مؤتمر رابع للشباب عُقد في محافظة الإسكندرية على مدار يومي الإثنين والثلاثاء، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء، شريف إسماعيل، وعدد من الوزراء، ورؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة، وسياسيين، وأعضاء من المجلس القومي لحقوق الإنسان، بجانب 1300 فتاة وشباب من الإسكندرية.
وتحدث السيسي في كثير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وجّه خلالها رسائل لأطراف عدة داخل وخارج مصر.
عدة رسائل وجّهها السيسي، للمصريين، إذ طمأنهم على أن مصر «تسير في الاتجاه الصحيح»، وقال: «اطمئنوا على بكرة.. ولن أبيع لكم الوهم، ولن أقول كلاما غير حقيقي. نحن نسير بشكل جيد جدا. ولا تقيموا الوضع بالأسعار فحسب، فقد انتهينا من 11 ملفًا ويتبقى ملف الأسعار»، معتبراً أن الشعب يستحق الكثير، ويسعى لتكون مصر في أبهى صورها.
وطالب السيسي بالتحمّل: «المصريين أثبتوا أنهم عندهم وعي وفهم وتحمل مسؤولية تجاه بلدهم، ولكن عايزين نكون أكثر صلابة، اللي عبرتوا عنه منذ 2011 حتى الآن يؤكد أن الشعب صلب جدا وقوي جدا، ولو عايزين تبقوا على خريطة العالم لازم تكونوا أقسى من كده وأصعب من كده ونتحمل»، متابعا: «عايزين نبقى قادرين بجد».
وتابع: «عايز أقول لينا كلنا إن حتمية القرار عشان جدارة الدولة المصرية وقدرة مصر لم تتحقق إلا لو نحل بشكل حاسم مشاكلنا، عشان نطلع لقدام وتسيبوا لأولادكم دولة حقيقية»، واختتم حديثه: «استحملوا معايا شوية».
وقال: «الاحتياطي النقدي زاد لضعفين خلال 3 سنوات، وانخفضت البطالة في المجتمع، وتقوم الحكومة بتطوير شبكة الحماية الاجتماعية، وأنا بكل أمانة لا أبحث عن مجد شخصي أو بطولات زائفة، ولكن أسعى لمجد هذا الوطن، وإرضاء ضميري بقول الحقيقة وفعل الحق، وهذا الوطن يستحق ما نفعله من أجله، وأتوجه بالتحية والإعزاز لهذا الشعب العظيم، الذي لم يتأثر بمن يحاول النيل منه»
وسئل السيسي عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال: «لن أبقى يوما واحدًا في الحكم دون رغبة الشعب المصري صاحب قرار الاختيار في أي انتخابات».
وأضاف: «هقول للمصريين اوعوا في الانتخابات ما تنزلوش، وده يوم بيتحدد به مصير مصر، فأنتم ما تستكتروش على مصر في اليوم ده حتى لو هتقف 10 ساعات».
وتابع: «لازم العالم كله يشوف المصريين إن إرادتنا بيدينا، وخلي بالكم إن الناس بتشوف وتحسب كويس، وهما بيقولوا إزاي المصريين متحملين الإجراءات دي، يبقى معناه فيه رصد أو تحليل. انزلوا عشان تقولوا إحنا اللي جبنا ده، وعشان بعد ما تجيبوه ما تقولوش ده إحنا ما جبنهوش».
وفي رسالة إلى الشعب أيضاً، دعا إلى تقليل نسبة الإنجاب، من خلال حديثه عن الزيادة السكانية: «إنني لم أتحدث مطلقا خلال عامين عن موضوع الزيادة السكانية والذي اعتبره تحديا، أكبر خطرين يواجهان مصر في تاريخها هما الإرهاب والزيادة السكانية».
وأضاف: «الزيادة السكانية تقلل فرص مصر في أن تتقدم للأمام، حينما أرى مواطنا لديه عدة أطفال ولا يستطيع أن يعولهم أقول له انتبه لأنك مسؤول أمام الله تعالى قبل أن تكون مسؤولا أمام وطنك عن هؤلاء الأطفال، وتساءل الرئيس، هل لديك القدرات المالية التي تتيح لك أن تنفق عليهم انفاقا مناسبا وفي حال عدم استطاعتك فإنك بذلك تظلم هؤلاء الأطفال وأنت بذلك تضيع أولادك لأنك لست قادرا على الإنفاق عليهم وبالتالي فمن الضروري أن يكون تنظيم الإنجاب مما يتناسب مع إمكانياتنا».
وفي ملف عودة الجماهير للمدرجات، قال إنه لا يستطيع اتخاذ أي قرار إلا بعد تقدير الأجهزة المعنية، ووزارة الشباب والرياضة، مضيفًا: «الملف يتم التنسيق فيه مع الأجهزة الأمنية والفنيين بوزارة الشباب والرياضة».
وفي ملف الإرهاب، والسياسة الخارجية، وجّه السيسي، رسالة إلى الدول الأخرى قائلا إن «مصر لا تتدخل في شؤون الدول أبدًا، ولقد انزعجنا لما قالت إثيوبيا أننا ندعم المعارضة، لأن من ثوابتنا عدم التدخل في سيادة أي دولة، ولا نتآمر على أي أحد»، مشيرًا إلى أن «الحوار والنقاش هما السبيل للعلاقات بين الدول، وليس بالتدخل في شؤون بعضهم البعض».
وأضاف أن «الدول التي تدعم الإرهاب يجب أن تتوقف، وسنستمر بالضغط حتى ينتهي الأمر، وكل الجماعات الإرهابية بداية من داعش، وبوكو حرام، والشباب الصومالية، أصل لفكر واحد، وشيء واحد، ولازم المصريين يخلوا بالهم أننا مش ضد دين، لأن محدش يقدر يحارب نفسه، فنحن نريد الدين الحقيقي، ومش عايزين الدين اللي بيستخدم القتل والعنف»، مؤكداً أن مصر ستواجه الشر بلا ملل.
وتحدث الرئيس عن الإعلام، داعياً لتشكيل «فوبيا» ضد ما يسمى إفشال الدولة المصرية، حفاظا على الوطن.
وقال السيسي، إن الدولة تسعى لمعالجة كل الأسباب التي تؤدي لإفشالها، وتسعى لعمل دعم معنوي للمواطنين بمشروعات مثل قناة السويس.
وخاطب الإعلام بقوله: «أنتم في الإعلام محتاجين تشكلوا فوبيا ضد إفشال الدولة، المقومات اللي موجودة في الدولة مناخ خصب لذلك، مصر عايزة أداء جيد، والأداء الجيد مش هيجي دلوقتي، ولازم تبقوا عارفين هناخد مرحلة زمنية وأتمنى مش هتطول، وعايزين نبقى متماسكين وده مش انحياز لمؤسسة لا لكن حفاظا على مصر، وربنا أراد يكون فيه جيش بالمستوى ده، وهييجي يوم التاريخ هيعرف إيه اللي الجيش عمله للدولة المصرية، والجيش مش بيدافع بس، فيه حاجات معروفة وفيه حاجات مش معروفة».
وردا على الكاتب مدحت العدل، بأن المنتج لا يستطيع بمفرده، أن ينتج كل شيء، قال السيسي: «مستعد للمشاركة في الإنتاج الفني ماديا ولكن لابد من وجود آليات للعمل فعلينا أن نشكل مجموعة من المنتجين مع الدكتور مدحت العدل، وعلينا أن ننتج أفلاما تقدم شعورا وطنيا ونرى من يريد أن يقدم ذلك وندعمه».
وخاطب الرئيس، إسرائيل، بسبب أحداث المسجد الأقصى التي وصفها بـ«المؤسفة»، قائلاً: «بوجّه كلامي للسلطة الإسرائيلية، هذا الأمر يجب أن يتوقف، ويجب احترام مشاعر المسلمين، فالمسجد الأقصى حاجة مهمة جدًا ومقدسة لدى المسلمين»، مؤكدًا أنه «لا يجب اتخاذ إجراءات مستفزة للمسلمين».
وأضاف موجهًا كلامه للقيادة الإسرائيلية: «أرجو ألا يتم أي عمل يستفز مشاعر الفلسطينيين والمسلمين».