استضافت «المصرى اليوم» البطلة المصرية فريدة عثمان، لتكريمها على الإنجاز الذى حققته بالحصول على الميدالية البرونزية، فى بطولة العالم التى أقيمت بالمجر، وهى الميدالية الأولى فى تاريخ السباحة المصرية ببطولات العالم، وشارك فى الندوة الدكتورة راندا السلاوى والدة البطلة، وياسر إدريس، رئس الاتحاد المصرى للسباحة..
وفى البداية رحب الأستاذ محمد السيد صالح، رئيس التحرير، بالضيوف، وقال: حصول فريدة على الميدالية فخر لنا جميعا، خاصة أنها فجرت طاقة أمل للرياضة المصرية، بعد الأزمات التى تشهدها الرياضة، بالرغم من الملايين التى تصرف عليها، كما أنها رسالة إيجابية للأجيال، كما طلب ضرورة الاهتمام بالاتحادات الرياضية المختلفة، وتمنى أن يرى فريدة عثمان على منصة التتويج بالميدالبية الذهبية فى أوليمبياد طوكيو القادمة.. وتحدثت الفراشة المصرية عن الصعوبات التى واجهتها، ودور مدربتها الأمريكية التى استجابت لطلبها بالتواجد معها فى المجر، كما تحدثت عن طموحاتها المقبلة وأزمة «الراعى» التى تواجهها بعد انتهاء دراستها فى أمريكا، وعن الطقوس التى تحرص عليها قبل مشاركتها فى بطولات العالم.
■ فى البداية.. ما شعورك بعد الإنجاز الذى حققته بعد حصولك على الميدالية البرونزية ببطولة العالم بالمجر؟
- بالتأكيد أنا مبسوطة جدا بالميدالية التى حصلت عليها وبالإشادة التى تلقيتها من الجميع سواء داخل مصر أو خارجها، خاصة أننى دخلت البطولة وكان هدفى عمل شىء لبلدى مصر كما أننى انخرطت فى البكاء بعد التتويج بالميدالية.
وعقّب ياسر إدريس رئيس اتحاد السباحة: ما حققته فريدة إنجاز «فريد» من نوعه لأنها أول لاعبة مصرية تحصل على ميدالية فى بطولات العالم منذ إنشاء الاتحاد عام 1910، كما أنها نجحت فى تكليل مجهودها بإنجاز أشاد به الجميع.
■ حدثينا عن المواقف التى تعرضت لها قبل البطولة؟
- قبل البطولة كنت قلقانة جدا، ومتخوفة من المنافسة لكن فى الوقت نفسه كان هدفى عمل شىء جديد لبلدى، كما أبعدت نفسى عن الضغوط التى قد تؤثر سلبا على أدائى خلال السباق، وبالفعل كنت متفائلة جدا بالحصول على ميدالية.
ورد ياسر إدريس: قبل البطولة قابلت والد ووالدة فريدة فى الشارع ولاحظت أنهما يعيشان حالة من القلق وقلت لهما «فريدة هتاخد ميدالية» لأنه كان عندنى يقين بأنها ستدخل السباق وهى جاهزة لحصد ميدالية ورفع العلم المصرى، كما حرصنا على تلبية مطالب فريدة بالسفر مبكرا قبل البطولة من أجل حل مشكلة الساعة البيولوجية، وطلبت تواجد مدربتها الأمريكية معها خلال البطولة وبالفعل وافقت المدربة على الحضور ورفضت الحصول على أى مقابل باستثناء تحمل الاتحاد تذكرة الطيران والإقامة فقط.
■ عقب الإنجاز الذى تحقق انتشرت مقولة إن فريدة صناعة أمريكية ما ردك؟
- فريدة: صناعة أمريكية إزاى الناس فاهمة غلط أنا بدرس فى أمريكا والجامعة تتحمل تكاليف تدريبى ودراستى من خلال منحة، لكنى ألعب فى البطولات باسم مصر.
ورد ياسر إدريس: مش عارف ليه بيحاولوا تقليل الإنجاز الذى حققته فريدة، وللعلم فريدة راحت أمريكا وهى بطلة وحاصلة على ميدالية ذهبية فى إحدى بطولات الناشئين وهناك لهم شروط للصرف على السباح منها أن يتمتع بقدرات تساعده على تحقيق إنجازات كما أنها منذ صغرها وهى تتمتع بمشروع بطل، ويا ريت الناس تبطل تردد أن فريدة صناعة أمريكية.
وعقبت والدة فريدة على السؤال وقالت: شوف لا نستطيع أن ننكر دور أمريكا مع فريدة من خلال المنحة الدراسية وتحمل تكاليف تدريبها وإعدادها بالشكل الذى ساعدها على الوصول للمستوى العالى الذى ساعدها على حصد ميدالية فى بطولة العالم، لكن فى الوقت نفسه لازم الكل يعرف أن فريدة فرضت نفسها هناك.
وردت فريدة: أنا واخدة قرار إنى أمثل مصر وعمرى ما هفكر ألعب باسم دولة تانية مهما كانت الإغراءات.
■ كيف تحملت فريدة الصعاب التى واجهتها فى بداية مشوارها فى أمريكا؟
- فريدة: بالطبع أى موضوع فى بدايته بيكون صعب خاصة إذا كنت فى بلد غريب وبعيد عن أهلك وفى السنة الأولى كان لازم أتحمل حتى أحقق الأهداف اللى باسعى إليها، لكن الشىء الجيد هو أن هناك بيساعدوك على كيفية عمل توازن بين الدراسة والرياضة وفق نظام دقيق، كما أن الميزة هناك وجود أكثر من متخصص سواء مدربا أو دكتور تغذية وآخر نفسيا حتى يخرج الرياضى أفضل ما عنده وهى الأمور التى ساعدتنى على الوصول إلى أعلى مستوى.
وردت والدة فريدة: المشكل فى مصر أنه فى فصل بين الدراسة والرياضة بعكس ما يحدث فى أمريكا بيطلبوا منك شهادة عن البطولات اللى هتشارك فيها قبل بداية الدراسة لعمل نظام يناسب الدراسة والرياضة بدون أن يتعارض الأمران.
■ فى حالة مقابلتك رئيس الجمهورية هتطلبى منه إيه؟
- فريدة: هاطلب منه إنشاء جامعات تهتم بالرياضة زى اللى موجودة فى أمريكا، علشان نخرج أبطال يرفعون علم مصر فى المحافل والبطولات العالمية، لأنه للأسف ما يحدث فى مصر حاليا إما تختار أنك تتعلم أو تمارس الرياضة.
ياسر إدريس: المشكلة فى مصر أن الجامعة فى مكان، والتدريب فى مكان آخر، وبحتاج من 6 إلى 8 ساعات فى الشارع علشان تقدر توصل لمكان الدراسة وبعدها تروح التدريب وهى أمور تؤثر على إعداد الأبطال، والأهم هو تفعيل دور الدولة خصوصا فى دعم سفريات الأبطال للمشاركة فى البطولات، وللعلم نادى الجزيرة كان له دور مع فريدة لا نستطيع إنكاره من خلال إبراهيم زاهر اللى جاب مدرب أوكرانى لفريدة وكان يحصل على 2500 دولار بخلاف الإقامة والضرائب، وتعرض الرجل لهجوم كبير بسبب موقفه مع فريدة، وبعد فترة تعثر النادى فى سداد مستحقات المدرب وغادر، ورغم ذلك استفادت فريدة من المدرب لكنها طورت نفسها واكتسبت خبرة أكبر بعد ذهابها إلى أمريكا، وفريدة فتحت الباب أمام السباحين المصريين للالتحاق بالجامعات الأمريكية وأصبح لدينا الآن حوالى 20 سباحا فى الجامعات الأمريكية وننتظر منهم إنجازات على غرار ما حققته فريدة، وأتمنى أن تستجيب الدولة لمبادرة عمل جامعة دولية فى العاصمة الإدارية تهتم بالرياضيين.
■ هل فريدة استفادت من مشروع التميز؟
- ياسر إدريس: فريدة لم تستفد من المشروع، والحقيقة التى حدثت أن المسؤولين فى المشروع كلموا فريدة بعد حصولها على ميدالية للناشئين، وطلبوا عمل عقد معها بتاريخ سابق على البطولة ووافقت، ورغم ذلك لم تحصل فريدة على أى مليم من مشروع التميز.
■ إذًا لماذا أنشئ المشروع طالما لم يساعد الأبطال؟
- عند إنشاء المشروع كان الهدف هو استثمار أموال المشروع فى أمور تجارية، ومن الأرباح التى يحصل عليها يتم الصرف على الرياضيين.
■ بعد انتهاء فريدة من دراستها فى الجامعة الأمريكية من سيكون مسؤولا عن تحمل تكاليف إقامتها وتدريبها فى أمريكا؟
- ياسر إدريس: حاليا كل تركيزنا على البحث عن راع لفريدة يتحمل تكاليف إقامتها وتدريبها وإعدادها لبطولة العالم القادمة وأوليمبياد طوكيو، بعد انتهاء دراستها ودور الجامعة الأمريكية ونأمل فى الوصول لراع سريعا حتى تتمكن فريدة من الاستعداد للفترة المقبلة، وبدأنا نتفاوض مع ناس كما نأمل أن تقوم الدولة بدورها وتساعد فريدة لأنها مستقبل السباحة المصرية.
■ نود أن نعرف الجانب الآخر فى حياة البطلة المصرية فريدة؟
- والدة فريدة: من زمان وأنا مؤمنة بقدرات بنتى ولما شفتها وهى بتمارس السباحة وعمرها صغير شعرت أنها قادرة على تحقيق الإنجازات، ودا السبب اللى جعل أسرتها ترعاها وتتحمل كل الصعاب من أجلها خاصة أن فى مصر ما حدش بيفكر فى حد إلا لما يحقق إنجاز، وأصعب شىء واجهنا هو بعد بنتى عنى خاصة أن والدى رحمه الله كان بيقولى «مافيش أجمل من أن ولادك يتربوا فى حضنك»، ورغم ذلك لم أنفذ نصيحته ووافقت على سفر فريدة إلى أمريكا.
■ ما دور المدربة الأمريكية مع فريدة؟
- فريدة: للمدربة دور كبير معى، فمن خلال 4 سنوات مع بعض قدرت تعرف تجهزنى جيدا للبطولات كما أنها بتساعدنى كثيرا وتركز على الجانب النفسى قبل البطولات بجانب تفاصيل أخرى فنية ساعدتنى على تحقيق الإنجاز بالحصول على أول ميدالية للسباحة المصرية فى بطولات العالم.
■ ما طموحات فريدة عثمان القادمة؟
- فريدة: بركز حاليا على سباقى 100 متر فراشة و50 حرة، وأتمنى أن يدرج سباق 50 متر فراشة فى الأوليمبياد القادم، وعموما هدفى القادم الحصول على ذهبية.
ويتدخل ياسر إدريس: أتوقع حصول فريدة على ذهبية فى الأوليمبياد القادم، بشرط أن نجد لها راعى حاليا علشان تقدر تتمرن وهى مرتاحة، كما أننى أثق فى قدرات فريدة خاصة أنها تستطيع أن تصقل موهبتها وتطور مستواها فى كل بطولة تشارك فيها.
■ إنجازات الألعاب الفردية تحديدا تحظى باهتمام إعلامى مؤقت بعكس كرة القدم.. ما درك؟
- فريدة: للأسف الإعلام ما بيعرفش الأبطال غير بعد ما يحققوا الإنجازات ويومين وبنتنسى.
ويتدخل ياسر إدريس: فريدة عملت كتير، وسبق لها الحصول على ميدالية ذهبية فى إحدى بطولات العالم، وما حققته مؤخرا إنجاز بكل المقاييس ويكفى أنها السباحة الأولى على مستوى النساء والرجال، منذ 1910، كما أنها وضعت مصر فى الترتيب العام ببطولات السباحة، وهى أول بنت عربية ومصرية تحقق ميدالية عالمية.
■ وما الفرق بين عصر رانيا علوانى وفريدة عثمان؟
- ما حققته رانيا خلال فترة ممارستها السباحة جيد فى حدود الإمكانات المتاحة، ورانيا ظلت فى الأضواء بعد اعتزالها لأنها دخلت فى المجال الإدارى من خلال تواجدها فى مجلس إدارة النادى الأهلى وبعد دخولها البرلمان، لكن فريدة عثمان حطمت القيود ونجحت فى الحصول على أول ميدالية مصرية فى بطولات السباحة العالمية.
■ ما النصائح التى توجهها لفريدة؟
- ياسر إدريس: أنصح فريدة بالتركيز خلال الفترة المقبلة لمواصلة مشوار التألق والحصول على ميدالية ذهبية فى طوكيو، كما أنصحها بعد الاعتزال بنقل خبرتها الرياضية داخل مصر من خلال أكاديمية تحمل اسمها.
■ ما طموحات فريدة عثمان؟
- فريدة: أركز حاليا فى التحضير لبطولة العالم والأوليمبياد، من خلال وضع خطة مناسبة مع مدربتى لتحقيق الهدف الأكبر وهو الحصول على ميدالية ذهبية.
■ وما طلباتك من اتحاد السباحة؟
- فريدة: أتمنى الدعم والتشجيع حتى أضع السباحة المصرية على منصات التتويج، كما أتمنى من الاتحاد الاهتمام بالناشئين والأبطال خاصة بعدما أصبح منتخب مصر يضم 12 سباحا يمتلكون قدرات تساعدهم على حصد الميداليات.
■ نريد معرفة الطقوس التى تحرص فريدة عليها قبل المشاركة فى البطولات؟
- والدة فريدة: فريدة قبل البطولات بتحب تركز وترفض الحديث مع أى شخص، ومدربيها عارفين طبعها وبيساعدوها، كما أن والدها وأخاها يكونان فريق عمل لدراسة المنافسين من خلال جمع معلومات عن مشاركاتهم فى البطولات وإطلاع فريدة عليها.
وتتدخل فريدة فى الحديث: أنا طبعى كده بحب أكون مركزة جدا.
■ فريدة كان معروفا عنها الابتسامة المستمرة بعد انتهاء البطولات لكن البطولة الأخيرة لاحظنا تغيرا فى طبعها بعدما انخرطت فى البكاء.. ما السبب فى ذلك؟
- فريدة: سر بكائى أننى تذكرت التعب الذى عانيت منه قبل البطولة وسعادتى زادت لأننى قدرت أرفع علم مصر لأول مرة فى بطولات العالم للسباحة.