أعلنت منطقة «سانت كاترين» محمية طبيعية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 613 لسنة 1988، وقد تم تعديل نص المادة الأولى من هذا القرار والخاص بحدود المحمية لتصبح مساحة المحمية حوالى 3250 كيلومتراً مربعاً وذلك بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 940 لسنة 1996 لتضم داخلها أعلى منطقة جبلية فى جنوب سيناء بل فى مصر كلها، حيث توجد قمة جبل موسى والتى تصل إلى حوالى ٢٢٥٨ متراً فوق سطح البحر.
محمد حميد، باحث شؤون بيئية وعلوم إنسانية، القائم بأعمال مدير محمية سانت كاترين، يقول إن حوالى 15% من مساحة المحمية أدرجت ضمن مناطق التراث الثقافى العالمى وبذلك تكون سادس منطقة معلنة فى جمهورية مصر العربية.
ويضيف «حميد»، لـ«المصرى اليوم»، أن المحمية يقطن فيها حوالى 7 آلاف بدوى ينتمون إلى 7 قبائل بدوية استوطنت تلك المناطق منذ مئات السنين، كونوا خلالها علاقة متوازنة مع النظام البيئى الموجود ومتطلباتهم الحياتية، نتج عنها تراث ثقافى إنسانى تميز بها هؤلاء السكان المحليون من عادات وحرف وتقاليد وقوانين عرفية. وهناك بدو الجبالية الذين لعبوا دورا أساسيا فى حياة الدير منذ نشأته.
ويوضح حميد، وهو من البدو القلائل الذين تمكنوا من الحصول على مناصب حكومية: «ينحدر الجبالية من المقدونيين الذين جلبوا من أوروبا إلى سانت كاترين للمساعدة فى بناء وحماية الدير فى القرن السادس الميلادى، وعبر السنين توثقت الروابط بين الجبالية والرهبان مما عاد بالنفع على كل من الطرفين».
ويتابع: «تقع محمية سانت كاترين فى حزام المنطقة الجافة فى شمال أفريقيا، وبالرغم من ارتفاع أغلب مساحة المحمية عن سطح البحر، الذى عدل كثيراً من درجات الحرارة عن مثيلاتها فى نفس المناطق المناخية، إلا أن درجة الحرارة فى الصيف لاتزال مرتفعة نسبياً، حيث تصل فى أعلى معدلاتها إلى 36 درجة مئوية، وذلك خلال شهر أغسطس من كل عام، أما فى الشتاء فتكون منخفضة مقارنة بمعدلات درجات الحرارة فى ذلك الوقت فى مصر، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى -7.8 درجة مئوية خلال شهر فبراير سنويا».
ويقول حميد: «أما معدل سقوط الأمطار فهو أقل من 50 ملى متر سنويا وفى بعض أوقات العام فى فصل الشتاء يتساقط الثلج، وتغطى بعض مناطق المحمية بطبقة بيضاء من الجليد، كما أن الرطوبة النسبية منخفضة وهى فى الغالب تتراوح من 10 إلى 20% ونادراً ما تتعدى 50% لذا فإن معدل البخر عال جداً ويتجاوز حد 20 مم فى اليوم، خاصة فى شهر أغسطس من كل عام»، على حد قوله.
ويشير إلى أن محطتى الأرصاد اللتين تم تثبيت إحداهما فى مدينة سانت كاترين والأخرى بجبل سانت كاترين (أعلى قمة فى مصر) ساعدتا كثيرا فى الحصول على تلك القياسات المناخية.
ويضيف أن هذا التدرج فى الارتفاعات أدى بدوره إلى تنوع مميز فى الحياة البرية، بالإضافة إلى أن المنطقة بها العديد من الآثار التى ترجع عصورها إلى فترات تاريخية مختلفة تشير إلى التاريخ البشرى فى سيناء، أشهرها على الإطلاق دير سانت كاترين الذى يزوره مئات السياح يومياً من مختلف أنحاء العالم.
ويؤكد حميد أن جهاز شؤون البيئة يولى اهتماما خاصا بمنطقة جبل موسى، التى تعد أهم مناطق الزيارة بالمحمية، موضحاً أن جهاز شؤون البيئة ممثلاً فى محمية سانت كاترين فى هذه الأيام بصدد تنفيذ عملية إحلال وتجديد لمنطقة جبل موسى وإعادتها للوضع الأصلى قبل تأثرها الشديد بسيول أكتوبر الماضى، وذلك بعد الحصول على موافقة المجلس الأعلى للآثار، حيث إن المنطقة معلنة كأثر.
ويوضح أنه خلال شهر أكتوبر الماضى تعرضت منطقة جبل موسى لسيول ما أدى إلى إتلاف أجزاء من مدق الصعود إلى قمته، وكذلك طريق السلالم، بالإضافة إلى تأثر أجزاء من سور الحماية المنشئ على مسار مدق الصعود، وكذلك أثّر سلبيا على الحمامات ذاتية التحليل المنشأة بالفعل على مسار الصعود والهبوط من وإلى قمة الجبل.
ويقول إن جبل موسى يعد من أحد أهم مصادر الدخل القومى وكذلك مصدر الدخل الأساسى لأهالى المنطقة من المجتمع المحلى، حيث يوفر أكثر من 500 فرصة عمل تقريباً لأهالى كاترين، سواء من البدو أو من الجمالين أو الذين يعملون كأدلاء للسياحة عند رحلة الصعود ونقلهم بالجمال.
ويضيف حميد: لذا فقد رأى جهاز شؤون البيئة البدء فى عملية إحلال وتجديد للمنطقة عن طريق: تمهيد المدق بنفس الخامات الموجودة بالطبيعة وإعادته لما كان عليه، وبناء أجزاء السور.