في الثامن والعشرين من من يونيو ١٩١٤، تم اغتيال وريث العرش النمساوي «فرانز فيرديناند» على يد الشاب الصربي «جافريلوبرينسب»، مما أجج كراهية النمسا على الصرب فكان أن اشعل فتيل الحرب العالمية الأولي، غير أن حادث الاغتيال وحده لم يكن كافياً لإشعال فتيل حرب كونية استمرت أربع سنوات ما لم تكن هناك خلفية من الاحتقان والتحفز فيما بين دول أوروبا، ولم يكن حادث الاغتيال سوي القشة التي قصمت ظهر البعير ومن تفاصيل هذه الخلفية من الاحتقان، وجود تنامي في المشاعرالوطنية في أرجاء أوروبا بتعدد عنصرياتها.
في وقت كانت فرنسا تمر فيه بمرحلة غليان شعبي، فكان هناك من ينادي بإقصاء النبلاء في مقابل فريق آخر من أنصار الحكم التقليدي وكان هناك تحالف بريطاني فرنسي طبقاً للوفاق الودي المبرم بينهما في ١٩٠٤، وقد شكلا وفق مستجدات ومتغيرات تلك الفترة جبهة معادية لألمانيا خاصة في ظل تطلعات ألمانيا لإقامة إمبراطورية في أوروبا فضلاً عن رفض ألمانيا لإصرارفرنسا على وضع المغرب تحت سيطرتها وتم عقد مؤتمر انتهي بخروج ألمانيا صفر اليدين فكان أن قررت مواجهة التحالف الفرنسي البريطاني.
وكانت النمسا بعد حادث ولي العهد قد طلبت من ألمانيا التأييد فوافقت انتقاماً من الروس واشتعل فتيل الحرب وتطورت الأمور وتعقدت إلى أن أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في أول أغسطس، ثم اتبعت ذلك بإعلانها الحرب على فرنسا «زي النهارده»في أ٣غسطس ١٩١٤.