x

أهالى «عزبة الشيخ» يروون لحظات الموت لضحايا حادث قطارى الإسكندرية

السبت 12-08-2017 22:25 | كتب: محمد فتحي عبداللطيف, رنا حمدي |
تصوير : محمود طه

كانت عزبة الشيخ الواقعة بمنطقة خورشيد بمدخل الإسكندرية من الطريق الزراعى تستعد لحفل زفاف أحد أبنائها، وأثناء تجهيز ساحة العرس بعد صلاة الجمعة فوجئ أهالى العزبة بصوت قوى أشبه بالانفجار، ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك فرح ولا احتفال.

شهدت العزبة كارثة جديدة ضمن مسلسل حوادث القطارات، أدت إلى مصرع 42 شخصاً وإصابة 133 آخرين، حسب بيانات وزارة الصحة، جراء اصطدام قطارين على أطراف الإسكندرية. وأشارت التقارير الأولية إلى أن سبب الحادث يرجع إلى خطأ فى البلوكات والتحويلات الخاصة بخط السير فى هذه المنطقة.

«نحضر لتلك الليلة منذ 10 أيام، وكنا ننتظر تلك الليلة بفارغ الصبر منذ أكثر من عامين، ليلة الفرح دى بتيجى مرة فى العمر».. هكذا بدأ رشاد بربرى، عم العريس وأحد أهالى عزبة الشيخ حديثه، مضيفًا: «بعد صلاة الجمعة بدأنا فى تجهيز ساحة الاحتفال، المكان مليان فرحة وبهجة وسط الأنوار والأغانى، وفجأة سمعنا صوتا قويا جدًا زى ما يكون انفجار».

وتابع «رشاد»: «كلنا جرينا على مصدر الصوت لنرى أبشع ما رأت أعيننا، أنا شفت أب بيقطع رجل بنته حتى ينقذها من تحت عربات القطار. واحنا بنطلع المصابين كان فى واحدة فى القطار تعرضت لنزيف حاد من شدة الخبطة عشان كانت حامل خرجناها هى وزوجها وركبناها عربية وبعتناهم على المستشفى ومثل هذه المشاهد كانت كافية لأن تقتل فرحة القرية وعائلة العريس وطبعا طفينا الأنوار كلها ولغينا الاتفاق مع الفرقة الموسيقية».

وأضاف: «اللى حصل ده كان ممكن يحصل لأولادنا عشان كده لازم نراعى ظروف الناس، واكتفينا بمصدر إضاءة بسيط حتى يعرف ضيوف الفرح من القرى المجاورة مكان العرس فقط»، وأشار إلى أن العريس قرر الاكتفاء بعقد قرآنه فقط، دون احتفال، مؤكدًا أن كل أطعمة الفرح تم تحويلها إلى مكان الحادث لمساعدة المصابين.

«3 دقائق اللى أخدتهم علشان أوصل لمكان الحادثة»، هكذا بدأ هادى (25 سنة) حديثه، مشيرًا إلى أن الحادث وقع فى تمام الساعة الثانية إلا خمس دقائق أمس الأول، ويضيف: «كنت قاعد فى البيت سمعت صوت انفجار، من قوة الصوت خرجت البلكونة على المنظر اللى كل الناس شافته على الفيس بوك، أنا شوفته لايف من البلكونة وأول ما وصلت لقيت ناس بتستغيث وتصرخ، وأول جثة أشوفها كانت لطفل».

وتابع: «أنا لوحدى شايل بإيدى دى 20 جثة من عربية واحدة العدد طبعًا كان أكبر من كده بكتير والموقف كان أسوأ ما رأت عيناى، وكان صعب جدًا، دماء وأشلاء فى كل مكان، وصدمة شديدة على الوجوه، أقسم لك بالله كان فى رجالة بشنبات من المنظر دماغها لفت ووقعت على الأرض».

ويشير هادى إلى أنه التقى سائق القطار الذى كان متوقفًا، بعد وقوع الحادث مباشرة، وكان يصرخ ويقول إنه أبلغ بأن قطاره حدث به عطل، وإنه بمجرد علمه بقدوم القطار الآخر على الفور عمل على إخلاء القطار ولكنه عندما وصل إلى آخر عربتين فى القطار كان الوقت قد داهمه.

وأضاف: «جبنا صاروخ وشنيور وعتل عشان نعرف نقطع الحديد والصاج عشان نخرج الناس من تحتهم، وقبل ما نخلص بدقائق كان فى واحدة ست بعد ما أخرجتها لقيتها بتقولى ولادى الاتنين لسه جوه، بالله عليك هاتهملى حتى لو ماتوا عشان أعرف أدفنهم، عند هذه اللحظة لم أتمالك نفسى وابتعدت عن مكان الحادث».

وعلى مسافة لا تزيد عن 300 متر، تحديدًا عند ملعب كرة قدم موازٍ لخط السكة الحديد ويقع تحديدًا مقابل نقطة الحادثة، كان يستعد محمد محيى (طالب)، للعب كرة القدم مع أقرانه من أهالى العزبة، كما هو معتاد كل يوم جمعة، ويقول محمد: «إحنا كل يوم جمعة بما إنه بيبقى أجازة للى بيدرس واللى بيشتغل بيتجمعوا ونحجز ساعة بعد الصلاة عشان نلعب وننبسط، لكن اللى يعيش فى البلد دى من الواضح إن مش مكتوب له الانبساط».

وأضاف: «فجأة سمعنا صوت عالى جدا، مجرد ما لفينا كلنا ناحية السكة لقينا عفرة تراب كبيرة جدا وقطارين داخلين فى بعض، طلعنا كلنا جرى على السكة أول ما وصلنا أنا شفت أسوأ مشهد شوفته فى حياتى وأعتقد أنى مش هشوف زيه تانى ولا حتى فى الأحلام».

ويشير إلى أنه من التقط الصورة الصادمة لإحدى الضحايا التى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى قائلاً: «صورت ست متعلقة على شباك إحدى عربات القطار زى الدبيحة اللى بتكون معلقة عند الجزار».

وتابع: «ظللت أنا وأصدقائى على مدار ساعة من وقوع الحادث نحاول الاتصال بالإسعاف لحثهم على الإسراع نظرًا لخطورة الموقف، ولكنهم جاءوا متأخرين ساعة ونصف ما نتج عنه وقوع ضحايا أكثر وكنا بنخرج الجثث والمصابين مع بعض، كان فى اتنين جنب بعض واحد ميت وواحد لسه صاحى، خرجناهم وبنغطى الميت وعلى ما لفينا عشان نشوف المصاب كان مات، أقسم لك ده حصل قدامى».

وتروى «سعيدة» أول سيدة رأت الحادث الواقعة بالقول: «فضلت أصوت وأجرى وأصوت عند البيوت عشان أجمع الناس يشيلوا معايا»، وتحكى عن أكثر المواقف المؤلمة خلال اليوم: «كان فى واحدة حالتها كويسه مكنتش مصابة ولكنها كانت تصرخ بشدة وتقول ابنى راح، مكنتش عارفة أساعدها إزاى ربنا يكون فى عونها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية