صدرت مؤخرا عن المركز القومي للترجمة، الطبعة العربية من كتاب «الجغرافيا والثورة»، بجزئيه، من تحرير ديفيد ليفنجستون وتشارلز ويزرز، ومن ترجمة عاطف معتمد، بدر مصطفي، وعزت زيان.
يتناول الكتاب العلاقة بين الجغرافيا والثورة في سياق التطور التاريخي للشعوب، مع إعطاء أمثلة أوربية وأمريكية وإفريقية.
وبحسب المؤلف، فإن ما كنا نطلق عليه سابقًا مصطلح (ثورات) كان مجرد تغيير فى الاشخاص أو تبديل فى الظروف المحلية،فهى تظهر وتختفى مثل الأشياء طبعا،ولا يوجد فى ظهورها أو اختفائها شيء يمكن أن يؤثر عليها أبعد من المكان الذي أنتجها .ولكن ما نراه الآن في العالم عبارة عن تجديد للوضع الطبيعي للأشياء،ونظام للمبادئ الأساسية مثل الحقيقة ووجود الإنسان ،حيث يجمع ما بين السعادة الأخلاقية والسياسية والازدهار الطبيعي.
إن الثورة التي يقصدها الكتاب متباينة المفهوم بعضها يعتني بثورة المعرفة وانتشار المعلومات عبر الأصقاع الجغرافية المختلفة، وبعضها الآخر يهتم بموقف التباين الجغرافي من الثورة والحراك الشعبي من أجل التغيير وهناك مناطق جغرافية تبدو قابلة للالتحام في الثورة والتغيير فتصنع جغرافيا (ثائرة) ومناطق أخري تبدو ملكية محافظة علي النظم القديمة وتخشي التغيير وتبدو (مستعصية علي الثورة). وبما أن الجغرافيا وسيط حتمي في انتقال التقنيات المعرفية، والأسلحة والأمراض والأفكار والتقاليد الثورية، فإن فهم التباين والتميز الجغرافي مهمة لا غني عنها للتنبؤ بما سيحدث في مستقبل الشعوب والبلدان أخذا في الاعتبار دور الأيديولوجيات والمذاهب الفلسفية في تشحيم حركة السير وعجلة الدوران.