ألقت الصحف العربية، الصادرة الأربعاء، الضوء على تداعيات أحداث ماسبيرو، وتقديم نائب رئيس الوزراء حازم الببلاوي استقالته ورفض المجلس العسكري لها، والأوضاع الراهنة في قرية «المريناب» في أسوان، بالإضافة إلى تخوفات من أداء المجلس العسكري والمدة المتبقية لتسليمه السلطة.
صحيفة «النهار» اللبنانية اهتمت بالشائعات التي دارت حول استقالة الحكومة المصرية برئاسة عصام شرف، وقالت إن الحكومة المصرية باقية رغم الانتقادات، كما أشارت إلى رفض المجلس العسكري الاستقالة التي قدمها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية حازم الببلاوي.
وأشارت إلى أن اللببلاوي كان قد صرح بأنه لم يسحب استقالته وإنما رفضها المجلس، مؤكدًا أنه يشعر بالحيرة ولم يتوصل بعد للإجراء الذي سيتخذه، كما أنه قدم تلك الاستقالة احتجاجًا على الوضع الأمني وأحداث ماسبيرو وليس بسبب السياسة الاقتصادية.
وكتب جمال فهمي في «النهار» موضحًا بعض الأفكار التي ترى منافع في «مجزرة ماسبيرو»، منها إعلان الحكومة إصدار قرار قانون بناء دور العبادة الموحد الذي ظل محل جدل فترة طويلة، خلال الأسابيع القادمة. وأوضح أنه من الممكن للمجزرة «أن تستثيرغريزة حب البقاء وتهيج مشاعر القلق والخوف على سلامة النسيج الوطني المهدد، ومن ثم يفيق المجتمع ويتهذب سلوك بعض شرائحه».
أما صحيفة «السفير» فنقلت عن مجلة «نيوزويك» الأمريكية تساؤلها عما إذا كان المجلس العسكري قد استولى على الثورة في مصر. وأضافت أن المشهد المصري قاتم ولم يشهد بعد أي تغيير حقيقي في السياسة، كما أنه مازال مشهدًا وحشيًّا كما كان في عهد مبارك، وربما أسوأ. وأوضحت أن لا شيء يوحي بأن المجلس العسكري سيتنازل عن سلطته لرئيس مدني منتخب قريبًا، على الرغم مما يشاع من بيانات تقول عكس ذلك.
وفي «السفير» أيضًا، كتب ساطع نور الدين منتقدًا أداء حكومة شرف في أزمة ماسبيرو، وقال إنها كادت تنشر اعترافات لمندسين على مسيرة ماسبيرو، وأن تقول إنهم هم من أطلقوا النار على المتظاهرين وأطلقوا النار على عناصر الجيش، بل هم من تسببوا في رجوع الثورة المصرية للوراء خطوات واسعة بحيث لم يبق إلا شريحة صغيرة من الشباب تعترف بها!
بالمثل، قالت صحيفة «القدس العربي» إن المشهد المصري بات غارقًا في الفوضى والغموض والتوتر، بعد أن رفض المجلس العسكري استقالة عرضتها عليه حكومة شرف واستقالة الببلاوي. وأضافت أن المجلس العسكري الحاكم «يقاوم ضغوطًا متزايدة لتسليم السلطة للمدنيين، وسط اتهامات بالفشل في إدارة المرحلة الانتقالية وتعريض أمن البلاد ووحدتها الوطنية للخطر».
من جانبها، زارت صحيفة «الرأي» الكويتية قرية المريناب في أسوان، وهي القرية التي انطلقت منها شرارة أحداث ماسبيرو، وتحولت إلى ثكنة عسكرية خشية تكرار الفتنة الطائفية. وقالت إن سكان القرية من الأقباط يبلغ عددهم 61 فردًا فقط، تجمعوا في منزل واحد تحرسه تشكيلات من الأمن المركزي خشية وقوع أي أحداث انتقامية بعد أحداث ماسبيرو.
وعلمت «الرأي» أن تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث مبنى المريناب، أوصى بتحويل مبنى الضيافة إلى كنيسة وإعادة بنائها، كما أوصى بعدم إقامة أي إشارات فوق المبنى مثل القباب أو أبراج أو سواري تحمل صلبانا فوقها، تشير إلى أن المبنى كنيسة لعدم تأجيج مشاعر الغضب لدى المسلمين.