x

«مزاج المصريين»: نعم للسياسة.. لا للكرة والفن

الأحد 27-02-2011 18:30 | كتب: مروي ياسين |
تصوير : أ.ف.ب

فى الوقت الذى كانت فيه الدراسات والأبحاث الاجتماعية، ترصد غياب الشعب المصرى عن الواقع السياسى، وتؤكد انصرافه نحو الكرة والفن وأشياء أخرى هامشية، كانت هناك تحركات جماعية عبر عالم الإنترنت، تدعو الجميع إلى ترك السلبية والمشاركة فى صنع مستقبله.

تغييب المواطنين عن القضايا المهمة والفاعلة كان أمرا متعمدا من قبل الدولة، هكذا فسر أساتذة علم الاجتماع التغير، الذى طرأ على ميول المواطنين واهتمامهم المفاجئ بالقضايا السياسية، واندفاعهم نحو التغيير بكل ما لديهم من قوة. من جانبه، قال الدكتور سمير نعيم، أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن أى إنسان به سمات إيجابية وسلبية وإن المواطن المصرى كانت فيه الصفات الإيجابية كامنة بفعل الظروف المحيطة به، وأصبحت الصفات السلبية هى السائدة فانصرف عن الاهتمام بالشأن العام وشعر بعدم الانتماء وعدم المشاركة السياسية واتجهت اهتماماته إلى الشأن العام وشعر بعدم الانتماء وعدم المشاركة السياسية واتجهت اهتماماته نحو الكرة والحظ وهى السمات السلبية به، إلى أن شاءت الظروف وانفجرت كل ملكات الشباب المصرى الكامنة، أضاف نعيم أن سمات الشخصية عبارة عن مجموعة من المتناقضات وكل سمة تجد ما يقابلها من الصفة المناقضة لها، فالفساد يقابله الشرف، والشجاعة يقابلها الجبن، والقوة يقابلها الضعف، وبروز صفة عن أخرى يتعلق بالظروف المحيطة بالإنسان.

وأكد أن الثورة التى حدثت، كانت بفعل تغييرات اجتماعية عامة، فالتكنولوجيا و«فيس بوك» والإنترنت قضت على السمات السلبية، وتوارى الشعور بالقمع الشديد، الذى كنا نعيش فيه، فالتغيير الاجتماعى، تسبب فى ظهور نقيض الصفات السلبية بالإنسان وبرزت أجمل سمات المواطن المصرى الإيجابية.

وتابع «نعيم» أن الغالبية كانت تظن أن هذه الصفات انعدمت لكن الواقع التاريخى يؤكد أنها اختفت لفترة متأثرة بالظروف حولها لكنها لم تندثر، وأوضح أن أن أغلب الدراسات كانت تسعى لتؤكد أن المصريين خانعون وخاضعون وغير متمردين، لكن المشاهد التى شاهدناها من شجاعة للشباب منقطعة النظير أمام جحافل قوات الشرطة، وسقوط مئات الشهداء أكبر دليل على إيجابيتهم.

وقال «نعيم» إن هناك دراسات سلبية، قالت إن الإنسان المصرى متواكل وكسول ولا فائدة منه ولا يحب المغامرة أو العمل وليس له فى السياسة، لكنهم لم يشاهدوا ما حدث فى ثورة 52 و19 حتى يدركوا أنها ليست سمات أبدية.

وقال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع، وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة، إن اهتمامات النظام السابق بالقضايا الثانوية، انعكس سلباً على المجتمع فمثلاً يصبح دخول مصر كأس العالم هدفاً قومياً يسعى الجميع لتحقيقه، الأمر الذى جسده الخطاب الإعلامى والثقافى، فينصرفون إلى تكريم شخصيات عادية لا تستحق التكريم وفى المقابل يتم إهمال شخصيات علمية تخدم البلد بتفكيرها وعلمها ودراساتها التى توضع فى الأدراج دون الاهتمام بها.

وأضاف زايد أن الدراسات كانت تهتم بالحديث عن سلبيات الشعب المصرى، فمثلاً الدكتور جلال أمين، تحدث فى كتاب «ماذا حدث للمصريين؟» واصفاً المصريين بصورة سلبية وهو ما عكسه الواقع، إلى جانب الدراسات الأخرى، التى تحدثت عن عدم مشاركة الشباب فى الحياة السياسية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية