قال المستشار العسكرى للقائد الأعلى للثورة الإيرانية يحيى رحيم صفوى إنه يتعين على تركيا أن تعيد النظر بشكل جذرى فى سياستها تجاه سوريا والدرع الصاروخية لحلف شمال الأطلسى، وأن تراجع سياستها بالترويج لعلمانية مسلمة فى العالم العربى وإلا فإنها ستواجه مشاكل مع شعبها ومع جيرانها.
ووصف «صفوى» دعوة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان للدول العربية إلى تبنى ديمقراطية على النهج التركى بأنها «غير متوقعة ولا يمكن تصورها».
وفى حين لاقى أردوجان استقبالا حافلا من الحشود فى جولة قام بها مؤخرا فى شمال إفريقيا اتهمته طهران بالعمل لخدمة المصالح الأمريكية من خلال الاعتراض على الحملة التى يشنها الرئيس السورى بشار الأسد على الاحتجاجات فى الشوارع وموافقة أنقرة على منظومة الدرع الصاروخية لحلف الأطلسى.
وأضاف قائلاً: «إذا لم تنأ تركيا بنفسها عن هذا السلوك السياسى غير التقليدى فإن الشعب التركى سينصرف عنها داخليا وستقوم الدول المجاورة لها، سوريا والعراق وإيران، (بإعادة تقييم) روابطها السياسية معها».
ويصف «خامنئى» الانتفاضات العربية بأنها «صحوة إسلامية»، وتوقع أن الشعوب التى أطاحت بأنظمة ديكتاتورية ومدعومة من الغرب فى الشرق الأوسط ستتبع الطريق الذى سلكته إيران بعد ثورتها الإسلامية لعام 1979، لذا فإن تأييد أردوجان للديمقراطية المسلمة العلمانية التى أشاد بها أثناء زيارته لمصر وتونس وليبيا الشهر الماضى يختلف كثيرا عن الرسالة التى تريد الجمهورية الإسلامية الإيرانية نشرها فى المنطقة.
وقال «صفوى»: «ارتكب الأتراك حتى الآن عددا قليلا من الأخطاء الاستراتيجية، أحدها كان زيارة أردوجان لمصر وترويجه للنموذج العلمانى هناك، هذا الأمر كان غير متوقع ولا يمكن تصوره لأن الشعب المصرى شعب مسلم».
وقال رحيم صفوى إن العلاقات التجارية مع تركيا التى تستورد الغاز الإيرانى وتصدر إلى طهران مجموعة كبيرة من السلع المصنعة ستتعرض للخطر إذا لم تغير أنقرة سياستها.
وتعكس تصريحات «صفوى» حقيقة التنافس المتصاعد بين إيران وتركيا على النفوذ فى الشرق الأوسط فى ظل إعادة تشكيله بواسطة الثورات العربية التى تسمح بإعادة تشكيل التحالفات الخارجية للقوى العربية، ولاسيما الدول التى تنجح الثورات فيها، وهو ما يخلق تنافساً بين القوى الأكثر استقرارا لحصد أكبر قدر ممكن من النفوذ فى المنطقة.
وتزداد أهمية الصراع التركى- الإيرانى مع تراجع الدور الأمريكى فى المنطقة بشكل لافت، فضلاً عن الأزمة الداخلية التى تشهدها إسرائيل، مصحوبة بمعركة استقلال فلسطين، وهو ما يحد بالتبعية من قدرة إسرائيل الإقليمية لمصلحة تركيا وإيران.
وعلى الرغم من تركيز وسائل الإعلام العربية على «العداء» التركى لإسرائيل، إلا أن تركيا قامت بموازنة تحركاتها الدبلوماسية ضد إسرائيل بالموافقة على وضع رادار متقدم للدرع الصاروخية الأمريكية على الأراضى التركية، وهو ما تراه طهران تجريدا لها من سلاح الصواريخ، الذى يعتبر أداة الردع الأهم فى مواجهة هجمة إسرائيلية – أمريكية على المنشآت العسكرية الإيرانية.