روى العميد أسامة السيسى، مأمور قسم شرطة دار السلام، قصة هروب 27 سجيناً من داخل القسم قائلاً: لم يكن هروب المساجين تقصيراً من ضباط وجنود قسم شرطة دار السلام بقدر ما كان الموضوع إنسانياً بحتاً من جانب رئيس المباحث. أضاف: المساجين ادعوا انتحار أحدهم داخل الزنزانة وصرخوا بأعلى صوت، فتوجه رئيس المباحث إليهم بسرعة فوجدهم يلفون أحد المساجين داخل بطانية وأظهروا وجهه فقط، واصل كلامه: نظر الضابط إلى وجه المسجون الذى ادعوا انتحاره فوجد به آثار دماء وكذلك دماء تخرج من فمه، تأكد الضابط أنه توفى أو أوشك على الموت، سارع بفتح الزنزانة بهدف استطلاع الأمر وسرعة إسعاف السجين.
أضاف: بمجرد أن فتح الضابط الباب تعدى عليه المساجين وطرحوه أرضاً وفروا هاربين، وكان السجين الذى ادعوا انتحاره على رأس الهاربين من قسم الشرطة، واصل كلامه: لم يحاول أى من الضباط أو الجنود إطلاق عيار نارى واحد عليهم بدليل عدم إصابة أى منهم.
أضاف السيسى: إن 12 هارباً سلموا أنفسهم فى اليوم نفسه وإن أهاليهم حضروا بهم إلى القسم فور وصولهم لمنازلهم وجار ضبط وإحضار باقى الهاربين، وجميع المتهمين محبوسون احتياطياً وهو ما جعلهم يعودون للقسم بمحض إرادتهم، وإن هناك 3 مساجين آخرين هاربين من سجون مختلفة، وصادرة ضدهم أحكام بالسجن المؤبد حضروا للقسم وسلموا أنفسهم، وجار ترحيلهم لمختلف السجون.
وأنهى حديثه لـ «المصرى اليوم» قائلاً: «الأيام المقبلة ستشهد علاقة حميمية بين المواطن والشرطة وأتعهد بأن قسم دار السلام سيختلف عن العهد السابق ولن نستثنى أحداً من العقاب فى حالة وجود شكوى من مواطن ضد ضابط شرطة أو حتى عسكرى».
كانت «المصرى اليوم» قد انتقلت لقسم شرطة دار السلام بعد واقعة هروب المساجين، ولم نجد أمام القسم سوى ضابط برتبة ملازم أول بجواره عسكرى، لم يسألنا أى منهما أين أنتم ذاهبون كالعادة، حالة من الهدوء التام تسود القسم من الداخل توجهنا للطابق الثانى لمقابلة رئيس المباحث إلا أننا لم نجد سوى غرف منزوعة الأبواب خالية من أى قيادة أمنية أو حتى عسكرى كما تخلو من قطع الأثاث، ثم عدنا للطابق الأرضى وأخبرنا أحد المجندين بأن المأمور موجود داخل مكتبه، المكتب مفتوح على مصراعيه، لا يوجد أمامه من يمنع المواطنين من الدخول كالعادة لتسجيل شكاواهم أو الإبلاغ عن واقعة ما، وجدنا إلى جواره 3 أشخاص يجلسون على الكراسى، يستمع لهم ويقوم بتوجيههم، تبين فى النهاية أن أحدهم هارب من تنفيذ حكم قضائى وأن المأمور يؤكد له ألا يخاف وأنه سيتم ترحيله لسجن وادى النطرون دون مشاكل.