كشفت مصادر مطلعة أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيعقد مؤتمراً صحفياً عالمياً بين الساعة الثانية عشرة والواحدة من ظهر الأربعاء، فى مسرح الجلاء بطريق النصر، لشرح ملابسات أحداث ماسبيرو التى أسفرت عن مقتل 25 وإصابة نحو 330 مواطناً وعسكرياً.
فى سياق متصل، قدم الدكتور حازم الببلاوى، نائب رئيس الوزراء، وزير المالية، استقالته من منصبه، الثلاثاء، احتجاجاً على طريقة معالجة الحكومة لأحداث ماسبيرو. وذكرت مصادر أن خلافاً وقع بين «الببلاوى» والدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، لقناعته بأن الحكومة تتحمل مسؤولية ما حدث من تدهور للأوضاع السياسية والاقتصادية. ويعد موقف «الببلاوى» أول استقالة وزارية مسببة فى تاريخ مصر.
وحسب تأكيد المصادر فإن «الببلاوى» قدم استقالته مكتوبة فى مظروف مغلق مدون عليه «سرى وشخصى»، وذكر فيها أنه «على قناعة بأن الحكومة عليها توفير الأمن والأمان للمواطنين، وأنها حتى لو لم تكن مسؤولة ولم يقع من جانبها خطأ فى الأحداث فإن عليها حماية المواطنين». وذكر الدكتور ممتاز السعيد، نائب وزير المالية، أن الاستقالة بسبب الأحداث الأخيرة، وليست لها علاقة بالأحوال الاقتصادية للبلاد.
من جانبه، قال الدكتور عصام شرف إن «الببلاوى» مستمر فى منصبه لحين تكليف بديل له، غير أن مصادر وزارية أكدت عدم قبول الاستقالة، وأن أعضاء فى المجلس العسكرى كان مقرراً أن يعقدوا لقاء مع «شرف» مساء الثلاثاء
وذكرت مصادر بمجلس الوزراء أن «شرف» قرر أن يترأس بنفسه لجنة تقصى الحقائق فى أحداث ماسبيرو، ومعه وزراء الداخلية والخارجية والتعاون الدولى والصحة والإعلام، وممثل عن وزارة الدفاع.
وعلى صعيد التحقيقات، قررت النيابة العسكرية حبس 28 متهماً فى الأحداث 15 يوماً، وحسب مصادر قضائية فإن المقبوض عليهم وجهت إليهم اتهامات بتخريب معدات مملوكة للجيش والقتل العمد وإتلاف منشآت عامة والتعدى على القوات المسلحة وإثارة الفتنة الطائفية، وأضافت أن المتهمين 25 مسيحياً، بينهم ناشط حقوقى قبطى، و3 مسلمين. وقال المحامون الذين حضروا التحقيقات إن المتهمين نفوا ما نسب إليهم، وأكدوا أنهم فوجئوا بأشخاص من خارج المسيرة يطلقون النار على الأمن والجيش والمتظاهرين. وشيع الآلاف، فى ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، جثامين 17 من ضحايا الأحداث، بعد صلاة الجنازة فى الكاتدرائية. وقال الأنبا يوأنس، سكرتير البابا، أثناء الصلاة «هنيئاً لكنيستكم، إن كانوا يظنون أن سفك الدماء يهز شجرة الكنيسة، فإنها ارتوت ونمت الآن بدمائكم الغالية». وتعرض موكب الجنازة للرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة من جانب مجهولين فى الطريق بين غمرة وميدان التحرير، ما اضطر المشيعين إلى الهروب منها إلى أعلى كوبرى أكتوبر.