17 يومًا تفصلنا على بداية الدوري الإنجليزي الممتاز «بريميرليج»، فيما تبدو تحركات الفرق الـ20 للمسابقة في سوق الانتقالات الصيفية متباينة، ما بين فرق نشطة جدًا وفرق تتحرك ببطء، في إطار سعيهم نحو دعم صفوفهم قبل موسم قوي مرتقب.
تجاوز مجموع من أنفقته فرق «البريميرليج» حتى الأن في سوق الإنتقالات الـ800 مليون جنيه استرليني، وهو أمر معتاد للفرق الإنجليزية في سوق الانتقالات الصيفية خلال آخر موسمين، اللذان شهدا تجاوز معدل الإنفاق في سوق الانتقالات الواحد للمليار جنيه استرليني.
ليفربول يدخل سوق الانتقالات الصيفية بأهداف معينة، نحو زيادة قوة قائمة الفريق الحالية نحو سباق محموم منتظر، خاصة لضمان تواجد الفريق ضمن مركز من الأربعة الكبار في قمة ترتيب «البريميرليج»، بعدما ارتفعت المنافسة على هذه المراكز لتشمل 7 فرق على الأقل.
وفي ظل تألق لافت للجار إيفرتون في سوق الانتقالات، بانتدابهم لأكثر من 5 لاعبين للفريق الأول، وإنفاق أكثر من 125 مليون جنيه استرليني على الصفقات، بما فيهم استعادة «الجولدن بوي»، واين روني، ومع نية واضحة للاستمرار في العمل في السوق، في ظل محاولات مضنية لضم صانع ألعاب سوانزي سيتي، الأيسلندي جيلفي سيجوردسون، يقف نادي ليفربول وعلى النقيض تمامًا من جاره، مكتوف الأيدي في سوق الإنتقالات الحالية، على الرغم من قرب بداية الموسم الجديد.
ليفربول بدأ موسم الإنتقالات بشكل قوي، حيث تحددت أهدافه بشكل علني، وهي ضم الجناح المصري محمد صلاح، والمدافع الهولندي فيرجيل فان ديك، ولاعب الوسط الغيني نابي كيتا.
عملية ضم «صلاح» استغرقت وقتا طويلا بعض الشيء في المفاوضات مع ناديه السابق روما الإيطالي، قبل أن يصبح «الفرعون» هو أغلى لاعب في تاريخ ليفربول، في صفقة بلغت قيمتها 37 مليون جنيه استرليني.
إلا أن النادي الإنجليزي العريق لا يزال في وضع غير جيد، فيما يخص الصفقتين الأخرتين، مع رفض نادي ساوثهامبتون الإنجليزي لبيع المدافع الهولندي، ورفض تام من لايبزيج للتخلي عن لاعب الوسط الغيني.
ليفربول كان قريبًا من ضم «فان ديك» في بداية هذا الصيف، ففي الواقع، كانت الصفقة تبدو أقرب للإتمام من صفقة «صلاح» في بادئ الأمر، لكن خطأ من ليفربول في التواصل مع اللاعب أدى إلى اكتشاف ساوثهامبتون للمفاوضات الغير علنية وغير السليمة قانونًيا، وهو ما أدى إلى شكوى النادي لليفربول إلى إدارة «البريميرليج»، باختراق قواعد مفاوضات ضم اللاعب، الذي لديه عقد مع ساوثهامبتون متبقي فيه 5 سنوات، مما دفع ليفربول إلى التراجع عن استكمال محاولات ضم اللاعب والاعتذار علنًا لساوثهامبتون، لتفادي أي إجراء قانوني ضد «الريدز» من إدارة «البريميرليج»، قد يؤدي في النهاية لمنع الفريق من إبرام أي صفقات في موسم الانتقالات الصيفية الحالي.
ليفربول، ومع تراجعهم عن صفقة ضم «فان ديك»، لم يفكروا في حلول بديلة، بل ظلوا يراقبون وضع اللاعب، الذي قدم بالفعل طلب للرحيل من صفوف ناديه الحالي، وحاليًا يتدرب منفردًا، بينما سافرت قائمة ساوثهامبتون إلى فرنسا، لاستئناف فترة الإعداد للموسم الجديد، ويأمل مدرب الفريق الحالي ماوريسيو بيليجرينو في أن يتراجع اللاعب في قراره.
اما هدف ليفربول الرئيسي الآخر في سوق الانتقالات، وهو لاعب وسط لايبزيج المتألق نابي كيتا، فإن ناديه الألماني يرفض أي فكرة للتخلي عنه، خاصة أن الغيني يُعتبر ركيزة أساسية لوصيف بطل الدوري الألماني، الذي يخوض دوري أبطال أوروبا، في الموسم المقبل، لأول مرة في تاريخه.
ورفض النادي الألماني أكثر من عرض لليفربول، وصلوا بالنهاية لـ3 عروض ومبلغ يتجاوز الـ70 مليون جنسه استرليني لضم لاعب الوسط الغيني، حيث يعتبر لايبزيج صاحب موقف قوي ماليًا، بدعم من شركة مشروب الطاقة «ريد بول»، مما يجعله في وضعية قوية في هذه الصفقة، التي تتضائل حظوظ ليفربول في إتمامها يومًا بعد الآخر.
ليفربول حتى الآن لم يفكر في حلول بديلة على الرغم من توافر العوامل المادية للنادي في سوق الإنتقالات الحالي بميزانية، ورد في أكثر من تقرير، أنها تصل إلى 200 مليون جنيه استرليني.
فليفربول لم ينفق سوى قرابة ربع هذا المبلغ خلال هذا الصيف على 3 صفقات فقط، بانتداب المهاجم الإنجليزي الشاب دومينيك سولانكي، والظهير الأيسر أندرو روبرتسون، بالإضافة لمحمد صلاح.
لكن «الريدز» يفتقد إلى «الخطة ب» في سوق الانتقالات الحالي، على الرغم أن النادي بالفعل بحاجة إلى تدعيمات قوية للخط الخلفي والوسط الدفاعي، وهو الأمر الذي قد يُضر بحظوظه كثيرًا في الموسم القادم، أمام استعدادات قوية للفرق المنافسة.