ألقى اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، الأربعاء، كلمة خلال الاحتفال الذي شهده الرئيس عبدالفتاح السيسي بمناسبة تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة وقسم الضباط المتخصصين، والذي أقيم بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.
وأكد «عبدالغفار» أن رجال الشرطة عقدوا العزم على الإسهام الجاد في تحصين المصالح العليا للبلاد من كل خطر يهددها، كما أكد تمسكهم الراسخ بأداء الواجب وأن يظلوا حصنا منيعا لأمن الوطن وأمان المواطنين متسلحين بسلطان القانون وهيبته وبما كفله الدستور والقانون من ضمانات لإنفاذه ملتزمين بالحفاظ على الكرامة الإنسانية وحماية قيم وحقوق المواطنين، مضيفا أن رجال الشرطة لم ولن يترددوا أبدا في التضحية بدمائهم وأرواحهم ليأمن كل مواطن على حياته وعرضه وماله.. وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
«وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ» صدق الله العظيم
السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية
تتشرف أسرة وزارة الداخلية بمشاركة سيادتكم احتفالها بيوم الخريجين لتشهد سيادتكم وشعب مصر العظيم أولى خطى هذا النبت الطيب من طلبة وطالبات أكاديمية الشرطة الذين اجتهدوا وثابروا طوال فترة دراستهم بمعهدهم العريق، واليوم يبدأون أولى خطواتهم العملية في أداء رسالتهم النبيلة التي تهدف إلى أسمى الغايات والمتمثلة في بسط الأمن والأمان على ربوع مصرنا الغالية التي تستحق منا أن نقف بصلابة وشموخ في سبيل رفعتها ونهضتها ورخاء شعبها العظيم.
وإنه لمن حسن الطالع أن يأتى احتفالنا اليوم بعد أيام قليلة مضت على احتفاء الأمة بثورة شعب ثار في وجه جماعات الشر والإرهاب ليسطر في 30 يونيو 2013 ملحمة كفاح ستظل راسخة في وجدان التاريخ شاهدة على نبل البطولة وشرف الصمود لهذا الشعب الأصيل والذي ينتفض دائما بقوة وبسالة دفاعا عن تراب وطنه العزيز.. فتحية لكم سيـــــــادة الرئيـــــس ولجميع الســادة الحضور.
السيدات والسادة.. الجمــع الكـريـــم
إن جهاز الشرطة يدرك إدراكا كاملا حجم التهديدات التي تحدق بالوطن ولعل آفة الإرهاب الأسود البغيض التي تضرب العالم بأسره تعد الخطر الأكبر الذي أصبح يهدد استقرار الشعوب ويقوض أمنها وتزداد خطورة هذه الآفة نتيجة تنامى حدة الصراعات الإقليمية بالمنطقة والتي تتخذها خفافيش الظلام من دعاة الشر والإرهاب ستارا يتخفون وراءه للعصف باستقرار المنطقة وعرقلة جهود التنمية والإزدهار بها، بل وأؤكد أنهم بأفعالهم الإجرامية يهددون الإنسانية بأسرها وهو ما يتطلب وعى المجتمع الدولي لأهمية وضرورة تكاتفه من أجل المواجهة الشاملة لهذا الخطر حرصا على أمن وسلامة البشرية.
ولقد أنصت العالم بأسره لكلمات الرئيس حينما شخص الداء وحدده وأعلنها صراحةً أن الإرهابي ليس من يرفع السلاح فقط بل من أعده ودربه وموله ووفر له ملاذا آمنا وخصص له منابر إعلامية تعمدت تزييف الوعي الجماهيري ونشر الشائعات من خلال خطط خبيثة استهدفت العصف بسيادة دول واستقرارها حتى صارت شعوبها بفعل الإرهاب ممزقة وفى شتات.
السادةُ الحضورْ
لقد عقد رجال الشرطة العزم على الإسهام الجاد في تحصين المصالح العليا للبلاد من كل خطر يهددها وهم على قدر كبير من الوعى بمسؤوليتهم في انتهاج المزيد من سبل التطوير والتحديث.
واليوم ونحن نشهد هذه المهارات والقدرات المتميزة لطلبة أكاديمية الشرطة وهم يزدهرون أقوياء البناء مثمري العطاء متسلحين بما قدمته لهم الأكاديمية من جرعات علمية في المجالات القانونية والشرطية باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية وعناصر التدريب الراقي المتقدم نلمح في نظراتهم نسمات الغد المشرق الذي يمتد على درب أجيال متعاقبة سبقتهم في التفاني والبذل لنؤكد على رسالة وزارة الداخلية السامية التي تستهدف تعضيد مقومات الأمن وترسيخ معالم الاستقرار في ربوع البلاد من خلال حرص لا يتزعزع على الجدية في الأداء والإصرار على الالتزام بالعهد والوفاء والسعي نحو تدعيم ركائز قدرات العنصر البشرى الذي كان وسيظل يشكل الهدف الأسمى في الاستراتيجية الأمنية التي تواجه تحديات جسيمة ومخاطر تتربص بالوطن تتعاظم حدتها مع ما تحققه مسيرة الأمة المصرية من إنجازات ونجاحات تبهر العالم وتدفع بها إلى ما تستحقه من مكانه إقليمية ودولية.
ومن هذا المنطلق فإن الشرطة المصرية لا تألوا جهدا في التضحية بأغلى ما تملك بالروح والنفس إلى جانب الأشقاء بالقوات المسلحة الباسلة من أجل المواجهة الحاسمة للتحديات مهما تعاظمت وسيستمر رجال الشرطة بعون من الله في التصدي لأية محاولات للعبث بأمن الوطن ومقدراته حريصين على تنقيته من كل ما يمس إستقراره ومصالحه القومية.
ولأبنائي الخريجين أقول:
تؤدون اليوم قسما عزيزا غاليا.. تلتزمون فيه بالوفاء للوطن والولاء لشعبه حاملين رسالتكم بالذمة والصدق والإخلاص ماضين لنصرة الحق والعدل متمسكين بالشجاعة والمثابرة والإقدام في مواجهة التحديات متسلحين بالعلم وبالإيمان بالله فاجعلوا من قسم تخرجكم عقيدة راسخة ومنهج عمل لحماية أمن الوطن المفدى وآمان شعبنا العظيم.
ومن هنا يسعدنى أن أتقدم بالتهنئة لأسركم الذين طالما دعموا مسيرتكم وباتوا ينتظرون يوم تخرجكم ليفخروا بكم في مواصلة مسيرة أجيال سبقتكم على درب التضحية والفداء في منظومة العمل الأمني.
الجمعُ الكريمْ
أتوجه بتحية تقدير وعرفان لقواتنا المسلحة الباسلة عرين الأبطال ومهد التضحيات والتي لا تألوا جهدا عن التضحية من أجل رفعة الوطن وحماية ترابه من دنس الإرهاب والتي تقدم أعظم البطولات وأغلى التضحيات في سجل العطاء الوطني.
تحيةُ تقدير ووفاء لكل شهداء مصر الأطهار من رجال الشرطة والقوات المسلحة الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة فداء لمصرهم والذين روت دماؤهم ومازالت تراب هذا الوطن الغالي من أجل أن يحيا شعبه آمنا مطمئنا، كما أتقدم بتحية عرفان وامتنان لأبنائنا مصابي الواجب وأتمنى لهم السلامة والشفاء وأؤكد لهم أننا نعتز بهم ولن نتوانى في تقديم كل الرعاية والدعم لهم.
السادة الحضور
إن رجال الشرطة يؤكدون على تمسكهم الراسخ بأداء الواجب وعلى عهدهم أمام الله وأمام شعب مصر بأن يظلوا حصنا منيعا لأمن الوطن وأمان المواطنين متسلحين بسلطان القانون وهيبته وبما كفله الدستور والقانون من ضمانات لإنفاذه ملتزمين بالحفاظ على الكرامة الإنسانية وحماية قيم وحقوق المواطنين ولم ولن يترددوا أبدا في التضحية بدمائهم وأرواحهم ليأمن كل مواطن على حياته وعرضه وماله.
وفقكُم الله وسددَ خطاكُم.. وحفظَ مصرنا الغالية آمنةً مطمئنةً
والسلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتِه.