x

«الوطنى السورى» يبدأ تحركاته لنيل الاعتراف.. و«دمشق» تهدد بـ«إجراءات صارمة»

الأحد 09-10-2011 19:14 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب


صعَّد المتظاهرون السوريون من حملتهم ضد نظام الرئيس بشار الأسد واقتحموا سفارات بلادهم فى عدة دول أوروبية شملت ألمانيا وبريطانيا وسويسرا وبلجيكا والنمسا، احتجاجاً على مقتل المعارض السورى الكردى مشعل تمو، فى الوقت الذى تظاهر فيه عشرات آلاف السوريين فى الداخل فى غالبية المدن، مطالبين بسقوط الأسد بينما بدأ المجلس الوطنى السورى تحركاته على المستويين الإقليمى والدولى، أملا فى نيل الاعتراف به ممثلا للشعب السورى وهو ما حذرت منه دمشق، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات صارمة بحق أى دولة تقدم على الاعتراف بالمجلس.


فبينما يقوم أعضاء المجلس الوطنى المعارض بجولات فى عدة دول منها مصر وروسيا والسويد تمهيدا للاعتراف بالمجلس كممثل للشعب السورى على غرار المجلس الانتقالى فى ليبيا، استبقت سوريا تلك التحركات، وحذر وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم من أن بلاده ستتخذ إجراءات صارمة ضد الدول التى ستعترف بالمجلس الذى وصفه بأنه «غير شرعى».


وقال «المعلم»، خلال مؤتمر صحفى عقده مع وزراء خارجية دول منظمة الألبا التى تمثل أمريكا اللاتينية: «أى دولة ستعترف بهذا المجلس غير الشرعى سنتخذ ضدها إجراءات مشددة». ويضم المجلس معارضين مستقلين، وعناصر من الإخوان المسلمين ولجان التنسيق المحلية، والمجلس الأعلى لقيادة الثورة، ويحظى بدعم من الهيئة العامة للثورة السورية، وممثلين للأحزاب الكردية والآشورية، بينما أكد المتحدث باسم الجالية السورية فى القاهرة محمد مأمون الحمصى أنه لا اعتراف بالمجلس إلا إذا تبنى مطالب الثوار.


وبينما أعلن مسؤولون روس عن استعداد موسكو لإجراء حوار بين المعارضة والحكومة فى سوريا على خلفية زيارة وفد من المجلس لموسكو نفى «المعلم» علمه بوجود وساطة روسية مع المعارضة، وطالب المعارضة بالحوار للسير فى برنامج الإصلاح الشامل.


أمنياً، أغلقت عشرات الدبابات مخارج حمص بعد الاحتجاجات على مقتل «تمو»، وقطعت السلطات الاتصالات الأرضية وخدمات الهاتف المحمول عن المحافظة، واندلعت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين، قاموا بإسقاط تمثال للأسد بها، وتظاهر عشرات الآلاف فى درعا وعامودا والقامشلى وريف دمشق مطالبين بسقوط الأسد ومنددين باغتيال «تمو» الذى يمثل مقتله محاولة من النظام بإشعال حرب طائفية بين أنصاره من العلويين والأقلية الكردية.


ونشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية تحقيقا تناول الصراع الاستخباراتى بين الحكومة السورية ونشطاء المعارضة، وقالت إن الناشطين يلجأون إلى الإنترنت لكشف الجواسيس الذين يشكّون فى أنهم يبلغون عن جيرانهم لأجهزة الأمن، إذ ينشرون أسماء وعناوين عملاء الأمن من المواطنين والشبيحة على الـ«فيس بوك»، بينما يسعى العملاء إلى ارتداء أقنعة هربا من الاعتقال والملاحقة من المعارضين، بينما أفرجت السلطات عن المعارض نواف البشير المعتقل منذ 31 يوليو الماضى.


وفى الوقت نفسه، تلقى النظام السورى ضربة أخرى بإقدام محتجين سوريين غالبيتهم من الأكراد على اقتحام سفارة دمشق فى كل من فيينا وبرلين ولندن وسويسرا والنمسا وبلجيكا احتجاجا على مقتل «تمو»، كما اقتحم أكراد معارضون مبنى بعثة الأمم المتحدة فى جنيف، فيما احتجت دمشق لدى تلك الدول مطالبة بحماية بعثتها الدبلوماسية.


وفى تصريح يبدد المخاوف من حركة الإخوان المسلمين فى سوريا أكد رياض الشقفة، المراقب العام لإخوان سوريا، أن الحركة «تنبذ العنف»، وتطالب بدولة مدنية، وقال إن «الغرب يريد أن يسمع الرأى فى الإخوان من الإخوان أنفسهم بعد أن كان يسمع الرأى من الآخرين»، لكنه نفى وجود حوار مع الولايات المتحدة. وشدد «الشقفة» على عدم واقعية «المخاوف لدى الأقليات من وصول الإسلاميين إلى السلطة» وأكد أنه لا يوجد تنظيم للإخوان فى سوريا وقال: «نحن ندعم الثورة فقط، قد يكون أنصارنا مشاركين مع الناس، نحن جزء من هذا الحراك، لكننا لا نتواجد تنظيميا على الأرض»، مؤكدا أن التحذير من وصول الإخوان إلى السلطة هو «من فبركة النظام والأنظمة الديكتاتورية الذين يحاولون إرضاء الغرب بإخافته بالإسلاميين».


وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن النظام فى العراق يقوم بدعم نظيره السورى ماديا ومعنويا بضغط من إيران التى ترتبط بعلاقات تحالف مع الجانبين، بما يخالف توجهات الإدارة الأمريكية ويزيد من القلق بأن العراق الجديد ينحاز بشكل متزايد إلى جانب النظام الإيرانى المناهض لواشنطن. ولفتت الصحيفة إلى أنه بخلاف التوجه العربى العام فإن النظام العراقى يقوم بتوقيع اتفاقيات لتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية مع سوريا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية