x

والد أحد شهداء الثورة: هاتوا لي حقه زي ما جاب لكم الحرية

الجمعة 04-03-2011 20:57 | كتب: نشوي الحوفي |
تصوير : اخبار

عندما عثر على جثته فى مشرحة قصر العينى، وأيقن أنه هو الابن الذى أفنى سنوات عمره فى تربيته، قرر أن يبدأ مرحلة القصاص من قاتليه، فحمل صورته، وجاء إلى «المصرى اليوم» ليروى مأساة ابنه الذى راح هو وآخرون شهداء فى معركة الحرية التى أنجبت ثورة 25 يناير، وبينما هو يروى، إذ فتح الجريدة فرأى صورة الابن بين اثنين آخرين، تحت عنوان «جثث تنتظر من يتعرف عليها».

هنا بكى الأب، وبحرقة حمل الصحيفة منصرفاً، وتاركا وراءه قصة ابنه وصورته، وقبل أن يغادر نظر بعين بائسة: هاتوا له حقه هو واللى زيه.. زى ما جاب لكم حريتكم». قبل 12 يوماً كان حلم عم نصر استورجى السيارات مقتصراً على: أعرف أحمد ابنى راح فين.. فالابن اختفى منذ يوم 28 يناير، بعد خروجه للمشاركة فى مظاهرات جمعة الغضب، ومع انقطاع الاتصالات فى اليوم التالى فقد الأب أى اتصال بالابن، هنا شعر بأن ابنه أصابه مكروه، لذا بدأ فى البحث عنه فى المستشفيات، عله يكون أحد المصابين الذين يسمع قصصهم، لكن طول فترة الغياب دفعه إلى البحث فيما هو أسوأ، وبحث فى كل ثلاجات الموتى، وبالفعل وجده جثة فى مشرحة قصر العينى، مصاباً برصاصة نافذة فى منتصف الجبهة.

 لم يصدق الأب أن عمره كله يرقد أمامه، غادر المشرحة وعاد بعدد من أقاربه، ربما ينفون له ما يراه بعينه، لكنهم للأسف أكدوا أنه الابن أحمد. لم يقو عم نصر على استكمال إجراءات الدفن، تركها للأقارب، وجاء إلى «المصرى اليوم» ليكتشف أن صورة جثة الابن فى إحدى صفحاتها الداخلية، فينصرف باكياً تاركاً تركة القصاص الثقيلة فى رقبة «المصرى اليوم»

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية