احتفلت دار الأوبرا المصرية، أمس، بمهرجانها الصيفي بالإسكندرية والذى أقيم مع احتفالات مصر بذكرى ثورة 23 يوليو وشهده الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، والدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، وحشد غفير من الجماهير سيطرت عليهم أجواء المشاعر الوطنية الجارفة حيث بدأ بهو مسرح سيد درويش (أوبرا الإسكندرية)، بتابلوهات فنية لطلاب فصل الباليه بمركز تنمية المواهب تم تصميمها على ألحان مجموعة من الأغانى الوطنية التي بثت الإحساس بقيمة الوطن في وجدان الجماهير منها «أنا المصرى» و«رايحين»، وتزينت ملابس جميع المشاركين بعلم مصر.
بعدها انتقل الحضور إلى داخل المسرح ليكشف الستار عن كورال أطفال أوبرا الإسكندرية الذي توشح جميع اعضاءه بالعلم المصرى، وقاده المايسترو عبدالحميد عبدالغفار وقدم مجموعة من الوطنيات المصرية الشهيرة، وبدأ البرنامج بالأغنية الجديدة «فرحة مصر» التي أعدت خصيصا للكورال، ثم تغنوا بـ «حلاوة شمسنا، علمونا في مدرستنا، يا بلادى، الجيل الصاعد، الله على المستقبل، حبايب مصر، طوبة فوق طوبة، يا حبيبتى يا مصر، حلوة بلادى».
واختتم الحفل بـ «الوطن الأكبر»، أداء الأطفال خالد المنشاوي وكريم علاء الدين وأحمد مدحت ويارة محمد ونانسي أحمد ومريم وياسمين أسامة وزياد مصطفي وتقى عبدالباقي وسلمى سيف، شهد ودنيا وعلياء الصاوي ويوسف حمدي وإياد اسلام وجنه ويمنى محمد وفيروز أيمن وملكة ماهر ونادين نشأت ومنه كرم وأميرة سعد وغرام رأفت.
وعقب انتهاء الحفل حرص وزير الثقافة ورئيس الاوبرا على تهنئة الأطفال على مستواهم الفني الراق والمتميز، تحقيزا لهم على الاستمرارية باعتبارهم مستقبل مصر المشرق.
وفي الثامنة مساءً على نفس المسرح أبحر جمهور الثغر بسفينة الذكريات في رحلة إلى عالم «ديزني» الساحر بمفرداته الخيالية وأجوائه المتمردة على المنطق البشرى وبعيدا عن ضجيج الحياة، حيث تعايش الجمهور الذي ملاً جنبات المسرح وضم فئات من مختلف الأعمار أغلبهم من الشباب والأطفال، مع الأجواء التي صنعها نجوم فرقة أوبرا القاهرة بمشاركة عناصر من فرقة باليه أوبرا القاهرة خلال الافتتاح المسائي، من إخراج مهدي السيد، وتضمن فاصلين الأول مختارات من أغاني أفلام والت ديزني منها «أميرة الجليد، علاء الدين، السيدة والمتشرد، الجمال النائم، الأميرة والضفدع، طرزان، الأسد الملك، الجميلة والوحش وسنو وايت».
أما الفاصل الثاني صاحبه عازف البيانو ديفيد هيلز، وضم مقتطفات من أوبرا «الأرملة الطروب» للموسيقار فرانز ليهار، ونالت إعجاب الجمهور الذي تفاعل معها نتيجة أدائها باللغة العربية.
وتألق نجوم الأوبرا في الأداء الغنائي والتمثيلي؛ قدمها كل من إيمان مصطفى، مصطفى محمد، منى رفلة، هشام الجندي، عزت غانم، إلهامي أمين، عبدالوهاب السيد، أسامة علي، إبراهيم ناجي، تامر توفيق، رشا طلعت، إنجي محسن، ليلى إبراهيم وجاكلين رفيق، حيث ارتدى المغنيون ملابس الشخصيات، وتناغمت حركاتهم وأصواتهم مع التابلوهات التي برع في تجسيدها عارضو الباليه، لتعبر عن مضمون الأغاني المختارة، كما ساهم الديكور الذي صممه المهندس أحمد زايد على شكل مقطع متكرر من آلة الفيولينة، يتسلسل على جانبي المسرح ويتوسطه في العمق مفتاح صول يحتضنه السلم الموسيقي بشكل إنسيابي شبه دائري مع الإضاءة في استكمال عناصر الإبهار وإضفاء الأجواء الحالمة على فقرات الحفل.
ونعى فنانو الأوبرا في ختام الحفل زميلهم مطرب الموسيقى العربية محسن فاروق، الذي وافته المنية صباح أمس، مؤكدين أن للفنان رسالة يؤديها لامتاع وإسعاد الجماهير رغم المعاناة ومتاعب الحياة.