x

عضو هيئة علماء القدس الدكتور ماهر خضير فى حوار لـ«المصرى اليوم» : الجامعة العربية «منظمة الدول المتخاصمة»

الجمعة 04-08-2017 19:41 | كتب: سوزان عاطف |
ماهر خضير عضو هيئة علماء القدس ماهر خضير عضو هيئة علماء القدس تصوير : طارق وجيه

ثمّن عضو هيئة العلماء والدعاة بالقدس الشريف والقاضى بالمحكمة العليا الشرعية فى فلسطين، الدكتور ماهر خضير، الدور المصرى فى الأزمة الأخيرة التى تعرض لها القدس الشريف، خاصة تقدم مصر بطلب لمجلس الأمن بإدانة الممارسات الإسرائيلية وكذلك قرار الأزهر الشريف بعقد مؤتمر دولى لنصرة القدس.

وانتقد «خضير»، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، دور الجامعة العربية فى الأزمة قائلاً إنها لا تعرف إلا الشجب والإدانة وهى أمور لا تعترف بها إسرائيل التى لا تعرف إلا لغة القوة، واصفاً الجامعة بأنها منظمة الدول المتخاصمة.. وإلى نص الحوار:

ماهر خضير عضو هيئة علماء القدس

■ ما الوضع فى القدس الآن؟ وهل هذا كاف بالنسبة لكم؟

- معلوم أنه تحت ضغط أبناء الشعب الفلسطينى من المقدسيين وفلسطينيى 48 وكل من استطاع وتمكن من الوصول للمسجد الأقصى وصمودهم ورباطهم على أبواب المسجد طوال الوقت، انسحبت الشرطة الإسرائيلية وانصاعت الحكومة فأزالت البوابات الإلكترونية والكاميرات، وتم فتح جميع أبواب المسجد الأقصى ودخول المصلين من جميع الأعمار إليه، أى عاد الوضع كما كان قبل 14 يوليو. ولكن هذا لا يعنى أن القدس تحررت والمسجد الأقصى الأسير أصبح حرا، بل تمت إزالة الإجراءات التى اتخذها الاحتلال بعد حادثة الأقصى، والآن قام الاحتلال الإسرائيلى بوضع الحواجز على مداخل مدينة القدس كما كانت سابقاً، وتفتيش الفلسطينيين والاطلاع على بطاقات هوياتهم، واستفزازهم، كما قام بوضع بعض أسماء وصور تخص بعض حراس المسجد الأقصى لمنعهم من الدخول.

وطبعا هذا غير كاف كما ذكرت، فالاحتلال مازال فى القدس موجوداً، والأقصى مازال أسيرا، والمستوطنون مازالوا يقتحمون الأقصى كل يوم، وتهويد مدينة القدس يتم بانتظام، وكذلك استيلاؤهم على حائط البراق وباب المغاربة، وهذا يحتاج منا لنصرة المسجد الأقصى والقدس سياسياً وشعبياً ومادياً، لأننا نعتبر كل الإجراءات الإسرائيلية فى المدينة المقدسة سابقا وحديثا ومستقبلا باطلة كما أن وجود الاحتلال على أرض فلسطين أصلا باطل.

■ فى رأيك ما الأسباب وراء هذا التصعيد الإسرائيلى الآن؟

- الصهاينة لم يبتعدوا عن المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967 وحرقه عام 69، فهم دائماً فى محاولات للاستيلاء والسيطرة على المسجد الأقصى عن طريق حفريات تحت أساساته وحديثاً وجدنا نفقاً وحفريات إسرائيلية جديدة تحت مغارة قبة الصخرة، وبالتالى لم يتوقف الإسرائيليون عن محاولة السيطرة على المسجد الأقصى سواء عن طريق اقتحامات من قبل المستوطنين أو مبان وكنائس وحدائق تلمودية وحفريات حول المسجد الأقصى وأسفله ومنع الناس من دخوله والصلاة فيه إضافة إلى محاولات كثيرة لهدمه واقتحامه، وهذا بسبب زعمهم وجود هيكل سليمان تحت المسجد وهذا ادعاء وبهتان كبير وهم مستمرون فى هذه الممارسات منذ احتلال المدينة وحتى الآن، ولذلك هم اقتنصوا فرصة العملية الأخيرة التى وقعت داخل المسجد الأقصى المبارك من إطلاق نار وأسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليين وإصابة ثالث، وتذرعت إسرائيل بهذه العملية لإغلاق المسجد ليتحكموا فى الداخل والخارج من المسجد الأقصى وهذا أمر خطير، وهم يريدون أن يقولوا إن كل من يدخل الأقصى أو يخرج منه لابد أن يكون بإذنهم وهذا كلام لم ولن نقبل به كمسلمين وكفلسطينيين.

■ هل تتوقع تصعيداً جديداً من جانب الإسرائيليين فى الفترة المقبلة؟ وما أسباب تراجعهم؟

- نتوقع من الإسرائيليين كل شىء وأن يتراجعوا عن أى إجراء. ونتوقع فى أى وقت عودتهم للاستيلاء على بوابات الأقصى مرة أخرى. وهناك محاولات كثيرة لدخول الأقصى وقمع المصلين والمرابطين. وهناك محاولات كثيرة لمنع رفع الأذان، ودخول الجيش لحماية المستوطنين، وفى كل وقت ينفردون به داخل ساحات الأقصى يقومون بإجراء حفريات، كما تم فى الآونة الأخيرة باكتشاف حفريات تحت مغارة قبة الصخرة، ومن عدة أماكن، داخل قبة الصخرة.

أما سبب تراجعهم فإنه يعود إلى الضغوط الشعبية من جانب أهل القدس وأبناء الشعب الفلسطينى بكل أطيافه وإلى وقوف الرئاسة الفلسطينية بشدة إلى جانب الشعب، حيث تم وقف التنسيق الأمنى، ودعم أهل القدس بملايين الدولارات، والتفاف أبناء الشعب حول المرجعيات الدينية فى القدس، والالتزام بالفتاوى الصادرة عنهم. كما أننا نقدر مواقف بعض الدول العربية مثل مصر والأردن والسعودية وجامعة الدول العربية وغيرها من المرجعيات الدينية مثل الأزهر الشريف، حيث إن البيانات والتحذيرات التى وصلت الاحتلال الإسرائيلى كانت بمثابة رسائل قوية على أن الأقصى خط أحمر لا يجوز العبث به. وسيتم الدفاع عنه مهما كلف الأمر، والحكومة الإسرائيلية فهمت الدرس وبالتالى فإن علاقاتها بكثير من الدول كأوروبا وغيرها وحتى الدول العربية ستهتز. لذلك كان قرارهم حكيماً بالانسحاب من البوابات وإزالة كل مظاهر الاستيلاء عليها.

■ البعض ينتقد موقف الفلسطينيين من دخول الأقصى عبر البوابات الإلكترونية الموضوعة أساساً للتأمين، فما ردك على ذلك؟

- إسرائيل سلطة احتلال وليست صاحبة الأرض حتى تقوم بتأميننا، والقدس أساساً تابعة لإشراف وزارة الأوقاف الأردنية طبقاً لاتفاقيات عديدة، أما قبولنا بموضوع التأمين الذى لم نطلبه أصلاً فيعنى اعترافا من جانبنا بشرعية الاحتلال والكثير من علماء الدين بفلسطين أكدوا حرمة دخول المسجد الأقصى عبر البوابات الإلكترونية وأن من دخله منها برضاه واختياره كان آثما ولن يضر المسجد الأقصى بقاؤه دون صلاة، لكن الذى يضره ويضر القضية الفلسطينية كلها هو دخولنا المسجد أذلة كالقطيع عبر بوابات الاحتلال أو تحت مراقبة كاميراته، وهى لو تمت تصبح مفسدة سنعانى منها لفترة طويلة، وربما لن نستطيع تغييرها أبداً فقد أصبحت أمراً واقعاً فيما ينتفع بها الاحتلال دولياً لأنه فرض سيادته على الأقصى ورضى المسلمون بالصلاة تحت سيطرة سلطات الاحتلال وجبروته، وهذا يفتح الباب لتنازلات أخرى لن نستطيع وقفها.

■ وأين كانت الفصائل الفلسطينية التى تدعى المقاومة فى هذه الأزمة؟

ماهر خضير عضو هيئة علماء القدس

- الحقيقة أن الفصائل الفلسطينية فى هذا الموقف التحمت مع أبناء الشعب الفلسطينى، وأصبحت كلها بلون واحد وصوت واحد وشعار واحد هو (اغضب من أجل الأقصى) وأصبح الكل يرابط على أبواب الأقصى ليل نهار حتى إزالة البوابات الإلكترونية، ولكن كنا نتمنى ممن يرفعون شعار المقاومة أن تظهر المقاومة فى هذا الموقف وألا يكتفون بالشجب والاستنكار والتهديد والوعيد دون أفعال. فقد كانت هناك سابقاً أصوات تظهر على الفضائيات تتوعد اليهود وفى الوقت نفسه تمنع زيارة المسلمين للأقصى بحجة التطبيع. ولم نسمع لهم صوتاً فى أزمة الأقصى الأخيرة.

■ ما رأيك فى موقف جامعة الدول العربية فى هذه الأزمة؟

- جامعة الدول العربية لا تعرف إلا الشجب والاستنكار والمطالبة وعقد الاجتماعات وفضها دون أن نرى لها أى أفعال، وإسرائيل لن تستجيب لأى أقوال بل نريد فعلا قويا على الأرض، ونأمل من جامعة الدول العربية أن تكون على قدر المسؤولية، وأن تدافع عن الأقصى فى كل المحافل الدولية وأن تساند أهل القدس. وأن تحث الدول العربية للوقوف بجانب أهل القدس وفلسطين وأن تنحى الدول العربية خلافاتها جانبا وأن تترك شعوبها ليعبروا عن غضبهم تجاه الأقصى، بمعنى آخر أن تصبح الجامعة أكثر تأثيراً فى حياة الشعوب العربية بدلا من كونها جامعة للدول المتخاصمة.

■ وكيف تُقيّم الموقف المصرى؟

- مصر دائماً وأبداً ما كانت تحمل هم القضية الفلسطينية وبالطبع القدس الشريف فى القلب من هذا الاهتمام، ومصر أصدرت بيانا قويا عن طريق خارجيتها ثم طالبت مناقشة الاعتداءات الإسرائيلية فى مجلس الأمن لكن بعض القوى الدولية التى تحمى إسرائيل رفضت مناقشة الموضوع، ولا ننسى أبداً أن صيانة وفرش المسجد الأقصى كانا يأتيان من مصر، وفى عام 2007 طلبت السلطة الفلسطينية من مصر فرشاً للمسجد الأقصى وبالفعل تبرع به أحد رجال الأعمال المصريين لكن إسرائيل رفضت دخوله فما كان من السفير أشرف عقل، سفير مصر فى فلسطين، إلى أن أدخله خفية إلى المسجد الأقصى بعيداً عن عيون الإسرائيليين وتم فرش مسجد قبة الصخرة والمسجد المروانى والمسجد القبلى ومازال الأقصى مفروشا بالسجاد المصرى حتى الآن. كذلك نثمن كثيرا الموقف القوى من قبل الأزهر الشريف وبيانه شديد اللهجة وإعلانه تنظيم مؤتمر للتضامن مع القدس فى سبتمبر المقبل وهذا ليس جديداً على الأزهر الذى يدعم القدس دائماً سواء مادياً أو معنوياً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية