فى محطة رمسيس تستطيع أن ترى تأثيرا ملحوظا لحادث «تصادم قطارى الإسكندرية».. الأرصفة خالية تقريبا من الركاب، قليل منهم يجلسون لساعات فى انتظار قطار يقلهم إلى واجهتهم، «يضعون أيديهم على قلوبهم»، خوفا من تكرار الحادث معهم، وكثيرٌ منهم انصرفوا إلى مواقف الميكروباصات بحثا عن وسيلة نقل أخرى، خاصة المتوجهين إلى محافظات الوجه البحرى.
غاب التكدس المعروف عن محطة مصر على غير عادته فى اليومين الماضيين، وتحديدا بعد حادث الإسكندرية، بسبب تأخر مواعيد القطارات لساعات، وقال على محمود، عامل نظافة بهيئة السكك الحديدية: «إن القطارات أصبحت تتأخر كثيرا عن موعدها الأصلى بنحو ساعة أو أكثر، بعد أن كان التأخير أقصاه نصف ساعة، إضافة إلى قلة عدد الركاب على غير العادة بسبب تأخر المواعيد، المحطة أصبحت شبه خالية ومحدش بييجى يركب إلا اللى كان حاجز، ومعظم القطارات أصبحت تبدأ رحلتها وهى ليست كاملة العدد».
وقال وليد عبدالله، فنى بـ«الهيئة»، إن جرارات القطارات تكون جاهزة فور وصول أى قطار، ويتم تركيبها سريعا، لكن القطار يظل منتظر إشارة التحرك لمدة طويلة، وهذا ينعكس على القطارات التى تليه والمقرر لها السير على نفس الخط، فإذا تأخر أى قطار يحدث شلل فى الخط كله، وهذا «الشلل أصبح موجودا على جميع الخطوط».
أما عن قطارات الوجه القبلى والمتجهة إلى الصعيد فمازالت تعانى من التكدس، فالقطار هو الوسيلة الأسرع والأكثر أمانا، مقارنة بأتوبيسات شركات الرحلات الخاصة، وقالت أمل عبدالجواد، 55 عاما، إنها جالسة هى وأبناؤها منذ أكثر من ساعة فى انتظار قطار الصعيد المقرر انطلاقه فى الخامسة والنصف، لكنه تأخر عن موعده الأصلى بنحو أكثر من ساعة، وتابعت «ملناش وسيلة موصلات للصعيد أحسن من القطر».
وأضافت أن حوادث الأتوبيسات على الطريق كثيرة ولا تأمنها مقارنة باستقلال القطار، لكن بعد حادث الإسكندرية أصبح الكل سواء، ولا يوجد أى أمان فى وسائل الموصلات العامة، مؤكدة أن قطارات الصعيد لم تشهد أى تطور منذ فترة طويلة جدا، رغم أنها تقطع مسافات طويلة وتصل ساعات الرحلة لأكثر من 15 ساعة.
وحول القطارات المتجهة إلى خط الدلتا، فشهدت حالة من الركود، بعدما كان يعانى الركاب فيها من شدة الزحام والتكدس وكان لا يوجد فيها مكان لموضع قدم، حيث أصبحت فارغة، فقطار 5.15 المتجه للإسكندرية، تأخر عن موعده الأصلى ساعتين تقريبا، وبدأ رحلته فى السابعة، فرحل معظم الركاب، واتجهوا إلى موقف أحمد حلمى بجوار محطة مصر، بعد أن كانت هذه الرحلة مثالية بالنسبة للمسافرين يوميا، لأن انطلاقها بعد انتهاء مواعيد العمل، بالإضافة إلى أنه قطار مراكز، ويقف فى جميع المحطات.
وقال ياسر الدسوقى، من محافظة القليوبية، إن اليومين الماضيين تأخرت القطارات كثيرا عن موعدها الأصلى، وأصبح يتجه نحو مواقف الميكروباص العامة وسيارات الأجرة، لكى لا يتأخر كثيرا، وأنه يوم حادث القطار، وصل بيته متأخرا، بسبب ركود حركة القطارات على الخط، وعندما اتجه إلى الطريق الزراعى وجده مزدحما أيضا، ويعانى من الشلل المرورى بسبب وقوف حركة القطارات واتجاه المسافرين إلى سيارات الأجرة.
وقال البدرى الهوارى، أحد ركاب القطارات، إنه أصبح يخشى ركوب القطارات بسبب حوادثها المستمرة فى الفترة الماضية، وتابع: «السيارات بتعمل حوادث، والقطارات بتعمل حوادث نركب إيه علشان نعيش»، مشيرا إلى أنه يسافر يوميا من القليوبية إلى القاهرة، ويشاهد حوادث كثيرة على الطريق.
وعبر عن خوفه واستيائه الشديد من هيئة السكك الحديدية التى لا يوجد بها أى إصلاحات أو تعديلات، وقال: «كل حادثة قطر تحصل يقولك شيل رئيس الهيئة واللى ييجى بعده ميعملش حاجة»، وأشار إلى أن الطريق الزراعى أصبح بطيئا جدا فى السير، بالإضافة إلى درجة حرارة الجو المرتفعة والتى تسبب كثيرا من التعب والإرهاق، وأنه بعد حادثة الإسكندرية أصبحت القطارات تتأخر كثيرا عن موعدها وعن عملها بشكل منتظم.
أما مواقف الميكروباصات العامة، فأصبحت تعانى حالة من تكدس المواطنين وقلة السيارات بها، مقارنة بعدد الركاب الذين تركوا القطار، واتجهوا لها، بالإضافة إلى ركابها المنتظمين، ففى موقف كلية الزراعة وقف المسافرون بأمتعتهم ينتظرون سيارات الميكروباص الأجرة، والتى تعودوا على ركوبها، ويشهد «الموقف» حالة من الازدحام.
وقال أحد الركاب إنها ليست المرة الأولى التى يحدث فيها عجز فى عدد الميكروباصات، لكنها كانت تحدث من حين لآخر، وليست بشكل يومى كما هى الآن، وشهد الموقف عجزا فى سيارات الميكروباص المتجه لمدينة شبين الكوم، ما أدى إلى زحام المواطنين فور وصول أى سيارة، بينما السيدات لا يستطعن مجاراة زحام الرجال، فقالت ريهام محمد، إنها تركب من موقف كلية الزراعة باستمرار، لكن الحالة التى يشهدها الموقف حاليا أصبحت صعبة، وهى لا تستطيع أن تجارى الزحام الذى يحدث بين الرجال، فتضطر إلى الانتظار طويلا حتى تستطيع استقلال أى سيارة أجرة.
وعبر أحد ركاب موقف عبود عن استيائه الشديد بسبب ازدحام الطريق، «الجو حر والطريق واقف، إحنا بنتعذب»، بهذه الكلمات افتتح كلامه، وتابع: «أدينا مستنيين طريق شبرا- بنها الجديد، أما نشوف هيكون عامل إزاى»، وأشار إلى أنه كان يستقل القطار يوميا، ولكن مع تدهور حالة المواعيد أصبح يتجه لموقف عبود، لتوفير الوقت.
فى موقف أحمد حلمى بمنطقة رمسيس، قال أحد أصحاب شركات الرحلات، إنهم فى الأيام الماضية اضطروا إلى زيادة عدد الرحلات المتجهة للوجهين القبلى والبحرى، بسبب زيادة عدد الركاب، والشركة كان لديها رحلتان أو ثلاثة يوميا إلى الوجه القبلى، لكن الأيام الماضية أصبحت تصل إلى أربع وخمس رحلات يوميا، موضحا أن توقف حركة القطارات وتأخرها دفعا المسافرين إلى استقلال الأتوبيسات.
وعبر أحد الركاب عن ارتياحه لشركات الرحلات، بسبب عدم تأخرها عن موعدها، بينما أبدى هيثم عبدالواحد، من محافطة الأقصر، استياءه من هذه الشركات، قائلا: «متفرقش حاجة عن باقى المواصلات، وبتقف تحمل زى الميكروباص، وأحيانا تتأخر كثيرا عن موعدها بسبب قلة عدد الركاب».