x

مؤتمر اللاجئين يجدد رفضه للإجراءات الإسرائيلية في القدس

الإثنين 24-07-2017 23:34 | كتب: سوزان عاطف |
الأردن يطالب بفتح الأقصى بالكامل ومبعوث ترامب يصل إسرائيل الأردن يطالب بفتح الأقصى بالكامل ومبعوث ترامب يصل إسرائيل

جدد المشاركون في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين في الدول العربية المضيفة في دورته الـ98 والمنعقد في القاهرة، رفضهم للإجراءات الإسرائيلية في القدس خاصة في محيط المسجد الأقصى الشريف، وضرورة عودة الأمور كما كانت عليه دون تغيير، كما أعربوا عن تقديرهم الكبير للحراك المقدسي والفلسطيني المشرف، دفاعاً عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الرافض لبوابات الذل والهوان ولمجمل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس وعموم فلسطين المحتلة.

كما أكدوا على أن رباط المقدسيين لليوم الحادي عشر على التوالي عند الأزقة المؤدية للمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة وأنحاء المدينة المقدسة، شكّل وما زال يشكل واحدة من أبرز ملاحم الصمود موجهين رسالة قوية لحكومة الاحتلال بأن إجراءاتها وممارساتها الباطلة ستواجه بمزيد من الصمود والمقاومة، مشددين أن ما يقترفه الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة، من حصار وإغلاق للأقصى، ووضع بوابات إلكترونية لتفتيش المصلين باطلة ومرفوضة.

يمثل فلسطين بالمؤتمر المستمر لمدة أربعة أيام، رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الدكتور زكريا الأغا، ومدير عام الدراسات والإعلام بدائرة شؤون اللاجئين سعيد سلامة، وسكرتير أول جمانة الغول من مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية.

وبدأ الاجتماع بقيام مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية بهاء الدسوقي بتسليم الرئاسة لرئيس وفد فلسطين الآغا، مثمنين العمل العربي المشترك من اجل فلسطين قضية العرب المركزية التي يتضمن الجميع في العمل من اجل تحريرها وتخفيف معاناة شعبها.

واستعرض الأغا في كلمته، على صلابة الموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني في مواجهة العدو الإسرائيلي، مؤكدا أن معركة الفلسطينيين لن تقف فقط عند أبواب المسجد الأقصى، بل ستمتد إلى أرجاء فلسطين المحتلة حتى بلوغ النصر والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.

وحذر، من استمرار استهداف المنطقة العربية بنشر الفوضى والطائفية لترويع شعوبها وتشريدها من أوطانها سعيا للسيطرة على مقدراتها والتي كان آخرها الجريمة البشعة مطلع الشهر الحاري التي استهدفت جنود الجيش المصري واستغلال حكومة الاحتلال للأوضاع الراهنة والمضي قدما في تفتيت الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وتعزيز الاستيطان وعملية عزل وتهويد القدس المحتلة لتكن عاصمة موحدة للدولة اليهودية .

وأضاف، أن البوابات الإلكترونية وما لحقها من كاميرات ذكية والتي وضعتها سلطات الاحتلال هي سبب الغضب الشعبي الفلسطيني الراهن، ولا بديل عن إزالتها، فالشعب الفلسطيني، وقياداته الدينية والسياسية مجمعون على رفضها، ووجوب إزالتها مهما كلف ذلك من ثمن، مشيرا إلى إغلاق المسجد في أجراء غير مسبوق منذ احتلال القدس عام 1967، موكدًا أن هذا السلوك يزيد التوتر والتصعيد في الأراضي الفلسطينية، وأن استمرار هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي يتطلب اتخاذ إجراءات لإجبار إسرائيل على وقف جرائمها ووضع حد فوري لاستعمارها غير الشرعي لدولة فلسطين المحتلة .

ووصف الأغا، قطاع غزة بأنه على حافة الهاوية بفعل الحصار، والأوضاع الاقتصادية تزداد سوء وكافة المؤشرات تحذر من الانهيار القادم في القطاع، مشيرا أن استمرار إسرائيل بإصدار قرارات جديدة ببناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية تهدف لتقويض حل الدولتين مرحبا بقرار لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» الذي يسقط مزاعم السيادة الإسرائيلية ويدين الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال .

كما طالب الأغا، المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال لمنع تدهور الأوضاع نحو مزيد من التوتر والعنف والتدخل العاجل لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني، ومقدساته الدينية قبل أن تتدحرج الأمور نحو الأسوأ، وتصل نقطة اللاعودة، مضيفا أن استمرار الاحتلال لأرض دولة فلسطين هو سبب كل الأزمات التي تعانيها المنطقة، ولا بديل عن إنهاء الاحتلال، وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

وقال، إن إسرائيل ورطت نفسها بتركيب البوابات الالكترونية أمام مداخل وأبواب المسجد الأقصى، وأخذت تتصرف بشكل عشوائي وهمجي ووحشي ضد المصلين المعتصمين في محيط المسجد الأقصى، والآن يبحثون عن بديل لحل المشكلة ولجأوا إلى نصب كاميرات «ذكية» تُعلّق على الجسور الحديدية وهي على غرار الكاميرات المنصوبة في شوارع وأزقة القدس القديمة، من شأنها الكشف عن هوية الأشخاص وأدوات معدنية، منوها أن الاحتلال هو الذي أخلّ بالأمن في القدس وليس أبناء المدينة الذين هم حريصون على الأقصى، كونه جزءا من إيمانهم ودينهم، مؤكدا رفضه القاطع للبوابات الإلكترونية وكل الإجراءات الإحتلالية كافة، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الواقع التاريخي والديني في القدس ومقدساتها، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وضرورة عودة الأوضاع إلى ما قبل الرابع عشر من الشهر الجاري .

وأدان، الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وتأثير التقليصات في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، على أوضاع اللاجئين في الدول المضيفة، مطالبا «الأونروا»، بتقديم مزيد من الدعم والخدمات للاجئين، وتابع: قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع ومفتاح السلام وتتعرض لمحاولة التهميش وتطرح بعض الدول الغربية حلولا للتوطين تتنافى مع القرار 194، الذي ينص على حقهم بالتعويض والعودة.

وقال: لن نقبل بالوطن البديل أو بمشاريع التوطين والتهجير، وحل قضية اللاجئين يكمن بالعودة فقط، ونجدد مطالبتنا بضرورة سد العجز في موازنة وكالة «الأونروا»، من خلال زيادة التبرعات السنوية، مطالبا إدارة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين بالتحرك أكثر لتوسيع قاعدة المانحين، بما يسهم من التخفيف من معاناتهم الكبيرة إلى حين انتهاء مشكلتهم وعودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها.

من جهته، أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير سعيد أبوعلى، رفض الدول العربية القاطع لأي شكل من أشكال المساس بالحرم القدسي وحقوقه العربية والإسلامية أو الوضع التاريخي القائم وعزم الأمة على مواجهة هده المحاولات والمخططات الإسرائيلية بالحرم القدسي والمدينة المقدسة في سياق النضال المستمر لإنهاء الاحتلال وتمكين الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

وقال، إن سلطات الاختلال تواصل سياستها الممنهجة لإفشال أي جهود لتحقيق تسوية سلمية تفضي بتطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وذلك من خلال استمرارها في فرض سياسة الأمر الواقع من خلال تسريع بناء الاستيطان، والاستمرار بمصادرة أراضي الفلسطينيين لبناء جدار الفصل العنصري وتحدي إرادة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية والتي كان آخرها قرار مجلس الأمن بشأن إدانة الاستيطان رقم 2334 .

وأضاف «أبوعلي»، أن إسرائيل مستمرة في حصارها على قطاع غرة الذي تجاوز العشر سنوات والمخالف لكافة القرارات والمواثيق الدولية مع استمرار تعنتها في السماح بإدخال المواد اللازمة لإعادة الإعمار والعمل على تعطيلها، مشيرا ان الأمانة العامة قد سارعت بالتحرك لمواجهة الحملة الإسرائيلية بشأن إنهاء عمل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ومحاولة دمجها بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وتكليف بعثات الجامعة العربية بالخارج خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها أكبر مانح للأونروا وللتصدي لتلك الحملة، وذلك بجانب الأمين العام للجامعة الذي بادر بإجراء اتصالات وتوجيه رسائل حازمة لرفض وإدانة المحاولات الإسرائيلية الرسمية المعلنة ولتأكيد الموقف العربي الراسخ باستمرار قيام الأونروا بدورها، وهو التفويض الأممي المنوط بها وحتى إيجاد الحل العادل لقضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية .

وعبر أبوعلى، عن تقديره وترحيبه بالقرار الصادر عن اليونسكو بشأن مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي باعتبارهما مكان مقدس إسلامي وتسجيلهم على لائحة التراث العالمية، وهو قرار يعكس نجاحا للدبلوماسية الفلسطينية والعربية، مشددا على مضاعفة المسؤوليات العربية رغم كل الظروف التي تعصف بكيانات هذه الأمة والتحديات الجسيمة التي تجابهها في الحفاظ على مركزية القضية الفلسطينية على رأس الأولوليات والاهتمامات، كما نصت على ذلك قرارات القمم العربية وآخرها قمة عمان، وأن تضاعف موارد الدعم والإسناد السياسي والمادي لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني .

وبشأن المؤتمر، أوضح أبوعلي، أنه يناقش ملفات مهمة في ظروف عصيبة يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، وعموم الشعب الفلسطيني، نتيجة الممارسات الإسرائيلية العدوانية.

وقال: هذا العجز المتواصل للأونروا يهدد مستقبل عملها وخدماتها للاجئين، وجامعة الدول العربية تطالب المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين ومواصلته تمويل 'الأونروا' لتقديم خدماتها.

يشار إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يشمل موضوعات تتعلق بقضية القدس خاصة ما يحدث في المسجد الأقصى وإغلاقه أمام المصلين، وكذلك الموضوعات المتعلقة بالاستيطان وتصاعد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي وخاصة في القدس المحتلة، وموضوع جدار الفصل العنصري، ومصادرة الأراضي الفلسطينية لبنائه والأضرار الخطيرة الناجمة عنه على حياة المواطنين الفلسطينيين اجتماعيا واقتصاديا وقانونيا.

كما يستعرض المشاركون في الاجتماع جهود الأمانة العامة على المستوى الدولي لدعم الموقف الفلسطيني، إضافة إلى بحث ومناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وآخر التطورات بشأن قيام الحكومة الإسرائيلية ببيع أملاك اللاجئين الفلسطينيين والتصرف فيها.

يشارك في هذا الاجتماع ممثلون عن الدول العربية المضيفة للاجئين وهي: الأردن ولبنان ومصر، بالإضافة إلى فلسطين، كما يشارك ممثلون عن منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة الدول الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية