x

الدائرة تضيق على «القذافى».. و«الثوار» يستعدون لمعركة طرابلس الحاسمة

الأحد 27-02-2011 19:26 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
تصوير : رويترز

على الرغم من حالة الهدوء الحذر التى تشهدها العاصمة الليبية طرابلس بعد اضطرابات بين المتظاهرين المطالبين برحيل الزعيم معمر القذافى، وقوات الأمن، إلا أن سكان العاصمة يتحدثون عن حالة خوف مريع وقلق كبير ويصفون هذه الحالة بأنها «الهدوء الذى يسبق العاصفة»، فيما يستعد الثوار للتحرك لحسم معركة طرابلس، إذ انتشرت عناصر من المرتزقة والكتائب الأمنية فى شوارعها، فى الوقت الذى يسعى فيه وزير العدل السابق، مصطفى عبدالجليل، عقب استقالته وانضمامه للثوار لتشكيل حكومة مؤقتة لمدة 3 أشهر يكون مقرها بنغازى فى الوقت الحالى حتى يتم تحرير العاصمة.

وقال شهود عيان من طرابلس: «هناك إحساس مخيف يسود المدينة التى فضل سكانها التزام مساكنهم خوفاً من العنف»، وأضافوا: «يمكنك الإحساس بأن الجو مشبع بالتوتر والتوجس من شىء كبير فى طريقه للحدوث، الجميع فى انتظار ذلك، إنه هدوء ما قبل العاصفة»، وتحدث سكان آخرون عن انقطاع التيار الكهربائى.

وأفادت الأنباء من طرابلس بأن النظام الليبى الذى يواجه مخاطر السقوط وزع السلاح على المدنيين الموالين له ونصب نقاط التفتيش الأمنية وبعث بمركبات الجنود المدرعة لترويع سكان طرابلس، فى محاولة لإحكام السيطرة على المعقل الأخير للقذافى وسحق المنشقين، فيما يحاول المتمردون بسط سيطرتهم على أحياء أخرى فى العاصمة.

وفى المقابل، نشر سكان ضاحية «تاجوراء» بالعاصمة الكتل الخرسانية والصخور وحتى جذوع أشجار النخيل التى قطعوها كعوائق لمنع دخول عربات الدفع الرباعى المحملة بالشبان الصغار المسلحين الموالين للنظام بالأسلحة الأتوماتيكية من دخولها، فيما يعمل مسلحون يرتدون شارات خضراء على التدقيق فى هويات من دخلوا الضاحية التى كتب على جدرانها شعارات مضادة للنظام، منها «القذافى أنت يهودي» و«السقوط للكلب».

وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن المحتجين فى طرابلس أجبروا القوات الحكومية على التراجع، وتقدموا فى أجزاء أخرى من البلاد، وأنهم باتجاه طرابلس وأن «القذافى يواجه النهاية ويحاول رشوة مواطنيه للدفاع عنه»، وذكرت صحيفة الاندبندنت أن النظام يحاول تعبئة أنصاره وتسليحهم لمواجهة المحتجين وأنه يتم التنكيل شخص يعارض النظام، ونقلت صحيفة الأوبزرفر البريطانية عن بعض الثوار قولهم: «سنتوجه إلى طرابلس، هذا مصيرنا، ولدينا الأسلحة».

وخارج العاصمة، بسط المتمردون سيطرتهم على مساحات شاسعة تصل إلى نصف مناطق ليبيا وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، واعتقلوا ضابطا كبيراً برتبة عميد وعدداً من مساعديه أثناء محاولة الجيش استعادة قاعدة جوية شرقى طرابلس.

وفى الزاوية غرب طرابلس، ذكرت أنباء أن قوات القذافى والمرتزقة اشتبكوا فى قتال عنيف استخدمت فيه أسلحة ثقيلة مع مسلحين محتجين أمس الأول، مما أسفر عن سقوط ما بين 50 و60 قتيلا و50 جريحا واعتقال العشرات من المعارضين فى مواجهات جديدة لاستعادة السيطرة على قلب المدينة إلا أن الثوار أحكموا قبضتهم عليها مجددا بعد أن رفرف علم الاستقلال على أبنيتها ومؤسساتها.

وفى مصراتة غرب طرابلس قال محتجون إنهم شددوا قبضتهم عليها بعد تجدد الاشتباكات مع قوات القذافى، وأن المرتزقة هاجموا مشاركين فى جنازة مواطنين أمس الأول، وأنهم أطلقوا النار على مبنى الاذاعة المحلية فى مصراتة، وأن زعيم قبيلة مصراتة تلقى اتصالا من مقربين من القذافى اقترحوا عليه إنشاء دولة مستقلة فى المدينة مقابل التعهد بعدم مهاجمة طرابلس لكنه رفض الاقتراح، وقال «ليست لدينا أسلحة كثيرة فى مصراتة وإننا محاصرون بمدينتين تدعمان النظام زليتن وسرت».

وفى تأكيد لمكاسب الثورة، أعلن وزير العدل الليبى المستقيل مصطفى عبدالجليل أن المعارضة قررت تشكيل مجلس وطنى برئاسته يكون بمثابة حكومة مؤقتة لتولى شؤون البلاد لمدة 3 أشهر تحضيرا للانتخابات وأن مقر الحكومة سيكون فى بنغازى وسيعلن أعضاؤه فى وقت لاحق حتى يتم تحرير طرابلس، وأضاف أن المجلس المرتقب يعتبر القذافى مسؤولا عن القمع الذى يتعرض له معارضوه وأن عائلته لا دور لها فى المواجهات الدامية ولاقى هذا الإعلان ارتياحا كبيرا بين أوساط الثوار فى شرق ليبيا المحررة، وأعلن السفير الليبى لدى الولايات المتحدة على العجيلى الذى استقال منذ يومين أنه يدعم الحكومة المؤقتة.

وذكرت صحيفة قورينا الليبية أن موظفى شركة الخليج العربى للنفط فى مرسى الحريقة انضموا للتمرد ضد القذافى وأن الشركة تدير العمليات فى جميع الحقول ومواقع الإنتاج وتمكنت منذ بدء الانتفاضة من الحفاظ على العمليات فى حقولها النفطية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية