تصاعدت حدة التوتر وحرب التصريحات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بسبب ترسانتها النووية، حيث سخرت بيونج يانج من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، معتبرة أنه «فاقد للإدراك»، وقالت وسائل إعلام كورية شمالية إن القوات المسلحة تعكف على وضع خطة بحلول منتصف أغسطس الجارى لإطلاق 4 صواريخ على جزيرة جوام الأمريكية، قبل عرضها على الزعيم كيم جونج أون لاتخاذ قرار بشأن تنفيذها، وقالت إنه بمثابة «تحذير لواشنطن»، معتبرة أن «القوة المطلقة» سيكون لها تأثير على ترامب، بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأمريكى على «تويتر» أن «الترسانة النووية الأمريكية أشد وأقوى من أى وقت مضى»، وتهديده بأن بيونج يانج ستواجه «نارا وغضبا» إن هددت واشنطن.
فى المقابل، أكد مستشار ترامب، سيباستيان جوركا أن واشنطن ستتخذ «أى إجراءات ملائمة» لحمايتها من تهديدات كوريا الشمالية، وأن ترامب لن يسمح لها بتطوير سلاح نووى قادر على الوصول إلى بلاده، وقال مسؤولون أمريكيون لشبكة «إن بى إيه» الإخبارية إن وزارة الدفاع «البنتاجون» أعدت خطة لتوجيه ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية باستخدام قاذفات القنابل «بى بى 1» تنطلق من قاعدة أندرسون الجوية فى جزيرة جوام، وأن هذه القاذفات نفذت 11 مناورة تدريبية مشابهة منذ مايو الماضى، وأظهر مقطع فيديو لشبكة «سى. إن. إن» الأمريكية يعود لعام 1999 ترامب خلال مقابلة وهو يدافع عن فكرة تنفيذ عمل عسكرى وقائى ضد كوريا الشمالية، وإن قال: «سأتفاوض أولا، وإذا فشلت المفاوضات فمن الأفضل أن نفعل شيئا ما لوقف كوريا الشمالية».
وقال وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون إن ترامب كان يحاول توجيه رسالة قوية إلى كوريا الشمالية عندما قال إن أى تهديد للولايات المتحدة سيُقابل «بالنار والغضب» باللغة التى يمكن أن يفهمها رئيسها، إذ يبدو أنه لا يفهم لغة الدبلوماسية، وأضاف قبل هبوطه فى جوام أن كوريا الشمالية تتحدث بنبرة تحدٍّ بعد المعارضة الدولية لبرنامجها النووى، وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت أن واشنطن تتحدث بصوت موحد حول كوريا الشمالية، مقللة من أهمية التباين فى التصريحات بين ترامب وتيلرسون، وقالت: «نحن نتحدث بصوت واحد»، وتابعت أنهما تحادثا هاتفياً لمدة ساعة، ونظمت مظاهرة محدودة أمام البيت الأبيض دعت ترامب لإطلاق محادثات مع كوريا الشمالية لتجنب مواجهة نووية، فيما أعرب سكان جوام عن خوفهم وغضبهم بشأن تهديد كوريا الشمالية.
وقال الجيش الكورى الجنوبى إن تهديد كوريا الشمالية بضرب جوام بمثابة «تحد» لبلاده وتحالفها مع واشنطن، وأعلن أنه مستعد للتحرك فورا لدى أى استفزاز من جانب كوريا الشمالية.