x

عمار الشريعى: لم أندم على «اخترناه».. و«الشريف» أقنعنى بالتلحين لمبارك بمنطق «فرح العمدة»

الأربعاء 02-03-2011 18:40 | كتب: محسن محمود |
تصوير : محمد معروف

تغيرات وتحولات كثيرة طرأت على الموسيقار الكبير عمار الشريعى بعد نجاح ثورة 25 يناير، فقد عاهد نفسه على ألا يخاف مرة أخرى، ولن يقف مكتوف الأيدى أمام أى فساد.

الشريعى تحدث لـ«المصرى اليوم» عن سبب تعاونه مع النظام السابق من خلال تلحينه أغنيات للرئيس مبارك، وعن موقفه من ثورة يناير وتفاصيل أحلى 90 دقيقة قضاها فى ميدان التحرير.

عمار الذى خرج من المستشفى مؤخرا بعد أن أصيب بجلطة فى القلب، أكد أنه تلقى تهديدات على هاتفه المحمول بعد أن أبدى رأيه فى الحزب الوطنى وصفوت الشريف.

نريد أن نطمئن على حالتك الصحية؟

- خرجت من المستشفى الأسبوع الماضى، وطلب منى الطبيب المعالج عدم بذل أى مجهود لمدة أربعة أسابيع حتى أعود لحالتى الطبيعية بعد أن أصبت بجلطة فى القلب نقلت على أثرها إلى المستشفى ودخلت غرفة العناية المركزة.

لماذا قررت الذهاب لميدان التحرير؟

- تلقيت اتصالات كثيرة من شباب ميدان التحرير طلبوا منى الذهاب إليهم لدعمهم ورفع روحهم المعنوية، وبالرغم من أن الطبيب المعالج نصحنى بعدم الذهاب، وحذرنى من حدوث جلطة، لكنى أصررت، وقضيت أحلى 90 دقيقة فى حياتى، وكنت منفعلاً جداً، ولم أتصور هذا الكم من المشاعر والحب والدفء الذى وجدته بمجرد وصولى للميدان، وطلب منى المتظاهرون أن أقول كلمة، وبالرغم من الزحام الشديد، وقفت على كرسى وأمسكت بالميكروفون وقلت لهم: «شدوا حيلكم يا شباب، النصر ما هو إلا صبر ساعة وفاضل على الحلو دقة»، وأثناء خروجى من الميدان فوجئت بعدد كبير من شباب الإخوان المسلمين يصافحوننى ويقبلوننى، وأكدوا لى مدى اعتزازهم بى وبأعمالى، وتكرر هذا الموقف أكثر من 200 مرة، وهنا وقعت فى حيرة، لأن مفهومى عن الإخوان المسلمين أنهم يرفضون الموسيقى والغناء، وفكرت أن أتصل تليفونيا بعصام العريان لأستفسر منه عن ذلك، وبصراحة شديدة أسعدنى موقفهم، ولابد أن أشكر القوات المسلحة، فمنذ لحظة وصولى، استقبلنى ضابط اسمه «محمد» وأشهد أنه كان على استعداد أن يفدينى بحياته، وقال لى: «اعتمد على»، فقلت له: «شكلك جامد»، وبالفعل أفسح الطريق أمامى حتى وصلت لمنتصف الميدان، وبعد أن عدنا إلى حديقة جامعة الدول العربية، قال ضاحكا للموجودين: «ذهبت لأحمى الأستاذ عمار لكنه هو من حمانى».

متى أصبت بالجلطة؟

- أثناء جلوسى داخل حديقة الجامعة العربية، شعرت ببوادر الجلطة، وتذكرت تحذيرات الطبيب، وتم نقلى إلى المستشفى والحمد لله تحسنت حالتى، وسوف أسافر إلى فرنسا بعد ثلاثة أسابيع لإجراء جراحة بسيطة وتركيب دعامة تنشط كفاءة المناطق الضعيفة فى القلب.

ما رأيك فى أحوال مصر بعد الثورة؟

- بصراحة المظاهرات الفئوية أصبحت سخيفة، وأنا غير متفق معها، وما يحدث أعتبره تدميرا للبلد، وبعضهم استغل الوضع لتحقيق مصالحه الشخصية، وكان من الممكن أن ينتظروا لبضعة أشهر حتى تستقر حالة البلد، خاصة الظروف الصعبة التى تمر بها من انهيار للسياحة وخلافه، وبعد أن نطمئن على قناة السويس، وفى النهاية سيحصل كل شخص على حقه بالطرق المشروعة.

هل حققت الثورة أهدافها من وجهة نظرك؟

- الالتفاف على الثورة وارد، لكنى أثق أن شباب ميدان التحرير مثقفون ولديهم وعى أكثر من السياسيين أنفسهم، ومن يتصور أنهم عيال «يبقى ساذج وعبيط» وهذا ما يجعلنى مطمئنا بعض الشىء.

هل تغيرت بعد الثورة؟

- بالتأكيد أصبحت مختلفاً عن عمار قبل الثورة، فقد تخليت عن دبلوماسيتى وخوفى على ابنى، لأن غيره ملايين من الأطفال عاشوا اليتم، والتغير حدث بعد أن شاهدت شباب 25 يناير الذين وقفوا أمام الشرطة والبلطجية والرصاص والمولوتوف والطوب وانتصروا فى النهاية، وهذا جعلنى أعاهد نفسى بألا أخاف مرة أخرى، وأى شىء خطأ سأتحدث عنه ولن أتجمل أو أقف مكتوف الأيدى.

لكن الصراحة قد تتسبب لك فى مشاكل كثيرة؟

- أنا بالفعل تلقيت رسائل تهديد كثيرة على الموبايل أثناء تواجدى فى المستشفى ومازالت تصلنى رسائل حتى الآن، بعضها يحمل تهديدا ووعيدا لأسرتى، وأخرى بها شتائم خارجة، خاصة بعد أن ظهرت فى برنامج منى الشاذلى وأبديت رأيى فى الأحداث الجارية، وتحدثت أيضا عن أنس الفقى وصفوت الشريف والحزب الوطنى.

هل شعرت بالخوف؟

- لم ولن أخاف، عصر الخوف انتهى، وعرفت أن بلطجية الحزب الوطنى فى الزاوية الحمراء هم من أرسلوا التهديدات.

متى توقعت انهيار النظام؟

- بالتحديد منذ موقعة الجمل، أدركت وقتها أن الموضوع تحول إلى ثأر، وهؤلاء الشباب لن يغادروا ميدان التحرير إلا بعد أن يحققوا مطالبهم، كما تعاطف معهم العالم، وأبلغنى أصدقاء لى فى الميدان أن الإخوان المسلمين كان لهم دور مهم فى هذا اليوم لأنهم منظمون جداً وصنعوا قنابل المولوتوف بسرعة شديدة واستطاعوا حماية الميدان من البلطجية.

ما رأيك فى تحول بعض الفنانين والإعلاميين من مؤيدين للنظام إلى معارضين له؟

- بعضهم أصابنى بالشلل وخاصة الإعلاميين، فمثلا أسامة سرايا الذى تحدث فى قناة العربية ووصف المتظاهرين بالخارجين عن القانون، كتب مانشيت الأهرام بعد تنحى الرئيس «وسقط النظام»، ولو عبد الله كمال لديه بعض ماء الوجه لكان استقال من منصبه فوراً، وأيضا كل القيادات الإعلامية التى عملت تحت قيادة أنس الفقى والذين تسببوا فيما يسمى «الخراب الإعلامى»، ومن باب الأدب أن يتقدموا باستقالتهم، أما الفنانين فمنهم من كانت لديه مصالح مع الدولة مثل أشرف زكى وارتباطه بوزير الإعلام أنس الفقى، والملحن عمرو مصطفى «دلوعة أنس الفقى»، وبعض الفنانين تربطهم علاقة صداقة بأبناء الرئيس مما يوفر لهم حماية وفرصاً لفتح مجال أكبر للعمل، والبعض الآخر أمسك العصا من المنتصف، ومنهم أيضا من كان مضلل مثلما قال تامر حسنى فى الفيديو الذى انتشر على مواقع الإنترنت وأكد أنه فهم الموضوع خطأ واعتذر.

أفهم من كلامك أن القائمة السوداء سوف تقضى على شعبية كل من ورد فيها؟

- الشعب المصرى متسامح وقلبه طيب وسوف يلتمس العذر لهؤلاء النجوم، سواء عمرو أو تامر أو غيرهما بشرط أن يعتذروا للشعب، ولن يستمر هذا الموقف لفترة طويلة لأنهم فى البداية أبدوا رأيهم.

لماذا لم تقدم أغنية للثورة؟

- لم أفكر للحظة واحدة طوال الأحداث فى الغناء، وما كان يشغلنى هو مستقبل مصر وخوفى عليها وعلى هذا الشباب البديع، ولم تأتنى فكرة موسيقية واحدة، وقد يكون جزءاً من السبب مرضى وملازمتى للفراش.

أى الأغنيات نالت إعجابك؟

- أغنية «إزاى» لمحمد منير، وأكثر ما جذبنى فيها الكلمات، والمفاجأة أن المؤلف كتبها قبل الأحداث بفترة طويلة وهذا يحسب له، وأيضا أغنية مصطفى السعيد كلمات تميم البرغوثى.

ما حقيقة أن رئيس الإذاعة رفعت دعوى قضائية ضدك؟

- إذا كانت أقدمت على تلك الخطوة فمرحبا بها فى ساحة القضاء المصرى، وربما يجعل الله على يد الضعيف مخرجا للإذاعة المصرية من حالة التدهور وسوء الإدارة لتعود إذاعة قوية محترمة تربى أجيالاً، لأننى واحد من الذين تربوا على صوت الإذاعة، وأثق أن القضية فى صالحى.

هل تشعر بالندم على الأغنيات التى سبق أن لحنتها للرئيس مبارك؟

- لم أندم على أغنيتين هما «اخترناه» و«أول طلعة جوية»، فتوقيت الأولى كان مناسباً جداً بعد الهجمة الإرهابية التى تعرضت لها مصر ومنها مذبحة الأقصر، وشعرت وقتها أننى والرئيس فى خندق واحد ولابد أن أدافع عن الشرعية ونقف جميعا ضد الإرهاب، وكنت مقتنعاً أن الفن لابد أن يلعب دوراً مهماً فى التقريب بين الرئيس والشعب لذا تحمست للأغنية، أما الثانية، فكنت مؤيداً لمناخ الحرية الذى بدأ فى ذلك الوقت وكانت الأغنية تحث على المزيد من الحرية، فيما عدا ذلك، كل ما قدمته كان بمثابة أغنيات لفرح العمدة حسب تعبير السيد صفوت الشريف الذى قال لى بالحرف الواحد بعد أن رفضت التلحين: «إحنا أصحاب الفرح وعايزين نعمل أغنية للعريس».

هل يمكن توضيح هذه النقطة؟

- كنت رفضت عمل أغنية للرئيس، فاتصل بى صفوت الشريف ليقنعنى، ودار بيننا حديث طويل، كنت خلاله عنيفاً وعصبياً فى كلامى، لكنه قابل ذلك بهدوء شديد، وقال لى: «إحنا أصحاب الفرح وعايزينك تعمل لنا أغنية للعريس وتحصل على هذا المبلغ وعليه بوسة، فهل العريس لا يستحق ذلك؟»، وبالفعل أقنعنى وقدمت أربع أغنيات للرئيس.

ولماذا اعتذرت عن حفلات أكتوبر؟

- لا أندم على حفلات أكتوبر التى قدمتها لفترة طويلة، وشرف لأى ملحن مصرى أن يقدم أغنيات للجيش ونصر أكتوبر العظيم، كما أنها كانت فرصة كبيرة لتقديم أعمال متميزة نظراً للإمكانيات المتوفرة من أوركسترا ومطربين وخلافه، ولا يوجد ملحن مصرى يرفض هذا العرض، ولن أنكر أننى فى هذه الفترة كنت «ماسك العصا من المنتصف»، لكن بعد عام 2000، وبالتحديد منذ أغنية «عربية يا أرض فلسطين»، قررت عدم العمل فى حفلات أكتوبر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية