حملت صحف القاهرة الصادرة صباح السبت عدة أخبار عمّا قالت إنها «حالات فساد» داخل وزارة الداخلية وجهاز الشرطة، كما أبرزت الصحف تصريحات د. أحمد زويل، العالم الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء، حول إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمرحلة الانتقالية فى مصر، فى الوقت الذى نقلت فيه الصحف أخبارا متضاربة بشأن أموال التأمينات الاجتماعية، التي أكد وزير القوى العاملة أنها اختفت.
«فساد وتسيب» فى الشرطة
تضمنت الصحف أخبارا وتقارير متفرقة تتصل بجهاز الشرطة، وقالت «الوفد» إن الشرطة رعت عملية تسليم فدية لمجرمين اختطفوا طفلا بسوهاج، مضيفة أن جهاز الشرطة لا يبذل أى جهد فى استعادة الأطفال المخطوفين، وينصح الأسر بتدبير الأموال المطلوبة لاستعادة أبنائهم، كما يقوم بحماية وتأمين عملية تسليم الأموال للمجرمين.
وقالت الصحيفة: «تسبب الانفلات الأمنى فى انتشار ظاهرة خطف الأطفال ولجوء البلطجية إلى مساومة أسر المخطوفين لتسليم فدية لإعادة أطفالهم.. ومن لم يجد المقدرة لدفع الفدية عليه بالصبر وتجرع آلام فراق فلذة كبده!!».
وأضافت «الغريب أن أجهزة الأمن بسوهاج تابعت تأمين عملية عودة الطفل عبدالرحمن خالد محمود، الذى اختطف من أمام مدرسته، ونصحت الشرطة والده بعدم إثارة البلطجية ضده، حرصا على حياة طفله، ودفع الأب صاغرا مبلغ 100 ألف جنيه عدا ونقدا للبلطجية».
وتابعت الصحيفة أن هذا يحدث فى الوقت الذى لم تبذل فيه أجهزة الأمن أي مجهودات فى البحث عن طفلة مخطوفة أخرى تدعى حنان تم اختطافها بالجيزة، لعدم قدرة والدها العامل البسيط، حكيم سعد،على تدبير المبلغ المطلوب لاستعادتها من خاطفيها، واختتمت «الوفد» تقريرها قائلة «ستظل حنان رهينة عند خاطفيها، وسيظل الأمن منفلتا».
وقال والد الطفلة المخطوفة إن ثلاثة أقسام شرطة رفضت تسجيل محضر بواقعة الاختطاف وهى أقسام الطالبية والعمرانية والجيزة، ولكنه عاود المحاولة ليستجيب المسؤولون بقسم الطالبية ويسجلوا محضرا باختطاف ابنته البالغة من العمر سبعة عشر عاما.
وأكد الأب فى لقاء مع صحيفة الوفد أن خاطف ابنته اتصل به عدة مرات من رقم هاتف محمول لم يتغير، وأن هذا الرقم مازال يعمل إلى الآن، رغم تسجيله في المحضر الرسمى.
من جانبها، قالت «الشروق» إن نيابة غرب الاسكندرية أمرت بضبط وإحضار النقيب حسام الشناوى، ضابط أمن الدولة، المتهم بتعذيب وقتل الشاب سيد بلال، أثناء التحقيق فى جريمة تفجير كنيسة القديسين، مطلع العام الجارى.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الداخلية قامت بإرسال المتهم فى بعثة إلى السودان، وأن نيابة غرب الإسكندرية تعتزم إصدار مذكرة إحضار دولية فى حق ضابط أمن الدولة.
وكانت النيابة قد أصدرت قبل أيام قرارا بالإفراج عن النقيب أدهم البدرى، والنقيب سمير صبرى المتهمين بالاشتراك فى تعذيب سيد بلال حتى الموت، خلال التحقيق فى تفجير الكنيسة، بضمان وظيفتيهما كضابطى شرطة.
أما صحيفة «الدستور»، فنشرت على صفحتها الثالثة وثائق تثبت تلقي جهاز الشرطة مبالغ وصلت إلى 237 مليون جنيه كمكافآت من الشركة المصرية للاتصالات. وكشف تقرير للجهاز المركزى للمحاسبات أن جهاز أمن الدولة المنحل تلقى وحده 50 مليون جنيه خلال أربعة أشهر، كمكافآت لقياداته وضباطه من الشركة التى تملك الدولة النسبة الغالبة من أسهمها.
وأكدت أن قيادات سابقة في جهاز مباحث أمن الدولة المنحل، حصلت خلال أربعة أشهر فقط على مبلغ يقرب من 29 مليون جنيه، بواقع مليون جنيه شهريا لكل شخص.
مخاوف «زويل»
أبرزت صحيفتا «الوفد» و«التحرير» مخاوف د. أحمد زويل، العالم المصري الحاصل على جائزة نوبل، والتي استعرضها في مقال له في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. وقالت «الوفد»: «زويل: المصريون يشعرون بالقلق لانفراد العسكرى بقيادة التحول الديمقراطى»، فيما قالت «التحرير»: «لديّ شكوك من تفرد العسكرى بقيادة المرحلة الانتقالية».
وقال زويل فى المقال إن تفاؤله بمستقبل مصر وتحولها الديمقراطى «اهتز» بعد جمعة توحيد الصف المعروفة باسم «جمعة قندهار»، التى قال إن «قوى متشددة صادرت فيها ميدان التحرير رافعة علم السعودية وصور واسم بن لادن».
وأردف زويل أن ما يطمئنه بشأن المستقبل هو أن المصريين لم يعودوا خائفين، ويعرفون كيفية التظاهر وأن بإمكانهم تغيير نظام حكم، وشدد زويل على ضرورة الاهتمام بنهضة التعليم والتركيز على الأهداف المستقبلية طويلة الأجل، بالإضافة لعزل كل من تثبت مشاركته فى إفساد الحياة السياسية والاقتصادية من فلول النظام السابق.
وأضاف زويل:« إن المصريين يكنون احتراما كبيرا للجيش، ولكن الناس يشعرون بالقلق من حقيقة أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لايزال هو الكيان السياسى الرئيسى الذى يحكم عملية التحول الديمقراطى، وتخوفهم يأتى من أن تباطؤ المجلس يذكرهم بمكائد النظام السابق لإحباط التطلعات الديمقراطية».
أموال التأمينات
بعدما أثارت تصريحات منسوبة لوزير القوى العاملة حول اختفاء مبلغ 437 مليار جنيه من الموازنة العامة ذعرا، خرجت الصحف القومية الصادرة صباح السبت حاملة لعناوين تحاول بها طمأنة أصحاب الحق فى التأمينات الاجتماعية ( المعاشات) التى يعود إليها هذا المبلغ.
وقالت «أخبار اليوم» إن «أموال التأمينات الاجتماعية فى الحفظ والصون»، بينما نقلت «الأهرام» نفي وزارة المالية تبديد أموال المعاشات.
ونقلت «التحرير» عن مصدر في مجلس الوزراء، لم تذكر اسمه، قوله إن مصير أموال التأمينات لن ينكشف إلا بعد أسبوعين، مضيفًا أن تقريرا للجهاز المركزى للمحاسبات سيكشف عن حقيقة وضع هذه الأموال وكيفية اختفائها.
وأكدت «التحرير» أن أعضاء مجلس الوزراء لا يعرفون أين ذهبت أموال التأمينات وإن رجحوا أن بعضها استخدم فى سندات.