كشف محمد المنيسى، سفير مصر الأسبق فى قطر، عن تلقى الولايات المتحدة الأمريكية، عرضاً من دولة الإمارات العربية المتحدة، لبناء قاعدة عسكرية أمريكية جديدة أكبر من المتواجدة فى قطر.
وقال «المنيسى» فى حوار لـ«المصرى اليوم» إن حمد بن جاسم، ابن عم الشيخ حمد بن خليفة، والد تميم بن حمد، أمير قطر، الذى تولى من قبل منصب رئيس الوزراء، حلقة الوصل مع السلطات الأمريكية ويتمتع بعلاقات قوية بالتحديد من مسؤولى وزارة الخارجية الأمريكية، ويدفع لهم أموالا طائلة تقدر بملايين الدولارات، لتحقيق مصالحه. وأضاف أن الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت سعى بكل ما يملك من جهد لحسم الأزمة، رغبة منه فى لم الشمل العربى.. وإلى نص الحوار:
■ ما سبب حالة الهدوء الحالية التى تمر بها أزمة مقاطعة الدول الـ4 لقطر؟
- حالة الهدوء سببها انتظار ما ستسفر عنه الجهود الكويتية بقيادة الشيخ صباح الأحمد، أمير دولة الكويت، للوساطة بين الدول الأربعة وقطر، خاصة أن الأمير سعى بكل ما يملك من جهد لحسم الأزمة، رغبة منه فى لم الشمل العربى، ولكونها دولة فاعلة فى مجلس التعاون الخليجى، لكن للأسف الشديد قطر أصرت على موقفها.
■ إذن.. ما هو مصير هذه الأزمة من وجهة نظرك؟
- أتوقع استمرار الأزمة لعدة أشهر، لأن قطر لا تقدر مطالب الدول الأربعة التى حددتها منذ بداية الأزمة فى يونيو الماضى، وتمثلت فى المطالب الـ13، لكن قطر رفضت المطالب ومازالت مستمرة فى نهجها فى دعم الإرهاب.
■ ما هى الخطوات التصعيدية التى يجب اتخاذها فى حالة استمرار قطر على موقفها؟
- الخطوات تتمثل فى فرض حالة الحصار الاقتصادى، ووضع آلية حديثة لرقابة التحويلات المالية لقطر إلى التنظيمات الإرهابية، ما سيساهم ذلك فى إظهار حقيقة هذه الدولة القزمية الداعمة للإرهاب.
■ هل ترى أن المحاولات الأمريكية فى ظل إدارة دونالد ترمب فشلت فى حسم الأزمة؟
- الدول أعلنت أكثر من مرة رفضها الضغوط الخارجية والولايات المتحدة، لذلك لن ترضخ لأى ضغط دولى للتخلى عن المطالب، والولايات المتحدة الأمريكية ذاتها منقسمة حول أزمة قطر، خاصة أن الخارجية الأمريكية تحت قيادة وزير الخارجية الجديد ريكس تليرسون ترغب فى حسم الأزمة، وهو ما ظهر فى اجتماعات المنامة واجتماعات نيويورك، بعكس اتجاه البيت الأبيض الذى يرى أن قطر دولة داعمة للإرهاب، وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكى دونالد ترمب فى خطاباته وحواراته.
■ البعض يربط بين القاعدة العسكرية الأمريكية فى قطر من جهة وبين رغبة أمريكا فى حسم الأزمة لمصالحها من جهة أخرى.. ما تعليقك؟
أولاً القرار فى أمريكا يمر على أربع جهات رئيسية هى البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية والخارجية وجهات الفكر، فضلاً عن ضغط الكونجرس، ما يعنى أن هذا الأمر قد يأخذ وقتاً نظراً لحالة الانقسام.
أما بخصوص القاعدة الأمريكية فأمريكا تلقت عرضاً من دولة الإمارات العربية المتحدة لبناء قاعدة جديدة أكبر من المتواجدة فى قطر، ويعنى ذلك أن مسألة القاعدة ليست لها علاقة بالموقف الأمريكى.
■ لماذا لم تقم الدول الأربعة بالتصعيد تجاه التجاوزات الأخيرة من دولة قطر؟
- الاجتماعات الأخيرة التى تمت فى المنامة والقاهرة بحضور وزراء خارجية كل من مصر والبحرين والإمارات والسعودية كان هدفها تأكيد المطالب الـ13 وإثبات استمرار موقفهم تجاه قطر بالمقاطعة، نظراً لاستمرار الأخيرة على نهجها بدعم الإرهاب.
لذلك ليس من الضرورى أن يسفر كل اجتماع عن قرارات تصعيدية، لأن قرار المقاطعة الذى اتخذته الدول الأربعة فى يونيو الماضى كشف قطر على حقيقتها أمام العالم أجمع.
■ متى بدأت دولة قطر اتخاذ مسلك دعمها للإرهاب؟
- هذه السياسات القطرية بدأت منذ عام 1995، بعد قيام حمد بن خليفة آل ثانى بانقلاب أبيض على والده خليفة بن حمد، فبدأت بعد ذلك تغير سياساتها، بعد امتلاكها الثروة الكبرى، محاولة منها لإثبات الذات والتأثير فى المنطقة، فدعمت التنظيمات الإرهابية بالأموال الطائلة لبث الفرقة فى المنطقة ولتحقيق السيطرة.
وأرى أن الشخص الفاعل الحقيقى فى السياسة القطرية هو الشيخ حمد بن جاسم، ابن عم الشيخ حمد بن خليفة والد تميم، والذى تولى من قبل منصب رئيس الوزراء، فهذا الشخص هو حلقة الوصل مع السلطات الأمريكية ويتمتع بعلاقات قوية بالتحديد من مسؤولى وزارة الخارجية الأمريكية، حيث يدفع لهم أموالا طائلة تقدر بملايين الدولارات، لتحقيق مصالحه، ويقضى أغلب وقته فى نيويورك، كما يقيم أيضا فى لندن، ووصل إلى الدوحة فى الفترة الأخيرة بعد اندلاع الأزمة.
ومعروف عن هذا الشخص كراهيته الشديدة لمصر، لذلك أخشى أن تنتهى الأزمة القطرية بعزل تميم بن حمد وتولى حمد من جاسم، وكنت شاهدا على ما يفعله من مواقف سيئة تجاه مصر عندما كنت سفيراً فى الدوحة فى الفترة من 1995 حتى 1998.
■ كيف ترى الشكوى التى تقدمت بها قطر فى مجلس الأمن ضد مصر والتى اتهمتها فيها باستغلال منصبها لتحقيق أغراض سياسية معينة؟
- هى محاولة فاشلة من قطر، ومصر لا تستغل موقعا فى مجلس الأمن، خاصة أنه من المعروف أن القرار يتخذ فى مجلس الأمن من جانب الدول 5 الكبرى لذلك مصر لن تلجأ لمجلس الأمن، لأنه لن يحسم الأمر وسيظل عاجزا عن إصدار قرار.
■ لماذا؟
- لأن الدول الأعضاء مواقفها مختلفة تجاه دولة قطر، كذلك سيتحكم أيضاً فى اللأمر المصالح الاقتصادية لبعض الدول الكبرى فى مجلس الأمن مع قطر.