لم يكن تفوق الزمالك في مبارياته على مدار السنوات العديدة الماضية بملعب الإسكندرية بالمسابقات المحلية واضحًا فحسب، بل كان أنصار القلعة البيضاء يتفاءلون كثيرًا بخوض فريقهم لمباريات على المستوى القاري ببطولات الأندية الأفريقية على أرضية هذا الملعب أيضًا، الذي شهد له على نتائج مميزة.
ومن أبرز ملاحم الزمالك على المستوى القاري، التي كانت أرضية ميدان ملعب الاسكندرية الدولي شاهدة عليه، هي بطولة دوري أبطال أفريقيا نسخة 1996، التي تُوج الفريق الأبيض بلقبها، فكان الملعب بمثابة تميمة الحظ لأصحاب الرداء الأبيض خلال منافساتها، إذ تخطى فريق المكناس المغربي العنيد بثنائية في لقاء الذهاب لدور الثمانية للمسابقة،، ثم الاطاحة بالصفاقسي التونسي من الدور نصف النهائي، في لقاء الإياب بركلات الترجيح، عقب مباراة عصيبة تفوق الزمالك في نتيجتها بهدف دون رد، في وقتها الأصلي.
ولكن سرعان ماتحول ملعب الاسكندرية، الذي كان بمثابة مسرح لأفراح الزملكاوية، وحمل الكثير من الذكريات السعيدة لهم، إلى كابوس لا يستفيق منه أنصار «ميت عقبة» على مدار السنوات الماضية خلال مواجهاتهم على المستوى الأفريقي والعربي.
فالزمالك تعادل سلبًا أمام نادي مازيمبي الكونغولي، بدور المجموعات لبطولة دوري أبطال أفريقيا نسخة 2014 بملعب الاسكندرية، وهو التعادل المخيب الذي قلل كثيرًا من فرص الفريق الأبيض في بلوغ نصف نهائي المسابقة، ونتج عنه إقالة أحمد حسام «ميدو»، المدير الفني للفريق وقتها، في ولايته الأولى.
ويستهل حسام حسن، المدير الفني للزمالك، في ولاية ثانية، مشواره بخسارة موجعة على يد فريق فيتا كلوب الأنجولي بهدفنظيف، ليودع بطل مصر المسابقة رسميًا ويفقد الأمل في حجز إحدى بطاقتي الترشح للدور الثاني من رابطة دوري الأبطال 2014، حيث كان لاعبو الزمالك يومها يستعدون لتقدم هديتهم لمديرهم الفني في ذكرى ميلاده، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتيها السفن، واستمر العجز الأبيض على أرضية ملعب الاسكندرية.
ويتوجه الزمالك لخوض مبارياته بالبطولة العربية 2017، التي تستضيفها مصر إلى ملعب الإسكندرية، بدلاً من نظيره برج العرب، عقب شغب جماهيره في مباراة أهلي طرابلس الليبي، بدوري أبطال أفريقيا، لتعود تعثرات «أبناء زامورا» على ملعب الإسكندرية، والتي بدأت مؤخرًا بخلاف المباريات المحلية.
واستهل الفريق مشواره بالمسابقة العربية بتعادل مخيب أمام الفتح الرباطي المغربي بنتيجة «2-2»، مقدمًا أداء متواضع لم يرض جماهيره.
ترى هل سيعود الزمالك لانتصاراته السابقة على ملعب الإسكندرية خلال باقي مشواره بالبطولة العربية، أم ستستمر لعنة هذا الملعب، التي حلت على الفريق مؤخرًا خلال مبارياته الدولية؟