x

دمشق تهدد «الانتقالى الليبى» بعد الاعتراف بـ«الوطنى السورى»

الثلاثاء 11-10-2011 16:27 | كتب: غادة حمدي, وكالات |
تصوير : رويترز


فى الوقت الذى يتزايد فيه الترحيب الدولى بـ«المجلس الانتقالى الوطنى السورى»، الذى يعد الممثل الأبرز والأكثر تنظيماً للمعارضة السورية، قللت مصادر مطلعة فى العاصمة السورية دمشق من أهمية اعتراف المجلس الانتقالى الليبى بالمجلس السورى كسلطة شرعية ووحيدة ممثلة عن الشعب السورى، وقيامه بإغلاق سفارة دمشق فى العاصمة الليبية طرابلس.


ونقلت صحيفة «الوطن» السورية، الثلاثاء، عن مصادر لم تسمها أن هذا «الاعتراف هو اعتراف من حلف شمال الأطلنطى (الناتو) لا من ليبيا»، وذكّرت بتحذير وزير الخارجية السورى وليد المعلم مؤخراً بأن سوريا ستتخذ «إجراءات مشددة» بحق الدول التى تعترف بالمجلس.


وفى تلك الأثناء، أكد وزير الخارجية الكويتى الشيخ محمد الصباح، الثلاثاء، أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا لبحث الأوضاع فى سوريا، دون تحديد موعد للاجتماع.


وميدانياً، واصل الجيش السورى عملياته العسكرية فى مختلف محافظات ومدن البلاد ولقى 3 مصرعهم فى حمص برصاص رجال الأمن، بينما أعلنت كتيبة «حمزة الخطيب» التابعة لـ«الجيش السورى الحر»، الذى شكله ضباط منشقون عن الجيش، أنها نفذت عملية عسكرية ضد عناصر من الأمن والشبيحة فى منطقة «عين البيضا» الواقعة على الحدود مع تركيا، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، وذلك فى الوقت الذى هدد فيه مفتى سوريا أحمد بدر الدين حسون بالأمر بشن هجمات انتحارية فى الولايات المتحدة وأوروبا فى حال شنهما هجوماً على بلاده.


وعلى الرغم من تجاوز عمر الانتفاضة السورية الآن الـ6 أشهر- لقى خلالها نحو 2700 شخص مصرعهم على يد قوات النظام- لايزال الرئيس السورى بشار الأسد ممسكاً بزمام السلطة، وهذا يرجع جزئياً إلى حقيقة أن الأسد لايزال يجد عدة قواعد أساسية تدعمه، وقد رصدت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» 4 ركائز أساسية يعتمد عليها الرئيس السورى فى مقاومته العنيفة للانتفاضة المتصاعدة ضده.


أولى تلك الركائز- حسب الصحيفة- هم رجال الأعمال، حيث تقول «كريستيان ساينس مونيتور» إن كبار رجال الأعمال فى العاصمة دمشق ومدينة حلب- أكبر مدينتين فى سوريا- وقفوا إلى الآن إلى جانب النظام، خشية من ضياع ثرواتهم وأعمالهم المرتبطة بالنظام السورى. وتشير الصحيفة إلى أنه رغم سخط الكثير من رجال الأعمال من تعلق النظام بالرأسمالية واضطرار أصحاب الأعمال الصغيرة لتصفية أعمالهم، فإن الصناعيين البارزين يعملون تحت جناح النظام، باعتباره الخيار الوحيد لهم. وهذا يرجع، على الأقل، إلى أن أقارب الأسد وحلفاءه، بمن فيهم رجل الأعمال البارز رامى مخلوف (ابن خال الرئيس السورى)، لايزالون يتحكمون فى قطاعات عريضة من الاقتصاد.


أما ثانية الدعائم التى يعتمد عليها الأسد، فهى «الطائفة العلوية»، التى ينتمى إليها وتمثل «العمود الفقرى للنظام»، وتوضح الصحيفة أن تلك الطائفة تشكل أقلية فى سوريا تبلغ نسبتها 12% فقط، لكن العلويين يسيطرون على الحكومة والجيش وقوات الأمن، الأمر الذى يمنحهم قدراً كبيراً من السلطة التى سيفقدونها إذا ما سقط نظام الأسد.


وأشارت الصحيفة إلى المسيحيين والأقلية الكردية كداعم أيضاً لنظام الأسد، موضحة أن سوريا تشترك فى الحدود مع لبنان والعراق، اللتين انزلقتا فى صراع طائفى لعدم وجود قيادة قوية. وقد نجح النظام السورى فى إقناع الكثيرين من أكراد ومسيحيى سوريا بأنه دون القبضة الحديدية لرئيس يصد التهديدات التى قد تلحق بالأقليات، فإن مصيرهم سيكون نفس المصير الذى أصاب جيرانهم.


أما عن الدعم الخارجى لنظام الأسد، فهو يتمثل فى الحليف الروسى، حيث قامت موسكو باستخدام حق الـ«فيتو» لنقض قرار فى مجلس الأمن ضد النظام السورى. ورغم أن الكثير من المراقبين اعتبروا أن الدعم الروسى استند إلى دوافع اقتصادية، فإن الصحيفة ترى أن روسيا هى نفسها بلد قلق من الاضطرابات الداخلية الناتجة عن التنوع العرقى بين سكانها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية