بعد ساعات من خروجهما إلى الحرية، التقت «المصرى اليوم» المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، ورجل الأعمال حسن مالك، القيادى بالجماعة، اللذين قضيا 5 سنوات خلف أسوار سجن مزرعة طرة، على خلفية قرار المحكمة العسكرية بحبسهما فى قضية «غسل الأموال». وتحدث رفيقا السجن عن وقائع المحاكمة، والأحداث التى مرت عليهما. من جانبه، قال الشاطر إن سوزان مبارك، قرينة الرئيس السابق حسنى مبارك، كانت وراء سجنه، لاعتقادها أنه المنافس المحتمل الأقوى لنجلها «جمال» فى انتخابات رئاسة الجمهورية، موضحاً أن جميع الاتهامات التى تم توجيهها إليه «ملفقة» وأن «جمال» استخدم المهندس أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى، لتنفيذ مخططاته التى تهدف إلى ما سماه «اختطاف البلاد». وقال «مالك» إن أكثر ما أحزنه هو تعرضه للظلم، وإغلاق شركاته ومصادرة أمواله رغم فشلهم فى إثبات أى تهمة عليه وحصوله على 3 أحكام بالبراءة مشيراً إلى أنه شعر بأنه أفرج عنه يوم رحيل الرئيس السابق مبارك. وأضاف: «عندما التقيت حبيب العادلى وزير الداخلية السابق فى سجن مزرعة طرة، قلت له: حسبى الله ونعم الوكيل، أنا دعيت عليك فى صلاتى طول ما أنا مسجون».
خيرت الشاطر: سوزان مبارك وراء دخولى السجن
■كيف تلقيت نبأ الإفراج عنك؟
- أخذت أُكبّر وأقول «الحمد لله.. الحمد لله.. ظهر الحق»، وكانت سعادتى لا توصف.
■هل توقعت خروجك فى ذلك الوقت بالتحديد؟
- لا أخفى عليك أنا كنت متفائلاً جداً وعلى ثقة بأننى سوف أخرج فى أى لحظة، ولم يدخلنى اليأس مطلقاً ودائماً كنت أسأل الضباط الذين يتجولون فى طرقات العنبر بجملة واحدة مكررة، وهى «قرار الإفراج وصل أم لا؟» لدرجة أن بعضهم كان يضحك والآخر يقول «قريباً» وبعضهم التزم الصمت.
■صف لنا شعورك والأجواء داخل سجن طرة لحظة دخول «العادلى وعز وجرانة وعسل»؟
- أنا شخصياً لا أشمت فى أحد، لكنها لحظات للعظة والاعتبار، فهى دليل على أن الظالم لن يفلت من عقاب الخالق وكنت أقول لنفسى لقد برأتنى المحاكم من تهمة غسل الأموال، و«العادلى» ورفاقه الآن متهمون بإهدار الأموال وفساد البلاد، أما الأجواء فى السجن فكانت عبارة عن ارتياح من جانب الجميع، سواء مسجونين أو غيرهم، والغريب أيضاً هو استقبال المساجين «العادلى» والوزراء بالسب والهجوم بالألفاظ الجارحة، لدرجة أن الوزراء طلبوا من إدارة السجن عدم خروجهم للجلسات لعدم قدرتهم على سماع الأصوات أثناء سيرهم أمام العنابر فى طريقهم لحضور الجلسات.
والأكثر من ذلك أن المساجين طالبوا إدارة السجن بأن تنقل الوزراء إلى سجن آخر رغبة فى عدم رؤيتهم.
■بصراحة هل خطر ببالك توجيه انتقادات لـ«العادلى» باعتباره وزير الداخلية الذى وافق على قرار القبض عليك؟
- لم أفكر فى ذلك، ولكن كنت أنظر له أثناء سيره فى الساحة التى كانت قريبة من المكان المخصص لى وزملائى، وقد جاءت عيناى أمام عينيه فنظرت إليه بقوة فإذا به يضع عينيه فى الأرض ويترك المكان بعيداً ثم عرفت أنه طلب من إدارة السجن أن تخصص له أوقاتاً ومكاناً بحيث لا يرى أحداً من المساجين.
■تردد القول إن إدارة السجن جهزت زنزانات الوزراء بشكل يتسم بالرفاهية.. ما حقيقة ذلك؟
- بالفعل، حيث قضوا أول ليلة بمزرعة طرة داخل غرفة المأمور حتى تم تجهيز الزنزانات الخاصة بهم بشكل غير عادى، حيث تم طلاء الحوائط بالزيت ونُظف المكان جيداً وسمعنا أن أرض الزنزانات الخاصة بهم أصبحت «سيراميك» ووضع فى كل منها سخان كهرباء وتليفزيون وأسرّة جديدة، وكان «العادلى» قد حضر بعد الوزراء من الخارج إلى طرة.
■كيف استقبلت خبر تنحى «مبارك» عن رئاسة البلاد؟
- سعدنا جميعاً بهذا الخبر، وكنت أتمنى أن أكون ضمن المتظاهرين الذين سطروا تاريخاً جميلاً بالأداء الراقى والثورة العظيمة.
■ما رأيك حول ما تردد عن أن «الإخوان» ساهموا بشكل ملحوظ فى الثورة؟
- الإخوان مصريون والثورة قام بها أبناء هذا الوطن، فلا يمكن أن نقول إن فئة بعينها ساهمت بشكل أكبر، لكن الجميع التقوا على حب هذا البلد وأخذوا العهد على خلاصه من المختطفين الذين نهبوا ثرواته وأفسدوا الحياة فيه، وأنت ترى الآن كم الأراضى المسروقة والأموال والثروات المنهوبة التى على أقل تقدير تساوى تريليون دولار إلى الآن، وفى المقابل فإن ديون مصر تبلغ تريليون جنيه يعنى الفارق ما يقرب من 4 تريليونات جنيه.
■نعود لقضايا خيرت الشاطر.. لقد قلت لنا إن القضية الأخيرة ملفقة.. ماذا عن القضايا الثلاث التى سبقتها؟
- لقد حُكم على بواسطة المحكمة العسكرية مرتين فى عامى 1995 و2007 واثنتين بالحبس الاحتياطى، ومن المؤكد أن المحاكم الاستثنائية غير قانونية ومنافية للدستور لأن المتهم يجب أن يحاكم أمام قاضيه الطبيعى، وهذا يؤكد الافتراء خاصة أن المحاكم المدنية برأتنى من التهم سواء قضية «سلسبيل» أو الأموال المغسولة ولك أن تعرف أننى سألت ضابط أمن الدولة فى القضية الأخيرة أمام القاضى عن دليل واحد لاتهامى فأجاب «مفيش دليل»، وقال القاضى إن الضابط ينفى أدلة الاتهام، لكنه فى النهاية حكم بسجنى 7 سنوات.
■إذن لماذا أنت تحديداً؟
- ببساطة لأن حاشية جمال مبارك أوهمت والدته سوزان بأن خيرت الشاطر يمكن أن يكون مرشح الإخوان الأقوى للرئاسة، لذا طلبت ضم اسمى لما عُرف لدى النظام بـ«الرهائن» وتم القبض علىّ بقضايا ملفقة خوفاً من شىء غير مطروح من الأصل.
■فسر لنا معنى الرهائن؟
- منذ منتصف التسعينيات تقريباً بدأ النظام الحاكم فى التعامل مع الإخوان بما اصطلحوا على تسميته «الرهائن»، حيث كانوا يقبضون على عدد من قيادات الجماعة قبل أى أحداث سياسية سواء الانتخابات التشريعية أو المحليات، إضافة إلى الفترات السابقة على التعديلات الدستورية، وكانوا يفعلون ذلك كنوع من الضغط علينا لإقصائنا عن العمل السياسى حتى نترك لهم الساحة يعيثون فيها فساداً، وبالرغم من ذلك كان الإخوان يسيرون فى اتجاه الإصلاح بعيداً عن الألاعيب التى تفنن فيها النظام الحاكم.
■من الشخص الذى كان يسيّر أمور البلاد فى الآونة الأخيرة؟
- أعتقد أنه جمال مبارك، وقد وضع أحمد عز فى الواجهة واعتبره الأداة التى يستخدمها لتنفيذ مخططة لخطف البلاد والوصول إلى التوريث، وهى مصالح مشتركة بين الاثنين ويساعدهما فى ذلك عدد كبير مستفيد من تلك الصفقة، لدرجة أن «عز» أصبح يتعامل مع الشعب كما يتعامل مع تجارة الحديد المتمثلة فى الاحتكار، حيث احتكر كل شىء وسخره لخدمة المصالح والتوريث، وأرى أنها تصرفات مراهقين رغبوا فى احتكار الحياة السياسية.
■هل يمكن محاكمتهم جميعاً؟
- بسهولة ونتطلع إلى ذلك فى الأيام المقبلة.
■وإن لم تتم محاكمة الداعمين لـ«عز» و«جمال» كيف ترى الأوضاع؟
- بالطبع سيحاولون الالتفاف على الثورة ويهدفون إلى تجميع قواهم للانتخابات البرلمانية، لذلك أناشد المجلس العسكرى منع كل قيادات الحزب الوطنى من الترشح للانتخابات البرلمانية، وأيضاً كل من ترشح من الحزب للانتخابات الماضية.
■ألا تعتبر أن ذلك إقصاء؟
- ليس إقصاء لأنهم مجرمون دعموا الفاسدين وساعدوا على سرقة البلاد وحاولوا قتل الفرحة والحلم الذى طالما تطلع إليه المصريون جميعاً.
■إذا لم يصدر قرار بذلك هل لديكم رؤية أخرى؟
- استمرار قدرة الشعب على الحشد حتى إسقاط كل حاشية وأذناب النظام الصغيرة، والاعتصام فى الميادين عند ظهور أحدهم فى أى موقع من المواقع القيادية.
■ما رأيكم فى منع «مبارك» وأسرته من السفر والتحفظ على أموالهم؟
- أرى ضرورة محاكمتهم عن جرائمهم ومحاكمة كل الموالين لهم ممن ساعدوا فى ذلك، ولابد أن ننتبه لأن بقايا النظام لاتزال موجودة.
■ما هو السبب فى إعلان الجماعة عدم الدفع بمرشح للرئاسة فى الانتخابات المقبلة؟
- لقد استخدم النظام الإخوان باعتبارها «فزاعة» للداخل والخارج طيلة 30 عاماً، ولا شك أن ذلك أثر فى الكثيرين من المصريين، مما أدى إلى الخوف من الجماعة، لذا نحن نرى ضرورة طمأنة الشعب إلى عدم رغبتنا فى الحكم، وأننا نهدف كمصريين، إلى الإصلاح والديمقراطية، أيضاً فإن الدولة حالياً تعانى أزمة تحتاج إنكار الذات وتضافر الجهود للوصول بالوطن إلى بر الأمان.
■هل تخشون عدم النجاح حال ترشحكم للرئاسة؟
- نحن لا نخشى الفشل لأننا نجتهد ونعمل بأمانة من منطلق حب الوطن، كما أن تجاربنا مع الشعب فى صالحنا سواء فى العمل السياسى أو فى باقى المجالات.
■ذكر مهدى عاكف، المرشد العام السابق للجماعة فى حوار معنا، أن تنسيقاً تم بين الإخوان والأمن فى الانتخابات البرلمانية الماضية؟
- كل من يتصور أو يردد أن نظام حسنى مبارك عقد صفقات فهو يحسن الظن بالنظام، لأن من يعقد الصفقات يعترف بقوة الآخر، لكن النظام لم يرتق إلى هذا الذكاء، لكن أوضح لك أن النظام السابق كان يرغب فى إقصائنا أحياناً بالقبض والاعتقالات، وأحياناً أخرى عن طريق إرسال وسطاء، فمثلاً فى عام 1995 تقدمنا بـ150 مرشحاً لانتخابات مجلس الشعب وتم اعتقال عدد من الجماعة كنت والدكتور عصام العريان بينهم، وجاء وسيط من قبل النظام قال إن الدولة ليس لديها مانع فى الإفراج عن جميع المعتقلين من الجماعة بشرط أن تخفضوا عدد مرشحيكم، وجاء رد الإخوان «لا مانع» ثم ذهب وعاد قائلاً، ونفضل عدم ترشح الرموز الإخوانية، فأجبنا «لا مانع»، ثم ذهب ولم يعد إلينا.
أيضاً فى عام 2000 أثناء التجديد النصفى لمجلس الشورى، تدخل أحد رجال الأعمال من أصحاب الصلة القوية بالرئاسة، وطلب أن نرشح عدداً قليلاً جداً ووافقنا على 17 مرشحاً، وقال إن ذلك جيد، وعند بدء الترشح قام الأمن باعتقال معظمهم، وعندما سألناه أوضح لنا أن النظام انقسم إلى فريقين، الأول مؤيد للاتفاق والآخر معارض له، وأن الفريق الأخير هو الذى استطاع حسم الأمر داخل مؤسسة الرئاسة، وقرر اعتقال مرشحى الجماعة، وقد تكرر أيضاً ذلك قبل الانتخابات البرلمانية 2005، حيث تحدثت إلينا قيادة أمنية فى أحد المؤتمرات وعرضت علينا الترشح فيما لا يزيد على 20٪ ووافقنا وعلمنا أن جناحاً داخل النظام كان توقع أن يفوز الإخوان بثلث مقاعد البرلمان، مما دفعهم إلى اشتراط عدم ترشحنا بأكثر من 20٪، وانقطع الاتصال ثم طلبوا ذلك فى أيام الترشح، وكنا دفعنا بـ160 مرشحاً فخفضنا إلى 140 لأن الوقت كان ضيقاً جداً، وفى النهاية كانوا يخلفون قولهم.
حسن مالك: شعرت بالحرية يوم رحيل «مبارك».. وسأتخذ كل الوسائل القانونية لاستعادة أموالى
■ما أكثر المواقف المحزنة التى تتذكرها الآن بعد خروجك من السجن؟
ـ ظلمنا منذ أول لحظة، وأغلقت شركاتنا وصودرت أموالنا وادعى علينا ظلماً أننا كنا نغسل أموالنا ونضر بالبلاد، عجزوا عن أن يثبتوا علينا أى تهمة، لأننا لم نأخذ أى أموال من البنوك أو قروض لنهربها خارج البلاد، وصدرت أحكام ببراءتنا من محكمة مدنية، واضطروا إلى محاكمتنا أمام محاكم عسكرية حتى يحكم علينا ظلماً وكنا نشعر بأنهم يريدون الضرر بالبلاد وهو أكثر ما جعلنا نحزن وكان هذا أشد علينا من السجن، لأننا نؤمن بأن السجن ابتلاء من الله بخيره وشره، وكنا نعلم أن الله لن يضيع أجرنا، وللسجن نفحات ولفحات، فعندما رأيت أولادى يتخرجون فى الجامعة ولا أستطيع رؤيتهم وعندما يتزوج اثنان من أولادى ولا أحضر حفل زفافهما فهذا شىء مؤلم.
■سبق لك أن سجنت فى 1992؟
ـ نعم ففى عام 1992 أغلقوا جميع شركاتى، منها شركة سلسبيل إحدى كبرى شركات الكمبيوتر فى مصر ووضعونى سنة كاملة فى الحبس الاحتياطى، وعندما خرجت، بدأت العمل مرة أخرى من الصفر، وبعد 15 سنة كرروا الأحداث نفسها، رغم أننى كنت أدفع الضرائب وحصلت على أكبر التوكيلات من الخارج، وكنت أسعى لتأسيس أكبر مصنع لصناعة الإسفنج والأثاث والأقمشة على مساحة 120 ألف متر فى العاشر من رمضان، وأنوى تشغيل ألف موظف وعامل فيه، وقبل 10 أيام من سجنى كنت فى مكتب المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة السابق، وكان معى مستثمرون أتراك قالوا له إنهم كانوا سيؤسسون هذا المصنع فى روسيا أو إيران، لكنهم لم يجدوا شريكاً استراتيجياً يستطيعون أن يثقوا فيه أكثر من حسن مالك، وكانوا سيشاركون فى المشروع بنسبة 50٪ وسيعمل المصنع خلال عام.
■وماذا كان موقف رشيد؟
ـ كان سعيداً وخصص لنا الأرض، ودفعت المقدم وبعد 10 أيام دخلت السجن، وصادروا كل شىء، وهذا ما كان يؤلمنى، وعندما جاءوا بخبراء ماليين لعمل تقرير مالى عن شركاتى، لم يجدوا إلا كل خير، وسألهم القاضى فى المحكمة: هل حصل على أموال من الخارج؟، فقالوا له لم يتبين لنا ذلك، فسألهم: هل أعطى لأحد أموالاً؟ فقالوا: لا وأبدوا اندهاشهم لأن شركاتى تعمل دون أن تحصل على أى قروض من البنوك، فقلت لهم وأنا فى قفص الاتهام: إذا كانت شركاتى تعمل دون الحصول على قروض من البنوك فهذا شرف لى وليس تهمة، لأننى أعلم أن الشركات التى أتعامل معها تثق فى، وتاريخ شركاتى مشرف فى السوق المصرية، وكان يحزننى أنهم قلبوا بيتى وأخذوا أوراقى.
■وكيف كان شعوركم وأنتم تحصلون كل مرة على حكم بالبراءة من محكمة مدنية؟
ـ شعور مؤلم أن نظلم مرة واثنتين وثلاث، بعد الحصول على حكم بالبراءة، ثم يحاكموننا أمام محكمة عسكرية ظالمة، وحضرنا 70 جلسة فى الهايكستب وكان الأمر قاسياً ومؤلماً على أولادنا.
■ماذا عن ذكرياتك مع المهندس خيرت الشاطر فى السجن؟
ـ كنا قلباً واحداً، وعائلة واحدة داخل السجن وخارجه، والحمد لله حفظت القرآن بالكامل خلال فترة الحبس، وهذا ما كان يخفف عنى وكان الشاطر يقول لى دائماً احمد ربنا إننا مازلنا أحياء.
■وما التجارب التى خرجت بها من السجن؟
ـ قلبنا كان على بعض، وأولادنا كانوا رجالة وكنا نتألم عند وضع الحديد فى يدينا، وعندما نستقل سيارة الترحيلات مثل المجرمين، وعندما ننام فى زنزانة بها عدد كبير من المجرمين.
■ماذا كان شعورك عندما نشرت بعض وسائل الإعلام أنباء خلافاتك والمهندس خيرت الشاطر داخل السجن؟
ـ لم يحدث بيننا أى خلاف أبداً ولن يحدث بإذن الله، والشاطر شقيقى الكبير، وشريكى منذ بداية عملنا خلال رحلة كفاح دامت أكثر من 25 عاماً، ونحن أكثر من أشقاء.
■رفضتما قرار الإفراج الصحى.. فهل هذا سبب تأجيل الإفراج عنكما؟
ـ مازلنا رافضين القرار، وقلنا لهم إنه لا يصح بعد كل هذا الظلم وإثبات أن من حبسونا هم الذين سرقوا أن يصدر قرار بالإفراج الصحى عنا وطلبنا إسقاط الأحكام، وقال لنا مدير المنطقة المركزية اخرجوا أولاً، وأظن أنهم أفرجوا عنا صحياً لأنهم لم يتخذوا قراراً بشأن الأحكام العسكرية الأخرى للمعتقلين السياسيين، وكان من المفترض أن نلتقى وزير الداخلية لكن يبدو أن التغيير الوزارى حال دون ذلك، وعلى فكرة هذا هو سبب تأخير الإفراج عنا.
■هل تعتزمون رفع دعاوى قضائية لاستعادة شركاتكم وأموالكم المصادرة؟
ـ نعم سنستخدم كل الوسائل القانونية، حتى نستعيد أموالنا وشركاتنا ويتم إسقاط الأحكام ضدنا وسنبدأ عملنا من جديد مثلما بدأنا عقب الخروج أول مرة فى قضية «سلسبيل»، لأن هذه أرضنا، والكثير طلب منا أن نخرج ونعمل بالخارج، لكننا تعودنا أن نزرع فى أرضنا.
■كم عدد الأموال المصادرة تقريباً؟
ـ لا أستطيع أن أعلن عددها ويكفى أنهم لم يتركوا لنا شيئاً وصادروا كل الأموال وأغلقوا الشركات، وتركوا لنا فقط عدة محال تجارية يديرها أولادنا.
■وكم عدد الموظفين الذين تشردوا نتيجة إغلاق هذه الشركات؟
ـ نحو 450 موظفاً من الشركات الرئيسية، ومازال بعض المحال يعمل لكن أغلبها مغلق.
■كيف كان شعوركم عندما سجن حبيب العادلى وأحمد عز وزهير جرانة وأحمد المغربى معكم فى سجن مزرعة طرة؟
ـ شعرت أن الله جعلنا نستمر فى السجن حتى نراهم، وجاء بالشخص الذى ظلمنا فى الزنزانة المجاورة لكى نشفى صدورنا.
■هل تحدثت مع حبيب العادلى فى مزرعة طرة؟
ـ نعم.. وقلت له حسبى الله نعم الوكيل، أنا دعيت عليك فى صلاتى طول ما أنا مسجون، لأنك ظلمتنى أنت وأعوانك.
■وماذا كان رده؟
ـ لم يستطع أن يرد طبعاً.
■وهل تحدثت مع أحمد عز أو جرانة أو المغربى؟
ـ رأيتهم لكن لم أتحدث معهم، وبسبب كلامى مع حبيب العادلى أغلقوا على الزنزانة ومعى الشاطر.
■وهل صحيح أن إدارة السجن طلبت منكما ترك الزنزانة لكى يقيموا فيها؟
ـ نعم لكننا رفضنا، وقلنا لهم عايزينا نسيب زنزانتنا افتحوا لنا الباب لكى نرحل إلى بيوتنا، فكيف نوسع لهم وهم الذين ضيقوا علينا.
■كيف كان شعورك عندما اندلعت ثورة 25 يناير؟
ـ كنت فى منتهى السعادة، واعتبرت أنه أفرج عنى واستعدت حريتى عندما تحررت مصر من حسنى مبارك ومن الظالمين، ولم أشعر أننى مسجون بعد هذا التاريخ، ولم يفرق معى الخروج اليوم أو فى الغد.
■ما رأيك فى إنشاء حزب سياسى للإخوان؟
ـ هذه نية قديمة للجماعة، فهى تريد إنشاء حزب يتواصل مع الناس، لكن لم يكن يصلح التقدم بأوراقه والآن أرحب به وسوف أشارك فيه.
■ماذا عن اتهامات حصول الجماعة على أموال من الخارج؟
ـ الذين تعودوا على إلقاء الاتهامات على الإخوان طوال السنوات الماضية، لم يستطيعوا إثبات أى شىء منها، وهم لم يتعودوا على النجاح إلا بالتزوير.
■ما رأيك فى استمرار الحزب الوطنى فى الحياة السياسية؟
ـ يجب أن يظل موجوداً مع غيره ولست أنا الذى سيحكم عليه بالحل، بل الشعب المصرى، فالحزب أساساً ليس له رصيد عند الشعب، ولم يكن ينجح فى الانتخابات دون تزوير، وبالتالى لا أتوقع أن يكون له رصيد الآن خصوصاً أن الشعب كان يرفضه قبل الثورة.
■وهل تؤيد حل جهاز أمن الدولة أم تطهيره؟
ـ إذا كان يحقق مصلحة البلد فلماذا نحله؟! ولكننى أطالب بتعديله حتى يعمل ووزارة الداخلية لصالح البلد، فجهاز أمن الدولة كان يقهر الناس والإخوان ويتجسس على الناس وينتهك حرمة البيوت مثلما انتهك حرمة بيتى.
■هل تعرضت للتعذيب فى السجن؟
ـ لا لكنى تعرضت للظلم وهو أشد أنواع التعذيب، ومنذ تخرجى فى كلية التجارة عام 1981 وأنا أتعرض للسجن.