لا يكشف الكثير من مثليي الجنس عن ميولهم الجنسية، خوفًا من الاضطهاد أو الرفض الاجتماعي أو غضب عائلاتهم، خاصة في المجتمعات التي يشيع فيها «رهاب المثلية الجنسية» أو «الهوموفوبيا» Homophobia. يُعرف «رهاب المثلية الجنسية» بأنه خوف أو كراهية غير مبررة لذوي الميول الجنسية المثلية، بما يصاحب ذلك من مواقف وأفعال عدائية أو تنطوي على رفض وعنف اجتماعي بدني ونفسي.
كنتيجة طبيعية للجوء البعض لإخفاء ميولهم الجنسية، قد تنجذب بعض الفتيات إلى رجال مثليين، أو العكس، ولا تكتشف ذلك إلا بعد مرور بعض الوقت، كذلك قد تتشكك بعضهن في ميول رجال ميولهم الجنسية مغايرة، بسبب مظهرهم أو أمور تتعلق بخرافات شائعة حول مظهر وتصرفات المثليين بوجه عام، ومن أشهرها:
الخرافة الأولى: الرجل المثلي عادة ما تميل مواصفاته الجسدية إلى الأنوثة.
الحقيقة: الرجل المثلي هو رجل مكتمل الرجولة من الناحية الجسدية، والكثير من المثليين يكونون مفتولي العضلات ويتمتعون بجسد رياضي.
الخرافة الثانية: الرجل المثلي عادة ما يكون أنثوي المظهر ويرتدي ملابس ضيقة ذات ألوان صاخبة أو نسائية الطابع.
الحقيقة: يرتدي معظم الرجال المثليين ملابس عادية، شأنهم شأن غيرهم من الرجال المغايرين، وقد يفضل البعض منهم ارتداء ألوان صاخبة أو هادئة وفقا لتفضيله الشخصي، ولكنها لا تعد علامة على المثلية الجنسية بأي حال من الأحوال.
الخرافة الثالثة: الرجل المثلي عادة ما يكون صوته منخفضا ويتمتع برقة زائدة أو دلال أنثوي عند التحدث.
الحقيقة: لا تدل رقة الحديث أو الأفعال على الميول الجنسية لأي شخص، وإنما عن رقة روحه وحسن خلقه، وكثيرا ما تكون هذه الصفات محببة لدى الكثيرات.
الخرافة الرابعة: إذا كان الرجل يميل أكثر لمشاهدة الأفلام العاطفية أو حضور العروض الموسيقية والراقصة، أو قراءة الروايات الرومانسية بدلاً من كرة القدم، فإن ذلك يعني أنه قد يكون مثلي الجنس.
الحقيقة: لا علاقة للميول الفنية أو الثقافية بالميول الجنسية مطلقا، ولا يمكن الجزم بميل أي إنسان بناء على الأنشطة الثقافية أو الرياضية التي تستهويه.
بعض الأشخاص لديهم ميول جنسية مزدوجة bisexual، وهو ما يعني أنهم يميلون للنساء والرجال في نفس الوقت، أو ليست لديهم ميول جنسية على الإطلاق asexual.
كيف أعرف إذن إن كان الشخص الذي يعجبني مثلي الجنس إن تشككت في ذلك؟
أفضل طريقة للمعرفة هي ملاحظة التالي:
- مدى انجذابه للنساء من حولكما ولكِ من الناحية الجسدية، فعادة ما لا يولي الرجل المثلي انتباها كبيرا للنساء من حوله، خاصة فيما يتعلق بجاذبيتهن الجسدية، مقارنة بأغلب الرجال ذوي الميول المغايرة، ويمكن لأي امرأة أو فتاة ملاحظة الطريقة التي ينظر بها الرجال لهن ولغيرهن بسهولة.
- الإطراء المبالغ فيه لمظهر أو جسد أبناء جنسه.
- الاهتمام المبالغ فيه بمعرفة الميول الجنسية للآخرين.
- الانخراط الزائد في المجتمعات الخاصة بالمثليين على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
إذا لاحظت هذه العلامات يمكنك التحدث إليه وسؤاله بصراحة، ولكن احرصي على أن تتحدثي بهدوء وألا يحمل كلامك أي هجوم عليه، كذلك كوني مستعدة لإجابته عن سبب سؤالك، وأنه قد لا يرغب في الإفصاح عن ميوله أو يرفض ذلك إذا أخبرتيه أنك تسألينه من باب الفضول مثلاً. بمعنى آخر، ينبغي أن يكون لديك سبب واضح وقوي للسؤال، مثل الإفصاح عن حبك له أو رغبتك في الارتباط به.
أخيرا، لا تحكمي بناء على الشكل الخارجي أو الميول الحياتية والاجتماعية العامة، وتحدثي معه بصراحة، إن رغبت في ذلك، أو ابتعدي إن كنتِ لا تشعرين بالارتياح تجاهه.