أصدر المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، الشهر الماضى، قراراً بتعديل بعض أحكام قرار إنشاء محمية طبيعية بمنطقة الغابة المتحجرة بمنطقة المعادى بمحافظة القاهرة، وجاء في التعديل أنها «تعتبر محمية طبيعية في تطبيق أحكام القانون الصادر في شأن المحميات الطبيعية». قرار رئيس الوزراء جاء غامضا، دون الكشف عن أي تفاصيل واضحة، إذ قال أحمد سلامة، رئيس قطاع المحميات بوزارة البيئة، في تصريحات لـ«المصرى اليوم»، إن القرار جاء بتقليص مساحة محمية «الغابة المتحجرة» من 6 إلى 4.6 كيلومتر، بعد فصل الجزء الشمالى من نطاق المحمية وتسليمها لوزارة الإسكان. وفى الوقت الذي أعلن فيه الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، وضع برنامج لتطوير المحميات الطبيعية والبدء بتطوير 3 محميات، وهى محمية «وادى دجلة» و«الريان» و«الغابة المتحجرة»، أبدى عدد من النشطاء والمهتمين بالبيئة استياءهم، ودشنوا حملة «لا لبيع الغابة المتحجرة».
«المصرى اليوم» كشفت عن سرقة ونهب محمية «الغابة المتحجرة»، وتواصلت مع أحد المواقع الإلكترونية، الشهيرة، التي تعرض أشكالاً من سيقان الأشجار المتحجرة تباع بأسعار مختلفة حسب طولها ووزنها، تبدأ قيمتها بـ٢٠٠ دولار اً- بما يعادل ٣٨٠٠ جنيه مصرى- وأجزاء من صخور المحميات وأنابيب معبأة بالرمال والتي تعرضت للصواعق وتعد من أحد الظواهر الطبيعية. واتهمت شيرين فراج، عضو مجلس الشعب- وزير البيئة نفسه بتعمد إهمال المحميات الطبيعية وتخريبها، تمهيدا لبيعها للمستثمرين.
بعيدا عن إيقاع الحياة المزدحمة، وتلوث الشوارع وضجيج السيارات، تستطيع أن تتمتع بسحر الطبيعة ونقاء الهواء لتعيش جوا مختلفا ينتقل بك إلى عالم آخر وسط الصخور والأعشاب التي تنبت وسط الجبال، بشكل يتناسق مع طبيعة المكان.. هنا فقط داخل محمية وادى دجلة بالمعادى تستطيع أن تنقى ذهنك من ضغوط الحياة، بتذكرة لا تتعدى قيمتها الـ3 جنيهات.
رغم امتداد وادى دجلة على مسافة 30 كيلومترا، ووقوعها جنوب محافظة القاهرة بالقرب من حى المعادى وشغلها مساحة 60 كيلومترا، ورغم إعلان وزارة البيئة أن وادى دجلة محمية طبيعية، في عام 1999، فيجهل مكانها الكثيرون، فالمحمية التي تتسم بالنقاء والهدوء يسبقها على بعد أمتار من بوابة الزائرين عشرات المواسير الضخمة المتراصة بشكل عشوائى وورش سيارات لا ينقطع عنها الضجيج طوال ساعات النهار، وللوصول إلى مركز الزوار بالمحمية عليك أن تسير على «مدق» غير مرصوف.المزيد
ربما لا يعلم مكانها غير سكان المنطقة، أو من قادتهم الظروف إلى المرور بجوارها، ليظن للوهلة الأولى أنها مجرد «مقلب» للنفايات، ولن تدرك أنها من أهم المحميات الطبيعية التي يرجع تاريخها إلى عصر «الإليجوسين»، منذ 35 مليون سنة، التي لم يتبقَّ منها سوى سور مهدم ولوحة معدنية متهالكة لوزارة البيئة، لتقع فريسة سهلة للسرقة وإلقاء المخلفات.. هنا محمية الغابة المتحجرة بالقاهرة الجديدة.
داخل محمية الغابة المتحجرة لن تستقبلك تكوينات جيولوجية أو سيقان الأشجار المتحجرة، التي ظلت تمتاز بها الغابة طوال العقود الماضية، وإنما ترى أطنانَ مخلفاتِ البناء افترشت أرض المحمية من الداخل وأكوامَ القمامة خارج سور المحمية وداخلها.
في عام 1989، وبقرار رقم 944 أعلنت «الغابة المتحجرة»، كمحمية طبيعية بمساحة إجمالية 7 كيلومترات، ولكن هناك لن تستقبلك تكوينات جيولوجية أو أشجار متحجرة التي ظلت تمتاز بها الغابة، طوال العقود الماضية، وإنما ترى عدد فتحات سور المحمية المهدم تخفى أطنان مخلفات البناء، وقد افترشت المحمية من الداخل وأكوامَ القمامة خارج سور المحمية وداخلها، ولن تجد حارسا واحدا داخل المحمية وإنما عشرات الكلاب الضالة التي وجدت في المحمية مسكنا آمنا لها.المزيد
رغم ابتعاد محمية «قبة الحسنة» عن أهرامات الجيزة 8 كيلومترات فقط، فلا تستطيع التعرف عليها أو الوصول لها، دون السؤال عن مكانها، فلا توجد لافتة استرشادية واحدة للمحمية تعلن عنها، وقد تمر عليها، وتعتبرها «تبة» ليس لها أي قيمة علمية.
أُعلن عن ضم محمية «قبة الحسنة» بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 946 لسنة 1989 بمساحة 1 كم 2، ويصل عمرها إلى 100 مليون عام من العصر «الكريتاوى»، وتتميز المنطقة بالحفريات الدالة على البيئات القديمة، ويصل أقصى ارتفاع للقبة إلى 149 مترا، عن سطح البحر في الجزء الغربى منها، أما أقصى ارتفاع في الجزء الشرقى، فيصل إلى 109 أمتار.
لا يوجد أي مدخل للمحمية، والصعود إلى الـ«تبة» يمثل أمرا صعبا للزائر، فهو يحتاج إلى السير على أرض رخوة غير ممهدة لمسافة طويلة.
وسط الهدوء الساكن فوجئنا بصعود كلاب حراسة خلفنا لم تتوقف عن النباح لحظة واحدة، يصطحبهم مجموعة من الشباب بدت على ملامحهم ولهجتهم أنهم بدو، وتم استيقافنا، بحجة أن الأرض مملوكة للشيخ صالح كامل، وطلبوا منى الرحيل حتى لا أتسبب في حدوث مشاكل، إلا أنه بعد الكشف عن هويتى وافقوا على التصوير بشرط وجودهم معنا.
وأشار مصطفى، أحد حراس المحمية، إلى أن والده مسؤول عن حماية المحمية. المزيد