حصلت «المصرى اليوم» على تفاصيل اللقاء الذى عقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع عدد من شباب ائتلاف ثورة 25 يناير، الثلاثاء، واستمر نحو 5 ساعات، وحضره من أعضاء المجلس اللواء محسن الفنجرى، مساعد وزير الدفاع، واللواء محمود حجازى، رئيس جهاز التنظيم والتعبئة، واللواء سامى دياب، مساعد رئيس هيئة الأركان، ومن الشباب عبدالرحمن سمير، وعبدالرحمن فارس، وسالى تومة، وباسم كامل، وأسماء محفوظ، ومحمد صلاح الشيخ، وإسلام لطفى، ومحمد القصاص، ومحمد عباس، وشادى الغزالى، وزياد العليمى، وناصر عبدالحميد، ومحمود سامى، وحسام مؤنس، وخالد تليمة، وباسم فتحى، وأحمد ماهر، وإسراء عبدالفتاح، الذين قدموا رؤيتهم للمستقبل حول الانتخابات المقبلة، والثورة المضادة، ورئيس مجلس الوزراء، والاعتصامات، والاقتصاد، وغيرها من القضايا الراهنة.
بدأ الاجتماع وفقاً للمحضر غير الرسمى الذى دوّنه الشباب بتقديم اللواء سامى دياب، اللواء محسن الفنجرى إلى الحاضرين بقوله: «هو ملقى البيانات، وصاحب التحية العسكرية للشهداء، وهو أشهر واحد فى مصر، (وأكمل مبتسماً) هو والراجل اللى واقف ورا عمر سليمان، وقبل أن نبدأ كلامنا نطلب منكم أن نقرأ جميعاً الفاتحة على أرواح شهدائنا الأبطال».
وبعد قراءة الفاتحة قال «دياب»: «عندما نتحدث معكم فإننا نتحدث عن شباب مصر.. وعندما أقول أنتم فأنا أقصد أنتم كشباب وليس الأفراد الموجودين أمامنا، وسوف أبدأ كلامى معكم بالآية القرآنية (وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شىء قدير)، لكى تعرفوا اللى فى قلبنا بصدق، فأى حد فيكم فى قلبه حاجة يقولها بصراحة، وأنا عايز أقول لكم اللى فى نفسى بصراحة بخصوص اللى عملتوه.. اللى عملتوه كان نفسنا فيه زينا زى أى مواطن فى مصر.. يجب عليكم أن تفرحوا وألا تضيعوا الانتصار.. ولا تجعلوا أحداً يسطو على ما فعلتموه.. العمل منسوب لكم كلكم.. أنتم الأبطال الحقيقيون.. أنا مش بقولكم كلام إنشا.. ولا برفع معنوياتكم.. انتم معنوياتكم مرفوعة من العمل العظيم اللى حصل.. كل ما يشاع من مطالب مفهوم.. ولا أحد يمكن أن يجادل فيه.. ولكن الفاصل الزمنى هو كل ما نحتاجه.. وفعليا تحقق الكثير للثورة.. الرئيس مش موجود.. التوريث مش موجود.. الدستور مطروح للتعديل بناس فقهاء أحرار.. محتاجين هيكل قوى للدولة وتنقيته من الفساد.. زى ما أنا عايز أسمع مطالبكم.. عايز أسمع رؤيتكم.. نقطة وحيدة اللى مخوّفانا هى انتخابات مجلس الشعب.. وعى الشعب بأهمية الانتخابات مش موجود عند حوالى 80% لأن أكتر حاجة نخاف منها إن اللى يكسب هو اللى يدفع فلوس ويرشى المواطنين علشان ينتخبوه.. انتو اللى لازم تتواجدوا جوه الدواير وتحاربوا علشان ييجى برلمان بيعبر عنكم وعن الشعب.. المكسب الحقيقى هو انتخاب مجلس شعب يمثل الشعب والقانون هو اللى يحكم.. والمحكمة الدستورية هى اللى تفصل فى الطعون، وليس سيد قراره».
وقال أحد الشباب: «أيوه، بس تغير طريقة تعيين القضاة»، فرد اللواء دياب: «كل الزمن اللى فات كان زى صفحة مليانة شخابيط.. عايزين نبتدى من غير شخابيط وبصفحة جديدة.. وعلشان تبنى بناء صلب، لازم تبنى أساس كويس.. وتبنى مراحل مراحل وهو ده اللى احنا بنقوله، احنا عملنا الرسم التخطيطى لشكل كيان الدولة وانتو اللى وضعتوا الخطوط الرئيسية التى نتمنى أن نعيش فيها نحن وأحفادنا.. ما هو هدف الثورة؟ أن تصبح مصر دولة قوية ذات كرامة وكيان تحقق جميع مطالب المصريين وأمنياتهم». وقال اللواء محمود حجازى: «ما هو أهم طلب نريد أن نطمئن أننا حققناه؟ الإنسان ممكن يرتب قدامه 20 مطلب عشان يوصل لهدف.. أنا عايزيكم تقولوا ما هى الأهداف، وما هو الهدف المركزى الذى لو تحقق سوف تتحقق وراءه باقى الأهداف، وأنا أقول هذا على أساس منهج علمى، الأهداف الرئيسية التى إذا تحققت ستأتى بعدها الأهداف الفرعية التى ستتحقق تلقائياً فلابد أن نركز على الأهداف الرئيسية».
فقال ناصر عبدالرحمن: «دى الورقة السياسية اللى احنا متوافقين عليها، تسمحلى أقول اللى عندى كله على بعضه.. احنا مدركين تماماً إنكم شركاء فى ذلك ومن مصلحة البلد أن يبقى المجتمع والجيش على علاقه جيدة.. فى وجود الطرف الآخر الذى يريد أن يُحدث حالة من عدم الثقة.. عندنا تصور عن الخطوة الأولى والأولويات، أولا يجب إطالة فترة الـ 6 شهور، أو تشكيل مجلس رئاسى بعد انتهائها.. . جزء من قلقنا على الانتخابات البرلمانية أن الفترة القصيرة سوف تجىء بالصفين الثانى والثالث للحزب الوطنى وجماعة الإخوان المسلمين وفقط، لذلك لابد من تعديل قانون لجنة شؤون الأحزاب لنستطيع ممارسة الحياة السياسية قبل إجراء الانتخابات». وقال اللواء دياب: «سيبكم من المظاهرات، وروح اصنع لنفسك قاعدة جماهيرية وشعبية فى الشارع استعدادا للانتخابات، ولو القوات المسلحة أخلت بطلب من مطالبكم أمامكم ميدان التحرير انزلوا بعشرات الملايين».
وقال اللواء محسن الفنجرى: «كانت هناك بعض الآراء التى تتحدث عن شكل الانتخابات المقبلة، وهل تجرى بالقائمة النسبية، أم القائمة المطلقة، أم الفردية، وكل هدفنا هو أن يشارك شباب الثورة، لذلك فالنقاش مستمر حول إجرائها بنظام القائمة النسبية، أو الفردية». وأضاف ناصر عبدالرحمن: «طرح إطالة الفترة الانتقالية مرتبط بأشياء أخرى مثل مرسوم إطلاق حرية تكوين الأحزاب عشان تمثيل الشباب اللى حضراتكم حريصين عليهم، وباقى المجتمع لأنها ثورة شعب وليس شباب فقط، وتشكيل مجلس رئاسى مع حكومة جديدة بعد 6 شهور، وبعد الـ6 الشهور الأخرى ستكون هناك انتخابات تعبر عن الشعب، وهذا سيجعل الكيانات والشباب لهم فرصة فى الانتخابات وتكون الانتخابات معبرة عن الشعب، وبرلمان بعيد عن العصبية العائلية واستخدام الأموال»، فرد اللواء دياب بسؤال: «وأين مصداقية القوات المسلحة أمام الشعب إذا تمت إطالة المدة؟»، فأجاب ناصر بقوله: «مصداقية القوات المسلحة بعد الـ 6 شهور ستتحقق فى وجود مجلس رئاسى يضم 2 مدنيين، وشخصية عسكرية، مع إجراء انتخابات بنظام القائمة النسبية والفردية، وتشكيل حكومة انتقالية».
وأكمل «ناصر» عرض الورقة السياسية المتفق عليها، وعند الوصول إلى نقطة المعتقلين السياسيين، والمحاكمات العسكرية، قال اللواء دياب: «أعطونى قائمة بأسماء المعتقلين علشان نخلص من مطلب الإفراج عن المعتقلين، مش عايز أسمعها تانى فى وسائل الإعلام».
وقال اللواء محمود حجازى: «جميع المطالب فى هذه الورقة محل اهتمام كل الموجودين فى المجلس الأعلى، بقالنا شهر مش بنشوف بيوتنا عشان نشوف البلد فى أحسن حال، أنا حاسس إن جزء كبير جدا من الكلام والجدل الموجود فى المجتمع هو الفاصل فى الثقة بين الشعب وناس تديره، ونحن نقدر هذا، القوات المسلحة تدرك دورها التاريخى اللى هى بتعمله دلوقتى، القوات المسلحة مش عايزة سلطة، إحنا على قناعة إنه اترمت فى حجرنا كورة من الجمر عمالين نشيلها فى ظروف لا يتمنى أحد أن يكون فى هذا الموقف، دولة مليئة بالفساد كانت تحميها أعمدة من القمع، تم هدم هذه الأعمدة ويتم تدريجياً ملاحقة الفساد، المشكلة أننا نرتب أولوياتنا فى الجوهر الذى لابد أن يتم حتى تسير العجلة.. مادام هذا الشعب كسر قيوده فهو قادر على إكمال مسيرة الإصلاح.. وجزء كبير من المطالب سيتم تنفيذه قبل مرور الـ 6 شهور.. واللى احنا بنقول لازم يتم دلوقتى وفى المرحلة دى هو ملاحقة الفساد.. مفيش كبير على المحاسبة».
وقال زياد العليمى إنهم يريدون جدولاً زمنياً لتنفيذ المطالب لبناء الثقة، فقال اللواء حجازى: «هناك تخوف من البعض من إجراء الانتخابات بعد شهور قليلة، وهى مخاوف وطنية، واللى عايزينه منكم هو أن تراقبوا الإجراءات الرئيسية تنفذ، وإذا لم يصلح شىء لابد أن تلجأوا للقانون، مقولة (إذا الشعب يوما أراد الحياة) كنا نقرؤها، لكننا رأيناها، طول ما ده موجود اللى ماتغيرش هيتغير غصب عنه، ومش هييجى واحد يصف انتخابات يعرف الجميع أنها مزورة بأنها نزيهة زى ما حصل، أعطونا فرصة نعمل انتخابات لأول مرة يختار فيها الشعب برلمانه، وستكون بالتأكيد هناك ملاحظات».
وقال ناصر عبدالرحمن إن هناك نقطة أساسية وجوهرية فى مسألة الانتخابات، معرباً عن مخاوفه من عدم القدرة على تنفيذ ما يحلمون به، وقال محمد صلاح الشيخ إنه يثق فى الجيش لأنه المنظمه الوحيدة البعيدة عن فكرة العصابة، لافتاً إلى أنه من الأفضل إجراء الانتخابات الرئاسية أولاً لكى يأتى البرلمان بعد ذلك معبرا عن إرادة الشعب، فعقب اللواء محسن الفنجرى بقوله إنه لابد أن يؤدى الرئيس القادم اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب، ما يعنى ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية أولا، مشدداً على ضرورة مشاركة شباب الثورة فى البرلمان، وأن يكونوا من أعمدة مجتمع ما بعد الثورة، لافتاً إلى إجراء انتخابات مجلس الشعب فى يونيو المقبل، وأضاف: «يجب التفرغ لتجهيز شعبنا للقضاء على كل السلبيات حتى لا تظهر فى الانتخابات البرلمانية، ولا بد أن نثقف الشعب سياسيا».
وقال إسلام لطفى: «لما بنقول محتاجين جدول زمنى لتحقيق المطالب، فالهدف هو المحافظة على استمرار ثقة الشعب فى الجيش»، فعقب اللواء حجازى: «والله هذا ما نتحدث فيه داخل المجلس.. الثقة.. فعلاً لازم الشباب يثق فى أننا نريد التوقيت الأفضل.. وكل ما يثار موجود ومحل دراسة وقد يكون محددات لمتخذ القرار الذى سيتولى التصديق على اختيار الأصلح، وهناك مسؤولية لا تجعلنا ننام، من الممكن أن متخذ القرار يقدر الموقف وتداعياته.. وما أحاط بهذه الثورة الشريفة من ملابسات أحمد الله أنها حدثت.. ربنا سبحانه وتعالى أذن لمصر والمصريين.. فعمل سيناريو حتى إذا جاء أحد وأراد أن يجهض ثورتكم.. سيفشل مخططه، أنا هستشهد ببعض الأبيات من قصيدة (مصر تتحدث عن نفسها) تقول: (قد وعدت العلا بكل أبى
من رجالى / فأنجزوا اليوم وعدى.. وارفعوا دولتى على العلم والأخلاق / فالعلم وحده ليس يُجدى)، ولذلك عايزين نركز على الجوهر.. علشان نوصّل بلدنا لبر الأمان». وعقّب اللواء «دياب»: «نقدر مطالبكم الفرعية مثل إعادة هيكلة الأمن المركزى، والحرس الجمهورى، وأمن الدولة، كل هذا يحدث».
وقال أحمد ماهر: «هناك رجال تابعون للنظام السابق مازالوا موجودين فى المؤسسات الصحفية، والمحافظون كلهم من رموز النظام، ونسمع كل يوم أن هناك إعداماً لملفات فساد»، فأجاب اللواء الفنجرى: «كل الرموز الذين تتحدثون عنهم صفحة انتهت، ومفيش حد يملى على المجلس الأعلى.. لا أحد على الإطلاق.. لا أحد.. تأكدوا من ذلك تماماً».
وقال اللواء حجازى: «أخشى ما أخشاه أن تفقد التجمعات قيمتها.. أنا لو معاكم أقول أقف أديهم فرصة.. وأشوفهم ماشيين فى الاتجاه الصح أم لا.. إذا كنا لا نمشى فى الاتجاه الصحيح.. انزلوا التحرير عشرة ملايين، وأنا شايف إن لازم ننظم حركتنا.. مش كويس ومش فى مصلحة مطالبكم إن كل يوم أو كل جمعة الناس فى ميدان التحرير.. خلوا اللى فى الميدان يقولوا إننا جايين نعبر مش جايين نهرج.. أنا باقول نعمل فترات زمنية متباعدة مثلا شهر.. إذا لم تحدث خطوات سليمة معبرة عن آمالكم.. انزلوا عشرة ملايين.. وميدان التحرير موجود، نفسنا كل اللى انتو عايزينه يتنفذ بالحرف». وقال محمود سامى: «يعنى لو الائتلاف قال لو فى خلال شهر ماتحققتش المطالب هننزل التحرير ده كويس، ولا محتاجين فترة أطول، حددوا حضراتكم الجدول الزمنى اللى محتاجينه.. لكن لازم يكون فيه مدة زمنية عشان الناس تبقى واثقة إن مطالبها هتتحقق.. علشان الناس تنزل بعد الفترة دى الميدان لو المطالب ماتحققتش فى المدة اللى حضراتكم تحددوها»، فعقب اللواء الفنجرى بقوله: «هناك جدول زمنى أعلناه بالفعل وهو 6 أشهر، وقلنا إن الانتخابات ستجرى بالرقم القومى سواء مجلس الشعب أو الرئاسة أو الاستفتاء على تعديلات الدستور، ودوركم الأكبر هو التوعية، والآن توجد أرضية خصبة للإقبال على صناديق الانتخابات، ويتم تجهيز حصر كامل للقضاة لمراقبة الانتخابات، ونتناقش حول إجراء الانتخابات فى يوم واحد أم أكثر، وكيف يصوت المصريون فى الخارج وعددهم حوالى 7 ملايين، وهل قاض على كل صندوق.. كل هذا تحت الدراسة، والحكومة الحالية لن تكمل لحين إجراء الانتخابات، بس لازم الحقيبة اللى فى إيديها تسلمها مهيأة كى أستطيع تسليمها لحد غيره».
وقال خالد تليمة: «سوف نطرح على حضراتكم الورقة الاقتصادية والاجتماعية، هناك أفكار من الممكن أن توفر عائدا للدولة، مثلا وضع حد أقصى للأجور يوفر عائداً، وتطبيق ضرائب تصاعدية حتى لو كانت نصف درجة مئوية»، فعقب اللواء حجازى بقوله: «كل الكلام ده عندنا قناعة بيه فى المجلس، كل واحد يقول رأيه بصدق وإخلاص.. واحنا أقسمنا إن كل واحد يقول رأيه بصدق لأن بلدنا لا يحتمل غير هذا، وهناك فى عالم السياسة والدبلوماسية فن الممكن، والممكن من وجهة نظر كل واحد مختلف.. اجعلونا نقل إن الممكن من صانع القرار الذى عليه أعباء.. ماذا يعنى تخطيط.. نتخيل أننا فى أزمة ونريد أن نعبرها، التخطيط مسار عمل فى المستقبل من واقع إلى هدف، الواقع معروف والمشكلة فى الهدف، علشان نعرف هنعمل إيه بكرة وبعده.. يجب أن نقيس الواقع لنحدد الهدف مستقبلاً.. جزء من فننا العسكرى لازم أحدد الهدف وماسمحش لحد يشتت جهودى فى أهداف فرعية.. الهدف أن نسلم البلد لقيادة مدنية ويبقى فيه مناخ ديمقراطى.. باقى المطالب حاجات فرعية مهمة إن لم تتحقق اليوم ستتحقق غداً.. راقبوا قانون مباشرة الحقوق السياسية ولو طلع فيه مشكلة.. هى دى تستحق هبّة منكم، لو مطلعتش قوانين على الوجه المظبوط انزلوا التحرير، حد أدنى وأقصى للأجور.. هيحصل.. نقابات قوية هتيجى، لو مش الشهر ده يبقى الشهر اللى جاى، سنفكر فى مقابلة اتحاد العمال المستقل وسيكون حلقة الوصل بيننا وبين العمال، سندرس مطالبهم لكن لا أستطيع أن أعدهم بتنفيذ حد أدنى حالاً بسبب ميزانية الدولة».