أرجع مقال تحليلي نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية، السبت، الأزمة الخليجية- القطرية إلى التنافس العائلي في الدوحة، موضحًا أن مثل هذه الأزمة في الشرق الأوسط لا يمكن حلها بسهولة جزئيًا، لأنها شخصية وكذلك سياسية.
وذكر الكاتب رانديب رامش، في مقاله، أن من يتابع الوضع الحالي في الشرق الأوسط، خاصة الأزمة بين أغنى وأكبر المشايخ العربية المستمرة منذ أسابيع، سيعتبر أنها أزمة دبلوماسية كبيرة، لكن الحقيقة هي أن الحصار الذي تقوده المملكة على الموانئ الجوية والبرية والبحرية في قطر يكمن في عداء عائلي طويل الأمد.
ونقل الكاتب عن أحد كبار المسؤولين في المنطقة، رفض ذكر اسمه، قوله إن «حكام الخليج بينهم علاقات عائلية وقرابة خاصة بين السعوديين والإماراتيين والقطريين، هم قريبون جدا من بعضهم، وهذا يعني أن القضايا السياسية الكبيرة هي أيضا قضايا أسرية أو عائلية، لذا يصبح من الصعب جدا حلها، خاصة عندما يرغب السعوديون والإماراتيون في تغيير النظام».
ووفقًا للمقال، فإنه على الورق، الحاكم الحالي لدولة قطر هو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، البالغ من العمر 37 عاما، وابن الشيخ حمد، الذي تخلى رسميا عن الحكم لصالح «تميم» في عام 2013. لكن المحلل البارز في معهد واشنطن، سيمون هندرسون، يرى أن «حمد»، الذي يعرف الآن باسم «والد الأمير»، ما زال هو المتحكم والمحرك لابنه بشكل تام، وهي وجهة نظر مشتركة على نطاق واسع في الشرق الأوسط.
وأشار الكاتب إلى أن «حمد» هو بكل تأكيد مؤسس الهوية القطرية الجديدة، وقد اختار معركته مع السعوديين أولًا في ساحة المعركة عندما قاد لواء من القطريين ضد الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، في حرب الخليج منذ ما يقرب من 30 عاما.
ومنذ ذلك الوقت، كان «حمد» بمثابة قوة تخريبية كبيرة في المنطقة، وأسس قناة «الجزيرة» وغيرها من وسائل الإعلام غير المهنية، ما أسفر عن عداء كبير بينه وبين السعوديين الذين لم يعجبهم ما يفعله.
ويعتقد الكثيرون أن الصراع الحالي قد يكون متأصلا في هذه المنافسات القديمة، وفقًا لـ«جارديان».
وقالت مصادر إن السعوديين والإماراتيين طالبوا الأمير الحالي بأن يخضع والده إليهم.
وأوضح الكاتب أن نفوذ السعوديين في قطر منذ فترة طويلة يأتي من خلال عائلات بارزة، أبرزها العطية، الذين تربطهم علاقات دم، ورغم أن «حمد» تربى على يد عائلة عمه «عطية» وليس «آل ثاني»، إلا أنه تزوج الشيخة موزة من عائلة «آل ثاني». كما أن حمد بن جاسم، مستشار «حمد» الأكثر تأثيرًا، ليس من عائلة «العطية»، وإنما من عائلة «آل ثاني»، وهو ما يعد مخالفة أخرى للتقاليد، خاصة أن «بن جاسم» يراهن على أن التأثير على قوى الإسلام السياسي الصاعدة ستحقق استقرارًا طويل الأجل للدولة الخليجية الصغيرة.