من مهاجمتهم بشكل صريح.
وسيكون لدى لايبزج عبئًا إضافيًا، حيث يشاركون للمرة الأولى في دوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي قد يكون لها تأثيرًا سلبيًا على موسمهم في الدوري الألماني، إذا بذل الفريق جهدًا كبيرًا.
ولكن ويلي أوربان، قائد الفريق، استبعد هذا الأمر تمامًا، وقال: «لماذا ينبغي علينا أن نتذمر من مباريات أكثر؟ لقد عملنا بكد لنصل لهذا وسنستمتع بكل مباراة».
وأضاف المدرب رالف هازنهاوتيل: «سيكون لدينا مهمة أخرى في الأسبوع».
وبدلًا من إنفاق أموالًا طائلة للتعاقد مع لاعبين كبار للتعامل مع المباريات الإضافية، ظل النادي ملتزمًا بمشروعه، وتعاقد مع لاعبين صغار في السن ليتطوروا مع الفريق.
وحتى الآن، أغلى الصفقات التي تم التعاقد معها هما الثنائي جان كيفين أوجوستين من باريس سان جيرمان، والجناح بروما من جالطة سراي التركي.
ولكن أفضل عمل قام به الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية هو التشبث ببقاء «كيتا» مع الفريق، حيث كان يريد ليفربول التعاقد معه، وأفادت تقارير صحفية أن النادي المنافس بالدوري الإنجليزي الممتاز تقدم بعرض قيمته 73 مليون يورو للتعاقد معه.
ونقلت وسائل الإعلام البريطانية تصريحات لمدير الكرة بالنادي الألماني، رالف رانجنيك، قبل أن يشير إلى إمكانية تحقيق البيع، في يوليو المقبل: «بالنسبة لنا، كان من الواضح دائمًا أننا لن نستغنى عن نابي كيتا، كل نادي لديه طموح رياضي كان ليفعل مثل ما فعلناه».
وربما يكون الربط مع «ريد بول» يعني أن بإمكانهم مقاومة هذه الأموال، ولكن الصلة المثيرة للجدل والتي شهدت النادي، الذي أعيدت تسميته، يقفز من الدرجة الخامسة للدرجة الأولى في سبع سنوات تحسم الجدل.
وستستمر الجماهير المنافسة في مضايقة جماهير لايبزج حول من تبعوهم قبل سبع سنوات، ولكن اللاعبين المتواضعين أثبتوا أنهم لا يستحقون أن يكونوا في «بوندزليجا» فقط، ولكن في دوري الأبطال أيضًا.
المشكلة الوحيدة لـ«ريد بول»، والتي كان بإمكانها أن تخرجهم من المسار الصحيح، هي ارتباطهم بفريق ريد بول سالزبورج النمساوي.
وأجرى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تحقيقًا حول ما إذا كانت مشاركة الفريقين في البطولات الأوروبية من شأنه أن يخرق قواعد الملكية المشتركة، ولكن التغيير في إدارة النادي، في يونيو الماضي، أرضى الاتحاد الأوروبي.
وما تزال الانتقالات بين الناديين قائمة، حيث انتقل كونراد لايمر من سالزبورج إلى لايبزج.
ولكن مسألة بقاء لايبزج محلقًا هذا الموسم ستعتمد على رغبة اللاعبين في إثبات أن الجميع على خطأ.
وبالنظر لما حققه الفريق في الموسم الماضي، وأيضًا بالنظر إلى أن بوروسيا دورتموند هو الفريق الوحيد الذي دعم صفوفه من بين المرشحين المحتملين لاحتلال المراكز الأربعة بالدوري، يمكن للايبزج بسهولة أن يكون هو المنافس الرئيسي لبايرن ميونخ هذا الموسم مرة أخرى.