جدد الزعيم الليبى معمر القذافى، الاربعاء ، اتهامه لتنظيم القاعدة بالوقوف وراء أعمال العنف، التى تشهدها البلاد، مؤكدا أن خلايا نائمة للتنظيم تسللت من الخارج واستولت على أسلحة وهاجمت القوات النظامية، وشدد على أنه لا توجد مشكلات داخلية فى ليبيا، وألقى باللوم على التدخلات الأجنبية ووسائل الإعلام الخارجية.
وقال «القذافى» فى لقائه مع أنصاره فى طرابلس: «إنه لا منصب له لكى يستقيل منه»، بحسب ما يطالب به المعارضون، منذ أن سلم السلطة للشعب وإقامة الجماهيرية عام 1977، وأكد أن الاحتجاجات التى تشهدها ليبيا إهانة للشعب الليبى وكرامته وتاريخه، وأكد أن العالم لا يفهم النظام الليبى الذى يضع السلطة فى يد الشعب، وأنه يضع أصابعه فى أعين من يشكك فى سلطة الشعب.
وقال القذافى، فى خطابه الذى بثه التليفزيون الرسمى مباشرة «سنقاتل حتى آخر رجل وأخر امرأة، دفاعا عن ليبيا من أقصاها إلى أقصاها، مطالبا الأمم المتحدة بإرسال لجنة لتقصى الحقائق فى ليبيا»، وأضاف أن الأمم المتحدة ستندم على قرارها بفرض عقوبات على بلاده عندما تأتى إليها.
وخلال حديثه، الذى قاطعه الحضور عدة مرات، وشهدت تكرار التصفيق والتهليل وترديد الشعارات المؤيدة للزعيم الليبى وتنديدا بالثوار، ووصفهم بالخونة، قال القذافى إن تلك الهتافات غير منظمة من النظام ولكنها تلقائية من الشعب الذى يحبه.
على صعيد متصل، قال «القذافى»، فى تصريحات لقناة «إيه.بى.سى» الأمريكية، حول إعلان رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أنه اتخذ إجراءات بتجميد الأرصدة الليبية فى بريطانيا والأرصدة التى قد تكون للقذافى هناك: «إذا كانت الأرصدة الليبية، فهذا يخص الدولة الليبية، وهى تتعامل معها، أما أنا أو عائلتى، فأتحداهم أن يأتوا حتى بمليون دينار، نعم أتحداهم أن يأتوا بمليون دينار، فليعطونى نصفه ويأخذوا النصف الآخر».
وأضاف «أتحدى (كاميرون) هذا، دعه يأتى بالأدلة، وأتحدى أى شخص أن يأتى بأى دينار لى فى أى دولة، هذا عيب عليه، رئيس وزراء دولة مثل بريطانيا يقول مثل هذا الكلام، أنا أتحداه مادام قال هكذا، أتحداه أن يأتى بأى حساب لى، أنا عندى خيمة فقط، أما الفلوس فأنا لست مثلكم، أنا لا أحبها بتاتا، أنا لست مثلهم، أنا ليست عندى حاجة للفلوس، أتحداهم وأضع أصابعى فى عيونهم، إذا عندى أى حسابات فى أى مكان فى الداخل أو الخارج».
بدوره، توقع سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبى، أن يقضى النظام على الثورة فى غضون يومين، واعترف، فى حوار مع صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية بأن النظام الليبى ارتبك فى شرق البلاد، وقال: «صحيح أن هناك اضطرابات فى شرق البلاد، لقد لقى مئات قليلة من الأشخاص حتفهم وخلال يومين سيعود كل شىء كما كان» وأكد أن الحكومة حريصة على وضع خطة شاملة من الإصلاحات بأسرع وقت ممكن.
وانتقد «سيف الإسلام» فى مقابلة مع محطة «سكاى نيوز» الأمريكية تصريحات المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس حول ضرورة تنحى العقيد الليبى، قائلاً: «إن رايس لا تدرك شيئاً عن طبيعة ليبيا وتركيبة مجتمعها، ومن الأفضل لها الاهتمام بشؤونها الخاصة»، وأكد «سيف الإسلام»، مجدداً أنه ووالده لن يتركا ليبيا، وأنهما «سيموتان فيها». وقال إن «استخدام القوة ضد ليبيا غير مقبول ولا مبرر له لكن إذا أراد الغرب ذلك فليبيا مستعدة ولا تخشى شيئاً».