دخلت ثورة الشعب الليبى يومها الثانى عشر للمطالبة بسقوط نظام العقيد معمر القذافى وعزز الثوار مكاسبهم بالسيطرة على مدن جديدة، ونجحوا فى صد هجوم مضاد من قوات النظام على مدينة مصراتة شرق طرابلس، وأكدت المعارضة مطالبها الأساسية وهى وحدة التراب الليبى ورفض الانقسام والقبلية والدولة الإسلامية والتدخل الأجنبى.
وحاول القذافى استعادة مدينة مصراتة شرق طرابلس التى سيطر عليها المحتجون، وأفادت أنباء أن المعارضين صدوا هجوما لقوات النظام على المدينة التى تحتوى على مخازن أسلحة وأنهم أسقطوا طائرة حربية أثناء قصفها إذاعة المدينة بمنطقة سكنية، وأضافوا أن الطائرة تحطمت واحتجز 5 من جنودها، فى الوقت الذى أكد فيه شهود عيان أن المدينة ومطارها لايزالان فى قبضة المعارضين وأن قوات القذافى لا تسيطر إلا على جزء صغير منها، كما ترددت أنباء عن احتجاز مرتزقة لطلبة الكلية الحربية خطفوا عدداً آخر منهم لمساومة أهالى المدينة عليهم.
وفى ضربة جديدة من شأنها تعزيز قبضة «ثوار 17 فبراير» وإصرارهم على التوجه إلى طرابلس لتحريرها، أفادت أنباء بأن 9 مدن فى غرب البلاد باتت فى قبضة المحتجين وأن تلك المدن تستعد لتشكيل مسيرات على العاصمة فى الأيام المقبلة، لتنضم بذلك إلى كبرى مدن الشرق المحررة وعلى رأسها بنغازى والبيضا وطبرق.
وأعلن الزعيم العشائرى «أبوستة» العضو فى إحدى اللجان الثورية فى مدينة نالوت التى تبعد 60 كيلومتراً عن الحدود التونسية غرب ليبيا أن 9 من مدن غرب البلاد باتت «فى أيدى الشعب» منذ أيام، وأنها تديرها لجان ثورية بعد أن فرت منها قوات الشرطة والجيش وقال «إننا نضع أنفسنا تحت سلطة المجلس الوطنى، فى بنغازى ونعد العدة للقيام بمسيرة الى طرابلس لتحرير العاصمة من القذافى».
كما تعززت قبضة المحتجين بإحكام سيطرتهم أمس الأول على مدينة الزاوية والتى يعتبرها المحللون بوابة طرابلس الغربية بعد معارك ضارية مع المرتزقة أوقعت عشرات الجرحى والقتلى، وأفادت أنباء بأن المحتجين الذين انضم إليهم الآلاف من قوات الأمن والجيش يتأهبون للدفاع عن المدينة من هجمات مضادة من قوات القذافى المرابطة على مداخلها.
وفى بنغازى، تمكنت المعارضة فى الشرق من دفع شبح «الفوضى»، ونجحت فى إقامة نظام أمنى جدير بالثقة وتأمين الخدمات الأساسية وفتحت المحال التجارية وإن كانت الحياة لم تعد لطبيعتها فى بعض المدن «المحررة»، ومن الشرق، تتنقل مجموعات صغيرة من المسلحين باتجاه العاصمة. فيما ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 256 شخصا قتلوا وأصيب 2000 آخرون فى المواجهات بين الثوار وقوات القذافى.وفى الوقت نفسه، أثنى مصطفى عبد الجليل وزير العدل الليبى المستقيل الذى يرأس المجلس الانتقالى المؤقت على شباب الثورة مؤكدا أنه «لا أحد سيسرق ثورتهم، نحن لن ننسى فضل الثوار والشهداء فى تحرير البلاد، ونفى وجود أى مشاورات مع الإدارة الأمريكية حول مرحلة ما بعد القذافى، وقال « نحن لن نرضى بأى تدخل أجنبى وأى جندى سيلقى نارا أشد وطأة مما وجدها جنود ومرتزقة القذافى».
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن المشاركين فى الثورة يمثلون جميع قطاعات المجتمع، وإن مطالبهم هى «لا قبلية ولا إسلامية» ولا للتدخل الأجنبى، وترى الصحيفة أن الخوف من أن تقع ليبيا تحت سيطرة متطرفين لا أساس له، لأن طبيعة المجتمع الليبى لن تسمح بذلك، كما أن التطرف غريب عن طبيعته.