x

«نيويورك تايمز»: جماعة الإخوان أصبحت محطمة.. وقربهم من«أردوغان» يعزز استبدادهم

الأحد 16-07-2017 19:03 | كتب: غادة غالب |
الإخوان الإخوان تصوير : آخرون

رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الخليجية بقيادة السعودية والإمارات ومصر مع قطر، وبدرجة أقل مع تركيا،هي جماعة الإخوان المسلمين، والدعم القطري والتركي لها. وحذرت من أن تواجد عدد كبير من أعضاء الإخوان في تركيا، ومعايشتهم لنظام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وصفته الصحيفة بـ«القمعي» قد يعزز من توجهاتهم الاستبدادية فيما بعد.

ووفقا للصحيفة، فإن أعداء الإخوان يعتبرونها جماعة إرهابية تسعى إلى زعزعة استقرار النظام العربي القائم، وليس فقط في مصر، حيث تأسست الجماعة في عام 1928، لكن في دول مثل السعودية والإمارات، حيث ألهمت الجماعة حركات مماثلة.

تعيش جماعة الإخوان أسوأ أوضاعها على الإطلاق وأصبحت منقسمة ومحطمة، وكما ذكرت الصحيفة، فإن معظم أعضاءها إما في السجن في مصر أو في المنفى في بلدان مثل تركيا بدون جوازات سفر، وغير قادرين على تجديد وثائقهم في القنصلية المصرية هناك، ولم يعد لدى الجماعة القدرة على السيطرة على أعضائها، ولا التعامل مع حكومات الشرق الأوسط.

شعور العجز الذي يعيشه أعضاء وقيادات الإخوان يعد أمرا جديدا، وفقا لـ«نيويورك تايمز»، التي أوضحت أنه في عام 2011، بدا أن جماعة الإخوان المسلمين ستكون القوة القادمة في السياسة الإقليمية، وكان لها يد في معظم الانتفاضات التي تحدت الأنظمة القديمة في العديد من دول الشرق الأوسط.

الصحيفة الأمريكية ذكرت أن الصعود القوي لجماعة الإخوان في أعقاب الربيع العربي سبب تهديدا مباشرا لعدة أنظمة عربية راسخة على رأسها السعودية والإمارات، ففي مصر، انتخب محمد مرسي التابع للإخوان رئيسا للبلاد. وفي تونس، ظهر حزب «النهضة»، التابع للجماعة في البداية كأقوى فصيل في فترة ما بعد الثورة. كما لعبت جماعة الإخوان المسلمين السورية دورا رئيسيا في التمرد ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.

«نيويورك تايمز» نقلت عن أحمد جاد، عضو في الإخوان، قوله إن «حياتنا في المنفى ليست سهلة، فالبعض له أعمالا تجارية يديرها والبعض الآخر يدرس، لكن بشكل عام، فمن الصعب الحصول على فرص عمل لأن موارد الجماعة أصبحت محدودة بالنسبة لما كانت عليه في السابق». وأضاف: «حياتنا الآن مدعومة من المؤسسات التركية والقطرية، والأفراد الأثرياء في جماعة الإخوان».

لكن المشكلة الأكبر التي يواجهها الإخوان حاليا تكمن في عدم وجود وحدة، خاصة أن جماعة الإخوان اعتادت أن تعمل بشكل مؤسسي ذات تسلسل هرمي صارم، لكن ثمة انقسامات كبيرة داخل تنظيم الإخوان حاليا حول معالجة موقفهم مع الحكومة المصرية، وقد انقسموا بين أولئك الذين يدعمون النهج الهيكلي التدريجي القديم، وفصيل آخر يحبذ مواجهة أكبر مع الدولة المصرية.

ثم هناك أعضاء في جماعة الإخوان المنفيين الذين لا يؤيدون أيا مما سبق، من أمثال عبدالله كريوني، وهو طبيب يبلغ من العمر 31 عاما، والذي يجد أن كلا النهجين غير واقعيين، موضحا أن المجموعة الأولى تنتظر من الله أن يجعلها منتصرة دون إتقان الأدوات السياسية التي ستجعلها منتصرة، بينما المجموعة الثانية قد تقود البلاد إلى تجارب مماثلة للحروب الأهلية في سوريا والجزائر.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إن العديد من أعضاء تنظيم الإخوان استفادوا من سنوات المنفى في تركيا، حيث أن تجربة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ستؤثر على منهج العديد من قيادات الجماعة هنا، وتكشف كيف يمكن للنهجين أن يعملا معا. وفي سنواته الأولى في منصبه، سعى الرئيس التركي، ذو الأيدلوجية المشابهة للإخوان، إلى إقامة تحالفات مع الليبراليين والأقليات المختلفة، لكن منذ أن بدأ الإخوان في الانتقال إلى تركيا، اتبع «أردوغان» المنهج المعاكس بالقضاء على خصومه، خاصة بعد الانقلاب الفاشل في العام الماضي.

وحذرت «نيويورك تايمز» على لسان الأكاديمية في جامعة «أكسفورد»، المتخصصة في الجماعات الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين، مونيكا ماركس، من أن معايشة الإخوان لنموذج «أردوغان» قد يعزز بعض توجهاتهم الاستبدادية. وقالت: «ما تراه في تركيا هو نظام يبدو على الأقل على سطحه قويا جدا، وذلك باستخدام خطاب الشرعية الديمقراطية للدفاع عن سياسات غير ديمقراطية. وهذا أمر مغري للغاية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية